.......معارضون ولكن
يكاد لا يختلف اثنان على أن المرحلة التي تمر بها موريتانيا حاليا من أحرج وأخطر مراحلها التاريخية وأكثرها تعقيدا، ليس بسبب حالة شبه الشغور الحاصلة في مؤسساتها الدستورية الثلاث فحسب، وإنما بسبب حالة الحرب التي تدق طبولها على حدودها الجنوبية والشرقية من جهة، وكذلك حالة الاحتقان المستفحلة في المشهد السياسي الداخلي من جهة ثانية.
كفي من تغيير الأخطاء بالأخطاء
إن حالة الترقب التي تعيشها موريتانيا اليوم و شعور الجميع بعدم الإطمئنان لما تخبؤه الأيام بعد الحادث الذي تعرض له رئيس الدولة لدليل علي حاجة البلد و من فيه إلي إيجاد قواعد للحكم لا يكون هذا الأخير فيها مرتبطا بفرد يغيب بغيابه كل شيئ و ينعدم بوجوده كل وجود.
الخلل الكبير
خلل كبير في بنية النظام الموريتاني وأدائه ؛ ذاك الذي أبانت عنه أزمة الحكم التي تطحن رحاها بلادنا المسكينة منذ أسبوعين كاملين ، تجلى في العديد من المظاهر ، لعل أهمها :
أًصحاب السبت
ننصح إخواننا من الباحثين عن السلطة أن يحترموا شعاراتهم، وأن يسعوا إلى هدفهم المشروع بالمعروف عبر صناديق الاقتراع، وأن لا يطلقوا لأهوائهم العنان، فقديما قيل إن التأني من الله والعجلة من الشيطان.
المعارضة ونضال الشائعات
لقد كثر الكلام والشائعات حول صحة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتضاربت الأنباء هذه الأيام حولها في هذا المقال لن أدخل في جدلية من وراء تلك الشائعات التي لم تنقطع عن التوارد علي الأنترنت طول الليلة البارحة مشيرة تارة إلى وفاة الرئيس وتارة إلى إطلاق النار في الرئاسة... ولا يخفى على ذي لب إن مثل هذه الشائعات ما هو إلا من باب الفتنة التي قال فيها الرسول
جمهورية الشائعات
في 48 ساعة الأخيرة كانت "نواكشوط" حبلي بالشائعات عن "انقلاب" تارة يقوده غزواني على رفيق الدرب والسلاح، وأخرى عن تشكيل لمجلس عسكري بقيادة "هادى" وثالثة عن إعلان شغور منصب الرئاسة من طرف مجلس دستوري يتخصص في تبرير الانقلابات خصوصا إذا كانت بنكهة عسكرية.. وثالثة عن خلاف بين حرم الرئيس وقائد أركانه وأن السيدة الأولى تسعى إلى أن يتولى رجالها المخلصون مهمة الإشراف على "البلد" إلى حين عودة الرئيس.
لا للعسكر ولا لشوائبهم
على المعارضة أن تعي أن الوضع قد تغير فهذا زمن ربيع الشعوب وخريف الحكام فالفرصة أمامها لتكفر عن بعض أخطاء الماضي القريب فمسرحية دكار مازلت تفاصيلها تقلق منامنا ...عليها أن تلتحم بالشعب وتواصل الضغط والنضال حتى ننال استقلالنا الثاني ونتخلص من طاعون الحكم العسكري .
محاولة لاستشراف آفاق الانتقال السياسي بموريتانيا... البعد الدولي والإقليمي
إنَّ أي موقفٍ فرنسي داعم لانقلاب عسكري سيُسيء كثيرا إلى اليسار والرئيس فرانسوا هولاند، وهو الذي يُكابد مواريث اليمين الثقيلة، ومن نافلة القول أنَّ عهد هولاند يختلف عن عهد ميتران الذي كانت فيه الانقلابات مقبولة خاصة في إفريقيا. ولتجاوز تركة اليسار تلكْ يتوجب على هولاند تصحيح العلاقة الفرنسية بأفريقيا التي قال إنَّ مستقبل العالم سيَتحدد فوق أرضها.
إنهم العسكر دائما..!
هنا في نواكشوط بدأ " الحدث الثقيل لم تستطع سماؤه أن تتحمله ، فاخترقت طائرة فرنسية جدار الصوت في ضحى اليوم الأول للحدث ،لتنقل رئيسنا المصاب إلى عاصمة النور "باريس"، لكن كل أنوارها الاعتيادية الكاشفة لم تستطع أن تجلو لنواكشوط ولشعب دولتها أي حقيقة حتى الآن!.
نحو انتقالٍ سلِسٍ من حكم عزيز إلى حكم الشعب
جاءت محاولة اغتيال الرئيس عزيز بإطلاق الرصاص على أحشائه كاشفة عن التناقضات الخطيرة في أحشاء الدولة الموريتانية، وتذكيرا لمن يهمه الأمر في الداخل والخارج أن الوضع السياسي الموريتاني لا يمكن بقاؤه على ما هو عليه. وأتمنى من قلبي للرئيس عزيز موفور العافية، ولأسرته الكريمة تجاوز محنتها، كما أتمنى له حياة مديدة، وراحة طويلة مع أسرته بعيدا عن المغامرات السياسية التي دخلها من الباب الخطإ، ويبدو أنه سيخرج منها من الباب الخطإ.

















