تاريخ الإضافة : 13.01.2009 18:58

محمد غلام ولد الحاج الشيخ: نحن منحازون لراية المقاومة ومن يحملها

محمد غلام ولد الحاج الشيخ الأمين العام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني

محمد غلام ولد الحاج الشيخ الأمين العام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني

قال الأمين العام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني "إن الرباط ينحاز لخيار المقاومة سواء من يمثله ومن يحمل رايته"، ورفض ولد الحاج الشيخ الذي كان يتحدث في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة اليوم الثلاثاء 13 يناير 2009 تحذيرات وزير الداخلية الموريتاني قائلا إنهم على استعداد لدفع ثمن الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحيا ولد الحاج الشيخ صمود المقاومة الفلسطينية، داعيا إلى مواصلة أنشطة النصرة للمقاومة الغزاوية، وهذا هو النص الكامل لمقابلة ولد الحاج الشيخ :
الأخبار: أين وصلت جهودكم لمناصرة الأهل في قطاع غزة؟
محمد غلام: بسم الله الرحمن الرحيم الأمر لم يعد محتاجا إلى جهد في كافة أقطار العالم العربي والإسلامي، لبشاعة ما تقوم به آلة الحرب والتدمير الصهيونية، التي جعلت الحق شاخصا يراه كل أعمى، ويراه كل أصم، ومن ثم لم نعد بحاجة إلى أن نسمع ولا إلى أن ننادي؛ فالأزمة تملأ زوايا كل بيت، وتشغل بال كل راء، وتوقظ كل نائم، ولذلك هذه الجهود هي هبة كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم من فنزويلا إلى أوروبا ..
هو تحرق هذه الأكباد التي تأبى إلا أن تضحي بالغالي والنفيس من جهد ومن مال، ونحن جزء من هذا العالم العربي والإسلامي، الذي اندفع إلى الشارع وإلى المساجد والأحزاب وإلى مقرات الرأي، وقدم ما يستطيع نصرة للأقصى ونصرة لإخواننا في غزة المحاصرة.
الأخبار: ما هي خطوتكم المقبلة؟
محمد غلام: نحن في مسيرة مستمرة، وليس خطوا متقطعا، نحن في مسار متواصل لنصرة الشعب الفلسطيني وتهييج الشارع والرأي العام، أو على الأصح مواكبة هذا الرأي الهائج المائج لوحده فما يصلنا يوميا من تفاعل الناس وبذل الناس دليل قاطع على أن الأمة كلها في مسيرة وفي هبة متواصلة لنصرة هذا الشعب المظلوم المتغاضى دوليا عن مأساته والجريمة الإنسانية المرتكبة في حقه.
الأخبار: ينظر البعض إلى الجهود التي تبذلونها من مظاهرات واعتصامات وجمع للتبرعات .. وحتى ما يقوم به المقاومون على الأرض على أنه جهد غير نافع في مواجهة الآلة الحربية الإسرائيلية، ما هو رأيكم؟
محمد غلام: الحقيقة أن الأمر ليس على هذه الحال، العدو اليوم مهزوم؛ لأن الرأي العام الدولي ضد هذه الجريمة، والمقاومون الذين يستبسلون في الدفاع عن الأرض والعرض، والذين يمرغون أنوف العدو كلما وطأ أرضا أو اقترب من احتلال جزء عزيز من هذه الرقعة الصغيرة المسماة غزة، ونفرة العالم العربي والإسلامي في كل مكان خلق رأيا عاما ضاغطا على أوثان الكراسي العربية التي تحكم العالم العربي، وضاغطا أيضا على أوثان الحقد الصليبي واليهودي في أوروبا وأمريكا.
إن هذه الحكومات التي ذبحت وداست كل القيم الإنسانية، وكل موازين والعدل والتي قبلت بأن تكون دماؤنا لا تعني شيئا بل هباء، وأن تكون حقوق الإنسان والحيوان عندهم مشرفة وأن يكون البشر هو هكذا.. أعتقد أن هذه النفرة هي نفرة ضاغطة على الرأي العام المحلي لدى الصهاينة، والرأي العام الدولي، لذلك هي هامة ونافعة وأساسية، كما أعتقد أنها كسرت آلة الحرب الصهيونية الدعائية والمعنوية وأثبتت أن في هذا العالم أحرارا وأن فيه مقاومين، ولذلك ترى شراذم حكام العرب المنهزمين يخجلون من أنفسهم، والتحدي لهم قائم وشعورهم بالخجل والانكسار أمام شعوبهم التي تهدر وتغضب وتنجرف يوميا نحو الشارع، وتريد من الناس أن يقاوموا ويدفعوا عنهم الاحتلال.
الأخبار: على ذكر الأنظمة العربية، ما هو رأيكم في الخطوة التي أقدم عليها النظام الموريتاني؟
محمد غلام: أنا أعتقد أن استدعاء السفير للتشاور وما فسر بأنه أدنى درجات الاحتجاج الدبلوماسي، أعتقد أنه لا يكفي فقط درجة من درجات الاحتجاج الدبلوماسي في الوقت الذي يهب فيه الشعب الموريتاني عن بكرة أبيه وجميع قواه الحية وجميع حساسياته السياسية، ويعلن بشكل صريح وواضح مطالبته العلاقات مع الكيان البغيض. وأملنا كبير في الله تعالى بأن تكتمل هذه الخطوة وأن تقطع هذه العلاقات المخزية والعلاقات العار والعلاقات المجمع على قطعها مع الكيان الصهيوني.
الأخبار: على ذكر السلطات الموريتانية، أول أمس اتهم وزير الداخلية الموريتاني بعض القوى السياسية باستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف سياسية داخلية، كيف تنظرون إلى هذه التصريحات.. وما تبعها من إجراءات أمنية منعت التظاهر والمسيرات المؤيدة للقضية ؟
