تاريخ الإضافة : 28.09.2013 19:00

للغضب لله كلمة تتعلق بمصر (ح 3)

الأستاذ / محمدو ولد البار

الأستاذ / محمدو ولد البار

كلمة الغضب لله هذه المرة لا تخص مصر وحدها بل تعم جميع العرب المشرقيين باستثناء اليمن وقطر والسودان العربي.

فأقول إننا نحن هنا سكان هذا المنكب البرزخي المعروفين بالشناقطة سواء منا من كان أصله عربي قحطاني أومن تعرب باللسان العربي كما تعرب المستعربون العدنانيون نحن هؤلاء جميعا ابتلانا الله بحب كل من ينتسب الي العرق العربي حتى ولو كان كافرا.

فهذا الحب تيم كل من أدركه العقل منا سواء كان صغيرا أو كبيرا ذكرا كان أو أنثي حتى بلغ شغاف قلوبنا وحتى أن بعضنا لا يلاحظ أن هذا الحب العربي كان عليه أن يزداد أضعافا مضاعفة عندما يضاف إليه حب الإسلام الذي هو روح الإنسان الذي تميز به عن الحيوان، ولكننا نحب العرب لأنهم عرب، وهذا الانهماك القاتل من الحب لهذا العرق العربي ولا سيما العرب المشرقيين لا نعرف هل سببه معرفتنا الجيدة لتاريخ العرب وأيامهم وبسالتهم وما كانوا يتميزون به بالرغم من وثنيتهم من شيم عالية وعلى رأسها الذب عن الحريم وإباء الضيم والشعور بالاستعلاء والاعتزاز بالنفس حتى قال شاعرهم الجاهلي في لامية العرب:

وأستف ترب الأرض حتى لا يرى *** علي من الطول امر متطول

وما يغري فينا هذا الاعجاب وذلك الحب أن عالم الغيب والشهادة جعل رسالته الأخيرة وهو أعلم حيث يجعل رسالته في هذا العرق العربي واختار آخر الانبياء وأفضل العالم أجمع من هذه الأمة المعروفة بالعرب حيث أكد المولى عز وجل اختيار هذا النبي الخاتم من هذا العرق العربي، وجعل كلماته عز وجل الواصلة إلى هذا النبي العربي منطوقة بلغة هذا العرق العربي، وكل ما يصدر منها من توجيه يسمي حكما عربيا يقول تعالي (وكذلك أنزلناه حكما عربيا) إلى آخر ما أشاد به الإسلام في آياته المحكمات بصاحب هذه الرسالة وبصحابته العرب حيث زكاه هو أنه على خلق عظيم وزكي صحابته بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، إلا أن هذا الإكرام من الله تعالي أولا بخلق سجايا الأرومة العربية والإكرام الأكبر في اختيار هذه الأرومة العرقية لحمل آخر رسالة عالمية لهداية البشر إلى الطريق المستقيم أخذها العرب الأولون بقوة فادوا حقها أصالة ورسالة وشهد لهم المولى عز وجل بذلك فقال إنه ألزمهم كلمة التقوي وكانوا أحق بها وأهلها إلا أنه من ما يحزن ويندى له الجبين وكاد يقطع قلوبنا إربا إربا نحن الشناقطة على الأقل هو ذلك التفسخ الجلدي الأخلاقي من كل فضلية أصيلة أصلا في العرب أو فضيلة أخلاقية أمر بها الاسلام وطبقها العرب الإسلاميون الأولون أحسن تطبيق فحزننا يتحدد بأنه جاء من بعدهم هؤلاء العرب الحاليون الذين تسموا للأسف باسم العرب قولا وشكلا وسكنوا مساكنهم وأعلنوا عنوانا يسمي الجامعة العربية مفتراة على الإسلام والعرب وأمعنوا باسمها في تشويه هذا الاسم.

إن هذا الوصف الكاشف لكل ذل وعار وخنوع وتبعية للغير وبغي وطغيان علي كل وطني مغلوب علي أمره يمثله الآن أحسن تمثيل وبجدارة السلطة العربية العاهرة القائمة الآن بمصر ومن يساندها من سلطات في الجزيرة العربية كما يمثلها وبجدارة السلطة القائمة في الشام والعراق.

