تاريخ الإضافة : 21.01.2013 21:45
زليخة بنت الحامد : تخصصي الفيزياء وهوايتي الشعر
الأخبار (نواكشوط) ـ قالت الشاعرة الموريتانية الشابة زليخة الحامد إن الجمع بين تخصصها العلمي (الفيزياء المطبقة) وهوايتها الشعرية أمر صعب. ولكنها حاولت أن تجمع بين التخصص والهواية مع ظلم للأخيرة في بعض الأحيان.
وقالت زليخه في مقابلتها مع "الأخبار" إن الدور الذي تقوم به الفتاة المثقفة في أسرتها و المحيط من حولها دور أساسي و مهم فهو دور توعوي، مؤكدة "أن ثقافة الفتاة هي مصدر قوتها ضد ما تواجهه من عوائق جائرة في أسرتها و أخرى قاهرة في مجتمعها".
وهذا نص المقابلة :
الأخبار: ـ كيف ظهرت موهبتك الشعرية؟
بدأت إرهاصات الشعر بالنسبة لي منذ صغري بميلي الخاص للكتب الأدبية و محاولة كتابة شيء ظنا مني أنه شعر إلى أن درست ضوابط علم العروض و ما يلزمه من قواعد مختلفة بدأت كتابتي تدخل في أطوار حتى حصلت على القالب المناسب لها في ربيع 2006 و من تلك اللحظة التقيت بحواء الشعر.
الأخبار: ـ ما هي المؤثرات التي طبعت شعرك ؟
فعلا لكل صداقة أسباب كان من أهم الأسباب التي ربطتني بالقصيدة ذلك التيار الجارف الذي حملني إليها لا شعورا مني لأدرك لاحقا أنه تفاعل لمؤثرات عديدة منها اطلاعي على تجارب شعرية عديدة من مدارس و عصور مختلفة من جهة و اهتمامي بالقضايا الوطنية و القومية من جهة أخرى و بالتالي وجدت الأمين لرسالتي هذه هو الشعر و أتمنى لها أن تصل .
الأخبار: ـ كيف ترين دور الفتاة المثقفة داخل أسرتها وما معوقاتها، وأين أنت من ذلك؟
دور الفتاة المثقفة في أسرتها و المحيط من حولها دور أساسي و مهم فهو دور توعوي، وتوجيهي قبل كل شيء إذ بإمكانها التأثير و الإقناع أكثر من غير المتعلمة، وذلك برأيها النير و حضورها المعتبر، وهي (الفتاة المثقفة) ترشد و تفيد و تستفيد و تكسب ثقة من حولها بدون تكلف لأن ثقافتها هي مصدر قوتها و مع ما تواجهه المثقفة من عوائق جائرة في أسرتها و أخرى قاهرة في مجتمعها، والقضية عربية ليست مقصورة على بلدنا فقط إلا أن الضغوط شيئا فشيئا بدأت تذبل مؤخرا و أصبحت الأرضية تتسع و تتهيأ لاحتضان المثقفة و أفكارها و تقبلها، أما بالنسبة لي الأسرة لله الحمد داعمة لجهود المرأة و فكرها و إبداعاتها ما لم تخالف شرعنا السديد.
الأخبار: ـ من هو أكثر الشعراء أو الشواعر مثالية بالنسبة لك، وهل اقتديت بأحدهم؟
الشعراء يختلفون باختلاف عصورهم و تجاربهم و حتى مدارسهم كما أن لكل عصر إحداثياته و مميزاته إلا أن العصر العباسي يأسرني أكثر من البقية و لا غرابة في من ملأ الدنيا و شغل الناس (المتنبي) و أنا أتجول بين قوافيه الساحرة و حكمه الرائعة و فلسفته التأملية تجتاحني مواسم من الدهشة لا أملك إلا أن أرفع قبعتي عاليا ...عاليا هو أكثر شاعر أثر في.
