أهدي إلى جميع الأصدقاء هذه القصيدة المديحية التي كتبتها شوقا إلى طيبة وموطن النبي الكريم، ومزاره الشريف، ومنبع الأنوار الطاهرة، وهي بعنوان:

حنين..

بيني وبينك أبحر و هضاب *** ومدائن معمورة.. وخراب
والسوح سوح "الرعب" ينعق بومها *** فرقا، وضوء ظلامهن سراب
والعاديات "الزرق" تحسب أنها *** طير المنون: جوارح وذئاب
كيف الوصال وقد تشتت شملنا *** قددا.. ذهاب ماله إياب ؟
لاشيء يخترق العوالم إذ غدت *** موصودة.. دمن الحبيب يباب
كل المراضع حرمت ألبانها *** إن المراضع: عذبة، وعذاب
من لي بطيب نسمة من أرضه *** يشفي الفؤاد عليله الخلاب
زمن الفراق طويلة أيامه *** ليل الوصال خيوطه تنساب

ركب بطيبة قد أزم جماله *** رحلوا وقلبك في الديار مصاب
قصدوا الحبيب وقد أناخوا عنده *** ولهم هنالك موئل، ومئاب
طافوا بروضته الشريفة وارتموا *** حيث النسائم فيضهن سحاب
نالوا الرغائب والمطالب، و اعتلوا *** درجات "صدق" دونهن:حجاب
غمرتهم الرحمات: وابل فيضها *** بـ"الصاحبين".. تبتلوا.. وأنابوا

يا ليت أنك إذ بقيت مخلفا *** نالتك من بركاتهم أسباب
فعساك تبلغ بالتعلق شأوهم *** إن الكريم: عطاؤه لعجاب