محمد غلام: على كل حال نحن نصنع تاريخا ونمضي في طريق بدأناه منذ عقود من الزمن، ولا تهمنا التخرصات، ولا تهمنا اللحظات النادرة في حياة هذا المسؤول أو ذاك، أو هذا اللوبي الاستخباراتي أو ذاك، الحقيقة جلية وواضحة، نحن نقاوم ونتحرك من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وهذه قضية خط استراتيجي بالنسبة لنا لا يمكن أن نتزحزح عنه، فقد قاومنا نظام ولد الطايع ونزلنا إلى الشوارع وفي سبيل ذلك تعرضنا لما تعرضنا له ونحن على أتم استعداد لأن "نعيدها جذعة" وأن نصبر على الأذى الذي يصيبنا في سبيل نصرة القضية الفلسطينية، وأعتقد أن أي افتعال لأزمة أو محاولة الخروج من أزمات سياسية بتوظيف قضية أخرى ودفع المشاغبين ودفع لصوص الطرق ليحرقوا هذه السيارة أو تلك، أعتقد أن فذلكة الأمن و المخابرات العربية لم تعد تنطلي على جمهور الناس وبالمختصر، كما قال المتنبي:
تمرست بالآفات حتى تركتها تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
الأخبار: تتهمون بأنكم تفرقون داخل القضية الفلسطينينة بين القوى الفلسطينية المناضلة على الأرض، وتنحازون لـ"أقاربكم في الإيديولوجيا" على حساب بعض حملة القضية؟
محمد غلام: عندما قامت الحرب على العراق، وكان يحكمه نظام بعثي، معروف أننا لا نتفق معه في الإيديولوجيا، نزلنا إلى الشوارع نحمل صور صدام حسين، قد يستفيد حزب البعث في موريتانيا أو في العراق أو في أي مكان آخر من تلك الهبة نصرة للعراق يومها، لكننا لن تحملنا الحساسية السياسية على أن لا نناصر العراق لحظتها، ونحن اليوم نناصر سوريا في صمودها وفي وقوفها أمام الهجمة الصهيو أمريكية، وفي حمايتها لقادة المقاومة الفلسطينية، وإن كان يحكمها نظام بعثي لا نتفق معه إيديولوجيا، ولكن من حقه أن ينصر ومن واجبنا أن نقف معه، نحن عندما دعينا إلى نصرة القضية من طرف أحزاب قريبة من النظام نركض إليها سريعا. المشكلة الرئيسية هي أن هناك بعض الحساسيات السياسية سواء داخل فلسطين أو خارجها ممن حملهم الحرج والحساسية السياسية والتعصب السياسي على أن رفضوا أن تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي أصبحت عنوانا للمعركة في فلسطين، وهي المدافعة الأساسية ولو قرأنا قائمة الشهداء ممن قتلوا من أيام خليل الوزير (أبو جهاد) فمن بعده سنقرأ القائمة كالتالي: يحي عياش، أبو هنود، وصلاح شحاده ، وأحمد ياسين، وأبو شنب ، وعبد العزيز الرنتيسي ، وتلك القائمة النورانية ممن ضحوا واستبسلوا.. سنجد أن هذه القائمة شاء لها الله أن تكون من حركة اسمها المقاومة الإسلامية حماس، وسنجد أن باعث الشعوب العربية والإسلامية على نصرة القضية الفلسطينية له عنوانان رئيسيان:
- الأول هو الصمود والمقاومة ومن يقف في هذا الصف هو هذه الحركات: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل، وهو شخص محبوب لدى الجماهير لتضحيته، وسنجد حركة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ... ونجد رموزا مثل المناضل الأسير أحمد سعدات، وفاروق قدومي إلخ.. ولذلك الناس يعطون ولاءهم لمثل هذا التيار .
- والعنوان الثاني هو البعد الديني، وهو متمثل في حماس والجهاد وغيرهما من فصائل المقاومة الفلسطينية.
وشاء الله أن يكون هناك طابورا آخر هو طابور أصحاب الخيار السلمي، كخط استراتيجي لمعالجة القضية ، وهذا الخط من سنة واحد وتسعين إلى الآن لم يستطع أن يحرر أرضا ولا أن يدفع عن عرض، وهكذا مع الزمن أصبح عباس ورهطه غير مؤتمنين على القضية من طرف الشعب الفلسطيني، ويكفي أن نستحضر رفض عباس يوم أمس التعاون مع محامين نرويجيين قرروا رفع دعوى قضائية دولية ضد قادة الحرب الصهيونيين لمقاضاتهم على جرائم الحرب التي يرتكبونها في أبناء شعبه في قطاع غزة، يكفي أن نستحضر هذا لنعرف المسافة بين من بكى ومن تباكى، بين من يخدم القضية ومن يستخدمها.
ودعني هنا أذكر أنه حتى بعض سفارات عباس في عالمنا العربي تصر على تشويه المجاهدين والمقاومين، وتتظاهر بدعم صمود أهل غزة، وبدعم المقاومة، هؤلاء ليسوا أهلا لأن يهتف لهم ولا أن يذكروا مع أبطال تخضب دماؤهم وجناتهم وتسقي يابس الأرض دفاعا عن الحمى وصونا لكرامة الأمة.
ولذلك فكل شعوب العالم سواء إسلاميوها أو قوميوها أو أهل فنزويلا (وهم بالمناسبة غير مسلمين أصلا) كل هؤلاء يقفون مع صف المقاومة ورفض الذوبان، وإذا شاء الله أن تكون حماس أو غيرها من الفصائل المقاومة عنوانا للقضية الفلسطينية وللمعركة الحقيقية الدائرة، فإننا لا نملك أن نحجب هذا الولاء عنهم، ولا أن نجعل الناس يتغنون بغيرهم.
الأخبار: أخيرا ما هي رسائلكم إلى: - الأنظمة العربية – المقاومين في أرض الميدان – الشعوب العربية والإسلامية؟
محمد غلام: رسالتي إلى الأنظمة العربية هي:
خلوا المقاعد واستريحوا ويحكم لستم لحمل أمانة أكفاء
خلو مقاعد فتية إن يحكموا سلكوا الطريق محجة بيضاء
إن يحكموا انطلق الهدى من سجنه فيـــبــدد الآلام والـلأواء