الأخبار: ـ هل تجدين الشاعر ملزما بقرض الشعر في كل المواضيع التي تطرأ على أمته، أم أن له قضية يلتزم بها عن سواها ؟
صحيح أن الشعر قضايا و رسائل و يجب أن يشحن برسالة قوية و إلا فهو حروف جوفاء لا معنى لها و ليس في نظري أن الشاعر مقيد بمواضيع و إنما متى زاره شيطان الشعر عليه إطلاق العنان لخياله و قلمه و من الجميل أن يراعي الشاعر قضايا أمته في قصيده لكن لا أرى من الضروري أن يتطرق لكل موضوع مر على الأمة لأنه حتما سيمر عليه في يوم ما ما لا يستهويه و الشاعر ملزم بما يستهويه و ذلك ما يحرك عجلة الإبداع لديه.
الأخبار: ـ هل تجدين الذائقة الموريتانية قادرة على تذوق الشعر الحديث ؟
الذائقة الموريتانية ماكرة بإمكانها عبور جميع النصوص و سبر أغوارها فالشعر حاضر في يوميات الموريتاني في بيته في "كاسات" شايه في عمله و قلما تجد موريتانيا لا يتذوق الشعر بل و من النوادر و أكرر كما أظل أقول "في موريتانيا إما أن يكون المرء ناقدا أو شاعرا أو متلقيا لا يستهان به " حتى المجانين يحضرون الأماسي الأدبية و يستشهدون بالشعر و ليس ذلك بغريب في بلاد الشعر.
الأخبار: ـ كيف استطعت أن تجمعي بين العمل الإبداعي في قرض الشعر والدراسة الجامعية خاصة أن تخصصك علمي (الفيزياء التطبيقية)؟
سابقا قلت أن الشعر موهبة و قديما كان الفيلسوف شاعرا و طبيبا و فيزيائيا و رياضيا، لكن الجمع بين الاثنين له تحدياته وخصوصا أن تخصصي يتطلب الجهد الجهيد فلا بد لطرف أن يكون على حساب الآخر و أحسني أظلم موهبتي أحيانا مضطرة لكن الحمد لله الأمور متوازنة لحد الساعة.
الأخبار: ـ إلى أي مدى ساهم عملك الإعلامي في نقل صورة الأدب والثقافة الموريتانية للجمهور العربي (علما انك تعملين في وكالة عربية للِشعر والأدب والثقافة؟
شغلي الشاغل و أملي أن لا أتجه لجهة إلا وجدت علم بلدي يرفرف عاليا لذلك عملت متطوعة مع وكالة "عرار" للثقافة العربية رغم مشاغلي الدراسية حتى أعرف القارئ العربي بما أمكن من معلومات عن معالم ثقافتنا الأصيلة و عملت لقاءا طويلا مع مجموعة المؤسسة افتراضيا حضره عمالقة من الوطن العربي كان النقاش حول ساحتنا الثقافية و ما تزخر به من كنوز و رموز غائبة إعلاميا و كان لتلك الجهود رغم تواضعها صدا لا بأس به.
الأخبار: ـ أحيانا يرى المثقف والشاعر نفسه منعزلا عن مجتمعه إذ يتمتع بزاوية نظر عميقة للواقع (وأحيانا خيالية) هل حصل معك مثل هذا؟
أمر طبيعي أن يختلف قادة الرأي عن مجتمعاتهم فهذه الشريحة التنويرية لها عدستها الخاصة فهي ترى الواقع بصورة مكبرة و تحليلية بعيدا عن المباشرة و السطحية فالشاعر يتنبؤ بأمور حدسية رصدها من واقعه بفعل قوة تجربته فنبوءة الحرف تتلبسه فيكتسب بها رؤيته المغايرة و تفكيره و تحليله المغاير و غالبا ما تحدث أمور بعد تنبؤات شاعر و أظن أن هذه العزلة محطة حتمية في التجربة تصادف كل شاعر و "ما أنا إلا من بني غزية".
الأخبار: ـ ما هي المهرجانات التي سبق وشاركت فيها، وهل حصلت على أية ألقاب أو جواز؟
شاركت في عديد من مهرجاناتنا و أماسينا الوطنية كما كان لي شرف إنعاش أمسية في الجنوب اللبناني المقاوم حصلت بها على درعين أحدهما من الحركة الثقافية اللبنانية و الآخر من بلدية "البازورية" في مدينة صور، حصلت أيضا على المركز الخامس لجائزة القلم الحر للإبداع العربي في مصر بمحافظة الفيوم و كرمت لنفس المناسبة من طرف المركز الثقافي المصري هنا في موريتانيا بميدالية المركز.