إن العالم أجمع يرى ويسمع أن هذه الأمة العربية الإسلامية تعلن على الملأ أن لها عدوا واحدا يسمي إسرائيل وأنه عدو لها كلها، وقد أظهرت إسرائيل ذلك بقوة وجدارة حيث قاتلتهم مجتمعين وهزمتهم في الحروب كلها وكان أفظع وأفضح تلك الهزائم الهزيمة الاخيرة سنة 1976 وكان عبء هذه الهزيمة وفضيحتها تتحمله جمهورية مصر العربية، فهي أكبر دولة في المنطقة وأكثرها جيش وتتلوها في شناعة الفضيحة الجمهورية العربية السورية.

وكان العالم يظن أن العرب أجمع ومصر وسوريا خاصة سوف يبذلون جهدهم ويفرغون طاقتهم في اكتساب أقوى قوة ممكنة ويستعدون أكمل استعداد لغسل هذه الفضيحة وذلك العار الذي تلطخوا به ولطخوا به سمعة العرب والمسلمين، وأن العرب الآخرين ولا سيما أصحاب الأموال الطائلة الذين وصلهم جزء كبير من هذا التلطخ بوجود اسم العرب ووجودهم ضمن الهيكل المسمي الجامعة العربية ، فاذا هاتان الدوليتان في كل هذه الفترة الممتدة من النكسة العظمي والهزيمة الشنعاء كانوا يستعدون استعدادا تاما ويكدسون الأسلحة تكديسا كاملا، ولكن والله ثم والله لا لضرب اسرائيل حتى ولا لتوجيه أي انتقاد لها بل لضرب شعوبهم بأفتك هذه الأسلحة وأكثرها دمارا وبدون أدنى أخلاق.

وبما أن آخر أسوء مثال علي ذلك وأوضحه بشاعة وذلة وتفاهة هو ما قام به الجيش المصري من قتل الشيوخ والنساء والأطفال من شعبهم وبدون أي خجل - فإني أخصص آخر هذه الكلمة لما قام به هذا الجيش المهزوم أمس من طرف عدوه والقاتل هذا اليوم لشعبه ونقول فقط للسلطة السورية وجيشها إن إذاعتهم الرسمية أحرقت بألفاظها المغشوشة قلوب غير الجيش المصري من العرب والمسلمين وذلك عندما يقولون الجيش العربي السوري الباسل: ألا أهلك الله كلمة العرب وكلمة البسالة إذا كانا يعنيان إبادة الجيوش لشعوبها وتركها لعدوها يحتلها.

ولنعد إلى فضيحة القرن الواحد و العشرين وتكفيه على طوله هذه الفضيحة التي بطلها اللواء عبد الفتاح السيسي ولطخ بها لا أقول سمعة الجيش المصري لأن سمعته كانت ملطخة بعد الهزيمة الشنعاء المعروفة لدى العالم والتي أراد السادات بالجيش المصري الباسل حقيقة آنذاك أن يزيل تلك الهزيمة فسجل الجيش أروع انتصار على العدو وقلب السادات ذلك الانتصار أقبح عار على عار وأركم الجميع في تاريخ هذه الأمة التعسة بتصرف أبنائها في أول هذا القرن والقرن الماضي، فاصطلح مع إسرائيل أن يترك سيناء شبه محتلة ويترك قطاع غزة محتلا عند إسرائيل واستمر هذا العار والشنار حتى جاء بطل اللا أخلاق واللا كرامة واللا واللا من الجيش المصري.

جاء قائد هذا الجيش الذي يسمونه جيش مصر العظيم، ليت شعر كل من له عقل أين منبت العظمة الآن في جيش مصر هل هو قتل الأبرياء الوطنين العزل أم هو خنق قطاع غزة بغلق المنفذ الوحيد له على العالم وتدمير الأنفاق شرايين الحياة لهذا القطاع ليتجمد شعبها فوق أرضها الطاهرة.

