تاريخ الإضافة : 10.03.2013 09:54

رسالة عاجلة إلي معالي وزير الصحة..؟!

معالي وزير الصحة؛

يشرفني أن أبعث إليكم بهذه الرسالة بعد أن استبشرت خيرا بالجهود التي تولونها للقطاع منذ مجيئكم إلي الوزارة؛ حيث شكلت تلك الزيارات المفاجئة في بعض الأحيان إلي مستشفيات في العاصمة نواكشواط قناعة لدي لأن ابعث إليكم برسالتي التي تحمل في طياتها معاناة وآلام سكان مقاطعة جكني الذين لازال جرحهم ينزف منذ فترة دون أن يجدوا آذانا صاغية لصيحات المرضى وذويهم الذين يصارعون المرض في مستشفى تحول بفعل القائمين عليه إلي مكان كئيب يجلب الأسى والحزن لما أصابهمن إهمال متعمد..فهذا المكان وبحالته الراهنة يجلب الالام للانسان المتعافىدعك لمن ياتيه طالبا للشفاء..؟!

سيدي الوزير؛

لا أبالغ إذا قلت بأن مستشفى جكني اضحى من مسببات المرض لمن يمر بجانبه أحرى أولئك الذين يقصدونه طلبا للعلاج؛ فالنفايات متطايرة في ساحته المحدودة؛ وحتى في داخل غرفه؛ ناهيك عن الاهمال واللامباة التي يستقبل بها المرضى وذووهم من قبل القائمين على هذا المرفق الهام..؟!

السيد الوزير؛

ليست معاناة المستشفى في الأوساخ المتناثرة ولا في عدم الاهتمام الذي يلقاه المرضى بقدر ماهي معاناة تعود بالأساس إلي الطاقم الطبي المشرف المكون من الطبيب الرئيس والممرض؛ واللذان لم يعد لهما من همّ او اهتمام إلا بتلك الصيدلية التي يملكانها؛ حيث ينصب عملهم على جرّ أكبر دخل لها على حساب المرضى وذووهم؛ ولعلمكم سيدي الوزير شعار هذان الشخصان للمرضى"لايدخل علينا إلا من كان زبونا للصيدلية؛ او من سيكون"؛ ناهيك عن المعاملة السيئة التي يلقاها من اشترى دواء من غيرها..؟!

إن الواقع المرّ الذي يمر به المستشفى لم يعد يحتمل الانتظار؛ لم يعد يحتمل الانتظار؛ إذا علمتم أن الخبرة والمعرفة تعوز هذين الشخصين؛ فقد شكل تعاملهم في الأسابيع الماضية مع مريض كان قد أجريت له عملية في مستشفى لعيون عن "العسر" سابقة خطيرة؛ فقد جاءهم المسكين من إحدى البلديات الريفية التابعة للمقاطعة؛ وهو عجوز سبعيني وقد مضت عليه أربعة وعشرون ساعة لم يتبول؛ فعجزوا عن تخليصهمن آلامه؛ قائلين لذويه أن ينقلوه إلي لعيون؛ لكن وجه الغرابة كان في إنقاذ حياة ذلك المسكين علي أيدي طبيب في قرية ريفية تبعد عن المدينة 25 كلم..؟!

معالي السيد الوزير؛

تشرئب أعناق ساكنة جكني هذه الأيام إليكم وانتم تقومون بزيارات إطلاع وتفقد للمستشفيات بالعاصمة بكثير من الأمل؛ حيث تنحصر تطلعاتهم ومطالبهم في قرار دون تأجيل باستبدال هذا الثنائي الذي عاث في المستشفى فسادا؛ وكان سببا للعديد من حالات الوفيات التي شهدتها المقاطعة في السنوات الثلاثة الأخيرة؛ وهو مطلب ملح لايقبل الإنتظار..؟!

وفي الختام معالي الوزير فإننا نحيطكم علما أننا قصدناكم بهذه الرسالة لثقتنا في ما بدأتم به عملكم من جهد؛ وكلنا أمل في أن تنصفونا من هذا الثنائي قبل أن تحدث العاصفة؛ فسكوت سكان المقاطعة هو ذلك السكوت..؟!
ولكم منا جزيل الشكر
محمد ولد محمد المختار
mohmedelmoctarmed@yahoo.fr

المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025