خلوا المقاعد عندما خنتم الأمانة، وتخليتم عن هذه الشعوب، وعن الأمن القومي الذي كثيرا ما أوذيت هذه الشعوب باسمه وخلوا المقاعد واستريحوا.
بالنسبة للشعوب رسالتي إليها ما تقومون به نافع ومبارك، سواء كان احتجاجات شعبية ،مظاهراتكم، مسيراتكم، وكل وسائل التعبير السلمي، وأيضا تضحياتكم بالمال وبكل ما تدعمون به أهل الصمود والجهاد في فلسطين نافع وواصل إن شاء الله، وهنالك لفيف من الأمة والمؤمنين في أنحاء العالم الإسلامي ترفض الذل والهوان وتأبى إلا أن توصل صوتكم ونافع مالكم إن شاء الله تعالى إلى المقاومة.
بالنسبة لأهل غزة أقول لهم أنتم عنوان الصمود، وأنتم الحصن الحصين لهذه الأمة، ولو سقطتم، لا قدر الله، لتهاوت القلاع من بعدكم ولذلك "فصبر جميل والله المستعان على ما يصفون" وقدر الله أن تكونوا أنتم عنوان المعركة وأنتم علامة الخير والصمود في هذه الأمة ولعل الله سبحانه وتعالى بفئة قليلة مثلكم يغلب فئة كثيرة بإذنه جل جلاله، فالأمة من ورائكم والناس معكم، ناصركم، ولستم قلة ولعل الله أن يبارك في قلتكم فيكثرها ، وفي ضعفكم فيقويه، وفي فقركم فيغنيكم، وفي جهادكم فينصركم بإذنه تعالى، والسلام عليكم.
الأخبار: شكرا جزيلا.
محمد غلام: شكرا لكم.

المناخ

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025