تاريخ الإضافة : 27.06.2011 17:45

ولد سيد فال: عسكري يتعرض للظلم في زمن حكم العسكر

قيب أول سيد محمد ولد إسماعيل ولد سيد فال (تصوير الأخبار)

قيب أول سيد محمد ولد إسماعيل ولد سيد فال (تصوير الأخبار)

نواكشوط (الأخبار) - يقول عن نفسه بأنه يتعرض لظلم أشد جرما من سجن يوسف والمجيء على قميصه بدم كذب، ويصف حاله بحال المطمور في أرشيف الأحياء، المقيد بالنسيان والإهمال بعد أن وهن العظم منه وبلغ من الكبر عتيا، فيما يتساءل، هل بإمكان شخص مثلي خدم وطنه منذ أزيد من عقد ونصف من الزمن أن يترك يواجه مر الحياة بمعاش لا يتجاوز 17000 أوقيه؟.

بهذه الجمل الموجزة يصف رقيب أول سيد محمد ولد إسماعيل ولد سيد فال حاله بعد أن راح ضحية حادث تحطم طائرة عسكرية موريتانية دون أن يلقى أي اهتمام من وطنه الذي لفظه تاركا إياه في مواجهة الحياة لوحده رغم الإعاقة التي يعاني منها.

ويقول ولد سيد فال "في العام 1993 وأثناء مشاركتي – باعتباري فني طيران - في رحلة جوية ضمن طاقم طائرة عسكرية من ثلاثة أشخاص (ملاح، مساعد ملاح، وفني) وبعد إتمام المهمة الرقابية التي انتدبنا لانجازها، شاهدنا بارجة ضخمة تمخر عباب البحر المتوسط، حاولنا النزول قليلا لمعرفة طبيعة البارجة، وفجأة أقلعت طائرتنا لتحاشي تأثير الجاذبية الأرضية وحاولنا الابتعاد عن علو البحر للنجاة بأنفسنا، قبل أن يتعطل محرك الطائرة وتتحطم على بعد 150 مترا عن عرض المحيط الأطلسي".

يضيف "أصبت اثر الحادث في إصابة بالغة في الرأس وفي أذني اليسرى مما أثر على حاسة السمع عندي، وبقيت أواجه مصيري لوحدي دون أن أحظى بأية رعاية من وطني الذي خدمته لأزيد من 17 عشر سنة كرقيب أول وفني طيران".

وأردف "شاءت الأقدار بعد ذلك أن أوفد إلى فرنسا في مهمة خاصة وانتهزت حينها الفرصة للتداوي في فرنسا، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة في مستشفى فال دكراس بباريس طلب مني تمديد فترة العلاج لكن الرد من وطني كان سلبيا، عندها أعطاني المستشفة ملفا طبيا متكاملا يصف وضعيتي وسلمته لمدير الصحة العسكرية العقيد "الشين" قبل أن يفاجئني الأخير بأن الملف ضل عليه".

"عندها وبعد أن أحسست بعجزي التام عن القيام بعملي على الوجه المطلوب طالبت بإحالتي إلى التقاعد وهو ما تم بالفعل لأحصل على راتب معاش قدره 17000، مسائلا هل بإمكان مشلول مثلي أن يعيش بهذا المبلغ مع العلم أنني لا أتسلمه إلا كل ثلاثة أشهر، مضيفا أنه "مما زاد الطين بلة كوني أعالج مريضا مصاب بمرض عضال وهو الآن يتعالج عند طبيب أخصائي ورقم ملفه (4840) بمستشفى كيسي".

وأردف "هنا أقدم لكم رقم المعاش حتى لا أتقول بعض الأقاويل، وهو 2002 – 659".

كما خاطب ولد سيد فال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بقوله "إن الوطن أغلى من أن ينسى أبناءه وإن الذئاب إذا جاعت قد تصنع مخابئ و‘ني اليوم أوجه إليكم ندائي مادا يدي التي رفعت يوما ما علم بلادي خفاقا في سماء الوطن مطالبا إياكم باحقاق حقي ومساعدتي في تجاوز أزمتي بعد أن تتحققوا وتتبينوا مما أقول، فكيف لا وأنتم رئيس الفقراء؟"

ويقول ولد سيد فال عن تجربته الدراسية والمهنية "إنه تلقى تعليما محظريا ثم نظاميا وعندما وصل المستوى الثانوي أرغمته ظروفه المادية الصعبة على أن يشارك في امتحان دخول مجال الطيران بهدف التوظيف خاصة أن ابن لأسرة فقيرة لا تستطيع أن تتحمل الإنفاق عليه لإكمال دراسته، وكنت من بين الستة الذين فازوا في المسابقة المذكورة، وتم إيفادي للتكوين بالجزائر في مجال الطيران وحصلت على شهادة فني طيران بعد سنتين من التكوين".

ويختم "بعد ذلك تم إيفادي إلى لوكسنبورغ لتحسين الخبرة في المجال ذاته، وبعدى كل هذه التجربة الدراسية المهنية وما قابلها من عمل ميداني تمت إحالتي إلى التقاعد في الظروف التي ذكرت سلفا".

المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025