في نهاية شهر نوفمبر تم توقيف تشغيل مكينة طحن الحبوب بمدينة إجشان من طرف السيد حاكم مقاطعة أوجفت إثر خلاف نشب في تسييرها ، وهذه المكينة مهداة إلي كافة سكان الوادي من طرف مفوضية حقوق الإنسان ومكافحة الفقر والدمج و منذ عدة أيام خرق هذا التوقيف من طرف أحد أطراف النزاع وسمي السالم ولد السالم الشيء الذي سبب تدخلي لأني من أحد أطراف النزاع المتضررة من سوء التسيير فأخذت دواس المكينة لمنع تشغيلها حتى تتم تسوية المشكلة فاتصل السالم هاتفيا بالحاكم فجاء قائد فرقة الدرك فطلب دواس المكينة فقلت له لا أمانع ولكن أريد وثيقة رفع توقيف تشغيل المكينة فأجابني أنه سوف يذهب بنا وبالدواس إلي الحاكم فأعطيته الدواس فسلمه إلي السالم قائلا اطحن ما تريد وبما أن هذا نقض لما قاله لي قلت له إني لا أقبل ذلك إلا بالشرط الذي قلته .

فأمر رجاله بالقبض علي فأخذوني وقيدوا يدي وراء ظهري مكبلا بالحديد المسنن ورموني بعنف في مؤخر السيارة وبقيت هناك وقتا طويلا تحت أشعة الشمس المحرقة ليعطي المجال للطرف الآخر لطحن ثلاث خنشات من القمح وبعد الانتهاء منه دخل في سيارته وأخرج رأسه وقال سوف تر ي أقوي: أنا أم أنت أينا ثم انطلق بسرعة فائقة علي تلك الأرض الوعرة مصرا علي تعذيبي و إهانتي بطرقها الخاصة حيث أصبحت ضحية انزلاق السيارة في الوهاد والمرتفعات وانعراجاتها يمنة ويسرة فكانت تتعاطاني عجلة الاحتياط تارة جوانب السيارة تارة أخري ، لا حول لي ولا قوة ولم أجد نجدة حتى فقدت الوعي ولم استفق إلا بعد أن وجدت نفسي في زنزانة ضيقة كريهة الرائحة وسلب ما كان في جيبي من نقود وهاتف غير ذلك من المتاع ، مصابا بأعطاب في الجنب والصدر و العمود الفقري مشلولة حركماتي فرفعت إلي مستشفي أطار .

هذا وأشير إلي تعاطف الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي بأوجفت مع قائد فرقة الدرك الذي خفف من شأن مرضي الذي يظهر في إعداده للشهادة الطبية هو بنفسه في داخل مستشفي أطار وكأن المستشفي لا أطباء له وبعد فترة تتجاوز أسبوعا بدون عناية تدهورت حالتي الصحية مما استدعي الطبيب الرئيسي في مستشفي بأطار إلي رفعي نواكشوط لمتابعة العلاج حيث تم اكتشاف أعطاب في الظهر والمنكب .

هذه التصرفات إن كانت وقعت بأوامر من السيد حاكم مقاطعة أوجفت أو كانت من تلقاء ضمير السيد قائد فرقة الدرك فإنها تصرفات لا إنسانية كانت لها مخلفات جسيمة وإهانة لشخصيتي بالإضافة إلي أني سجنت مدة 54 ساعة وأنا مريض ولو سقطت من السيارة الأمر أعظم أو أفظع ، وكما تعلمون سيدي الرئيس فإن أسلوب هذه المعاملة تتناقض مع حقوق الإنسان ولا تتلاءم مع سياسة الدولة لمحاربة الفساد والرشوة في ظل جو آمن ومستقر وخاصة أن شعار الدولة هو شرف ـ إخاء ـ عدالة ، وأشير هنا إلي أن هذه الحادثة سبقتها ندوات عشاء وهدايا متكررة تستخدم فيها سيارات الدولة ومحروقاتها لأغراض شخصية.
سيدي الرئيس
ألفت انتباهكم إلي أنه لو تمت تسوية مشكلة هذه المكينة التي طال عليها الصراع أكثر من ستة أشهر لما وقع ما وقع ، ثانيا لو ذهب قائد الدرك بالطرفين وبدواس المكينة إلي الحاكم ولم يعط المجال للسالم لطحن القمح الذي كان محل جدال لم حدثت الواقعة .
السيد الرئيس
أرفع إلي معاليكم الشكوى من كل من كان له ضلع في الإساءة إلي وإلحاق الضرر بي من سلطات وغيرها ولإظهار الحق ونبذ الباطل .
تقبلوا سيدي فائق التقدير والاحترام