إن قائد ذلك الجيش فاجأ العالم أجمع بأن رتبة لواء لا تتضمن التفكير العقلاني ولا الإباء ولا حفظ الكرامة حيث أعلن للعالم أجمع أن الجيش المصري قادر بقوة على قتل الأبرياء العزل إذا كانوا مواطنين وأنه قادر على استئصال الإسلام من أرض الكنانة، فلأول مرة يرى العالم مصفحات الجيش وحاملات الجنود والجنود المدججون بالسلاح، الجميع يجوب عاصمة بلدهم ومحافظاتها ليقتلوا النساء والأطفال والأبرياء، وليت انكشاف هذا العار والشنار للعالم اقتصر على الجيش المصري فقط من شعب مصر بل كل من استمع إلى قضائه وهو يتهم الضحية ويبرئ الجاني علي مرأى و مسمع من العالم ويستمع إلى الإعلام المصري يحرف الكلم عن مواضعه ويقلب الأمور عن حقائقها بكل وقاحة فيقول إن المعتصمين كانوا مسلحين وإن ما في مصر من شريف أبي يعمل ويعلم أن هذه الدنيا ليست هي آخر المطاف، كل هؤلاء إرهابيون وكأن الإرهابي ليس هو من يقتل الأبرياء العزل.

ومن هنا نذكر أن العالم أجمع يلاحظ أن دول العرب المشرقيين هم شرطة للسلطة فقط وليست شرطة خادمة للشعب فعندما يعتقلون أي مواطن في دولهم لا ترضى السلطة فإن الشرطة تعتبر أن هذا المواطن محكوم عليه بالإعدام و تعذيب قبله و يقومون بتنفيذ ذالك في أقبح صورة أمام شاشة العالم والشرطة المصرية الآن في الاحداث الأخيرة وجميع تاريخها تمثل ذلك تمثيلا يكره فيه الإنسان الانتساب إلى العرب، والمعروف أصلا عند العالم أن الشرطة هي الميزان العادل في الدولة بين المواطنين.

وخلاصة ما أريد قوله في كلمة الغضب لله هذه هو أن هؤلاء العرب المشرقيين أذاقونا نحن هنا في المغرب العربي ولا سيما موريتانيا لمدة 70 سنة الإذلال والهوان ونزع الكرامة والتفسخ من كل الأخلاق الحسنة سواء كانت في طبيعة العرب أصلا أو ما أضاف إليها الإسلام من جهاد إسلامي نقي ومن رحمة ولطف واعتزاز وأخلاق واضحة في الإسلام وطبقها أهله أحسن تطبيق.

واسمحوا لي هنا ايها العرب الأصليون الذين قرأنا أيامكم وما فيها من سجايا تحمد لكم ويحسدكم العالم عليها، واسمحوا لي أيضا أيها المسلمون العرب الذين تؤثرون على أنفسكم ولو كان بكم خصاصة وتحبون الموت ساعة الجهاد والكرامة كما تكرهون الحياة - اسمحوا لي أن انقل إليكم هذا التاريخ الأسود الذي أوقعنا فيه أمراؤنا وكبراؤنا بعدكم فأضلونا السبيلا.

إن هذه الـ70 سنة الماضية تزعم فيها العرب المشرقيون رجلان جمال عبد الناصر وصدام حسين وكانت دولتاهما هما أقوى الدول العربية ولكن ذهبت بهما الزعامة الشخصية بدلا من الزعامة الإسلامية العربية الوطنية العامة فقتلا من شعبهما وأذاقوه أنواع العذاب المسجلة في كتب التاريخ ونحن أغنياء عن ذكر تفصيلها لوجودها مدونة في التاريخ حتى أهينا في حياتهما على يد أعدائهما واهين بذلك العرب و المسلمين جميعا من ورائهما كثيرا، وأيضا فإن عرب المشرق ملأهم الله من الأموال من بركات الله وخيراته في أرضه ومع ذلك فهذه الأموال لم يستعملوها إلا في رفاهية بعض شعبهم أو كنزها في بنوك الأجانب أو إعطائها لأعدائهم في الدين والعرق ليتقوى بعضهم علي ضرب بعض ويجبرهم ذلك تلقائيا على أن يوادون من حاد الله ورسوله علانية ويسرون إليهم بالمودة وتركوا جيوشهم شبه منزوعة السلاح ولم يبق موقفا ذليلا إلا أدخلوا فيه العرب والمسلمين ابتداء من ضربهم لعراق صدام مع أعدائه في كل الحروب التي خاضها ضد أعداء الإسلام وأنفقوا في ذلك الأموال الطائلة ولا أطيل في هذا لأن ضعف هذه الدول العسكري معروف وإنفاقهم للأموال الطائلة في الفتنة بين العرب والمسلمين معروف كذلك ولا ادل على ذلك في سرعة إعانتهم العلنية للواء عبد الفتاح السيسي قائد أصحاب الأخدود في هذا اليوم.

