تاريخ الإضافة : 16.01.2012 10:29

وإذا المظلومة سئلت بأي ذنب رحلت

يبدو المسار الأصلي للشارع واضحا إلى يمين الشجرة و يقع البرميل الأزرق وسطه أما كوخ "اتعاكيب" التي حول مسار الشارع إليها و تنتظر الهدم في أي لحظة فتقع مباشرة إلى يسار الشجرة.

يبدو المسار الأصلي للشارع واضحا إلى يمين الشجرة و يقع البرميل الأزرق وسطه أما كوخ "اتعاكيب" التي حول مسار الشارع إليها و تنتظر الهدم في أي لحظة فتقع مباشرة إلى يسار الشجرة.

كنت أعلم من عجائب تخطيط (الڮزرات) أن الرشوة والنفوذ يمكن أن يرحلا مظلوما ويبقيا مرحلا. أما الآن فقد أدركت – ويالهول ما أدركت – أنهما أكثر من ذلك قادران على أن يرحلا شارعا كاملا بعد أن حدد مسلكه، وهدمت جميع الأكواخ والغرف من سبيله، ليسقط كالصاعقة فوق أسرة مسكينة، كل ذنبها أنه لاحول لها ولاقوة. فهي ضعيفة لانفوذ لها تخشى صولته، فقيرة لا مال لها ترجى رشوته.

وبذلك تغيرت القوائم مع «ترحيل» الشارع ليهوي اسم هذه الأسرة المسكينة من قائمة الفرقة الناجية إلى قائمة الفرقة المرحلة، و «ليجني» بعض جيرانها ثمار العملية المشبوهة بالنجاة من الترحيل. ومن زحزح عن الترحيل فقد فاز فوزا عظيما.

وهكذا خلط ترحيل الشارع الأوراق ليرحل من رحل عن مظلمة ويبقى من بقي عن «شبهة».

أعرف أن الأمر صعب التصديق، وأن صاحبه متهم بالتهويل ولكن من سره أن يقطع الشك باليقين، وأن يجد لعجائب الدنيا السبع ثامنة فما عليه إلا أن يتجه إلى (ڮزرة عرفات – الداية 19)، وينتقل إلى الوحدة السكنية 2301 من القطاع ARS1. عندها سيجد الشارع «المتنقل» مازال في مكانه الأصلي، وأكوام الاسمنت المهدوم تشهد على حدوده الأصلية، بينما (اتعاكيب بنت محمد محمود) تنتظر بقلب مرتجف في أي لحظة وصول الجرافة، التي ستقتلع أكواخها التي وضعت داخلها العلامات التي تحدد المكان الجديد للشارع على بعد نحو 10 أمتار من مكانه الأصلي الذي ما يزال لحسن الحظ واضح المعالم.

وكانت لجنة (لادي) ذاتها التي حددت المكان الأصلي للشارع، وهدمت أمامه ما في طريقه من بناء، هي ذاتها التي عادت بعد أشهر لتقرر ترحيله إلى أكواخ (اتعاكيب).

وإمعانا في الظلم فقد أعطي ما بقي من أرض هذه المسكينة لأسرة مجاورة ليكمل لها القطعة الثالثة التي تحصل عليها (اثنتان في الموقع ذاته وثالثة في الترحيل).
الراسخون في العلم من أهل الكزرات يتحدثون عن مائة ألف أوقية غيرت مجرى الشارع. أما نحن فنقول: اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت علام الغيوب. كل ما نستطيع قوله هو أن منظمة الشفافية العالمية أكدت أن ترتيب بلادنا في هذا المجال يزيد على مائة وأربعين بين دول العالم.

بالطبع لا تملك اتعاكيب سبيلا إلى وزير أو مدير فذلك عالم راق ليس لها إليه من طريق. لكن بصرها لا يكاد يرتد عن السماء ضارعة إلى رب الوزير والمدير، مكررة : ما بين غمضة عين وانتباهتها يصرف الله الشارع من حال إلى حال.
فهل يرد الله مثل هذا الدعاء؟! أم هل يخطئ صداه أبواب الوزير والمدير؟!.

بقلم: يحيى ولد بيبه

المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025