ومن هنا نعرج أيضا علي بعض إهانات وإذلال هذه الدول لشعوبها خاصة والعرب عامة.

فمن المعلوم أن هذه الدول تحيط بها إسرائيل عدوة العرب والمسلمين وكذلك دولة الفرس من جهة والأتراك من جهة أخرى، فدولة إسرائيل صغيرة ولكن لأخذها مضمون ما خوطب به العرب والمسلمين وهو الاستعداد بقوة للأعداء أصبحت لها قوة تمكنها من احتلال جميع العرب حتى مراكش في يوم واحد ولم يشهدها التاريخ قتلت أحدا من مواطنيها ولا أهانته أمام العالم.

وكذلك دولة الفرس أصبحت قوية تهدد أمريكا حتى لم تقدر أمريكا على تنفيذ ضربتها لسوريا، ويمكنها أيضا احتلال جميع الدول العربية في يومين، واعتزت بإسلامها ولو كان إسلاما مدخولا عقائديا، وكذلك دولة تركيا بالرغم من مضاعفة حرب الحلفاء عليها وآثار أتاتورك العلماني الإلحادي فوقها فقوتها حمت بها القبارصة الأتراك من اليونانينيين وجميع الأروبيين، وكذلك عينها دائما على التركمان العراقيين.

أما العرب المشرقيون فيحاصرون فلسطين كما تحاصرها إسرائيل أو أشد حصارا ولقد كان المسلم عندما يقرأ القرآن يتعجب من تفضيل الله جل جلاله لبني اسرائيل على العالمين وفي آية إعجازية التعبير (ولقد اخترناهم على علم على العالمين) ويقول المفسرون على عالم زمانهم: ومع ذالك مسخ خبثاءهم قردة وخنازير ولكن ذهب العجب الآن عن المسلمين عندما رأوا حالة الإسرائليين الآن وحالة العرب المشرقيين، فلم ير جندي إسرائيل يعذب شعبه وهي الآن من أقوي الدول في العالم وأعزه بدينها، ويرى حالة العرب الآن من سفك دماء شعوبهم وتمويل هذا السفك من أموال أغنيائهم واستئصال حملة راية الإسلام من ديارهم، فلو نزل القرآن الآن لجاء بآيات أعظم تفضيلا لإسرائيل على العرب ولمسخت مكانهم لخبث أفعالهم كثيرا من العرب قردة و خنازير لأنه لم يمسخ إسرائيل بعد تفضيله لهم إلا لشناعة وخبث أفعالهم كما يفعل العرب المشرقيون الآن وهو قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس.

وأود أن اتمثل في آخر هذا المقال في شأن مصر ما قاله الكاتب المصري مصطفى كامل (مارس 1902) "...ليست حاجة مصر إلى شيء في هذا الزمن مثل حاجتها إلى رجال مثقفي الرأي، عارفين بتاريخها، معتبرين بعبر حوادثها، ناهضين بها، مجدين في سبيل إسعادها... رجال خلائقهم محبة الوطن، والتمسك بالفضيلة، والارتباط ببعضهم البعض... رجال لهم نفوس عالية، تأبى الضيم والذل، وتهوى الشرف والمجد، وترى الحياة بغير عز الوطن وسعادته شقاء وبلاء".

وفي شأن العرب النفطيون بما قاله الشاعر الموريتاني:
أفيقوا شيوخ النفط فالنفط نعمة *** ستنضب اذا لم تملأو بحرها شكرا
أيثرى بنو صهيون من مال نفطكم *** تثري به الشقراء في الأرض والصفرا
وتحي بنو الاسلام في كل موطن *** يعانون حر الجوع و الجهل و الفقرا

ويقول الشاعر أيضا من قصيدة له:

حكمتني بعد الهدى زمر السـتا *** لين تروي الإجرام عن لينيني
فاشتكت للأشج منهم دمشق *** واشرأبت بغداد للماموني
وتعالت عقيرة النيل يا *** عمر يا فاروق يا صلاح الدين

وأقول أنا في الأخير (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين).

الرياضة

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025