الأخبار: ـ ما هي الكلمة التي توجهينها للفتاة الموريتانية؟
أقول لها كما أقول لها دائما أن تثابر و تجتهد و تتعلم و تقتحم الآفاق و لا تقنع بالقليل في مسيرتها مهما كانت فالطرق ليست مفروشة بالورود لكن مع الزمن يتغير كل شيء ما عليها إلا بذل المجهود حتى تصل فهي مشعل وطنها و لا تنس قول أمير الشعر الأقدم:
و إذا النساء نشأن في أمية ...... رضع الرجال جهالة و خمولا
|البيت| أحمد شوقي
وقالت زليخه في مقابلتها مع "الأخبار" إن الدور الذي تقوم به الفتاة المثقفة في أسرتها و المحيط من حولها دور أساسي و مهم فهو دور توعوي، مؤكدة "أن ثقافة الفتاة هي مصدر قوتها ضد ما تواجهه من عوائق جائرة في أسرتها و أخرى قاهرة في مجتمعها".
وهذا نص المقابلة :
الأخبار: ـ كيف ظهرت موهبتك الشعرية؟
بدأت إرهاصات الشعر بالنسبة لي منذ صغري بميلي الخاص للكتب الأدبية و محاولة كتابة شيء ظنا مني أنه شعر إلى أن درست ضوابط علم العروض و ما يلزمه من قواعد مختلفة بدأت كتابتي تدخل في أطوار حتى حصلت على القالب المناسب لها في ربيع 2006 و من تلك اللحظة التقيت بحواء الشعر.
الأخبار: ـ ما هي المؤثرات التي طبعت شعرك ؟
فعلا لكل صداقة أسباب كان من أهم الأسباب التي ربطتني بالقصيدة ذلك التيار الجارف الذي حملني إليها لا شعورا مني لأدرك لاحقا أنه تفاعل لمؤثرات عديدة منها اطلاعي على تجارب شعرية عديدة من مدارس و عصور مختلفة من جهة و اهتمامي بالقضايا الوطنية و القومية من جهة أخرى و بالتالي وجدت الأمين لرسالتي هذه هو الشعر و أتمنى لها أن تصل .
الأخبار: ـ كيف ترين دور الفتاة المثقفة داخل أسرتها وما معوقاتها، وأين أنت من ذلك؟
دور الفتاة المثقفة في أسرتها و المحيط من حولها دور أساسي و مهم فهو دور توعوي، وتوجيهي قبل كل شيء إذ بإمكانها التأثير و الإقناع أكثر من غير المتعلمة، وذلك برأيها النير و حضورها المعتبر، وهي (الفتاة المثقفة) ترشد و تفيد و تستفيد و تكسب ثقة من حولها بدون تكلف لأن ثقافتها هي مصدر قوتها و مع ما تواجهه المثقفة من عوائق جائرة في أسرتها و أخرى قاهرة في مجتمعها، والقضية عربية ليست مقصورة على بلدنا فقط إلا أن الضغوط شيئا فشيئا بدأت تذبل مؤخرا و أصبحت الأرضية تتسع و تتهيأ لاحتضان المثقفة و أفكارها و تقبلها، أما بالنسبة لي الأسرة لله الحمد داعمة لجهود المرأة و فكرها و إبداعاتها ما لم تخالف شرعنا السديد.
الأخبار: ـ من هو أكثر الشعراء أو الشواعر مثالية بالنسبة لك، وهل اقتديت بأحدهم؟
الشعراء يختلفون باختلاف عصورهم و تجاربهم و حتى مدارسهم كما أن لكل عصر إحداثياته و مميزاته إلا أن العصر العباسي يأسرني أكثر من البقية و لا غرابة في من ملأ الدنيا و شغل الناس (المتنبي) و أنا أتجول بين قوافيه الساحرة و حكمه الرائعة و فلسفته التأملية تجتاحني مواسم من الدهشة لا أملك إلا أن أرفع قبعتي عاليا ...عاليا هو أكثر شاعر أثر في.
الأخبار: ـ هل تجدين الشاعر ملزما بقرض الشعر في كل المواضيع التي تطرأ على أمته، أم أن له قضية يلتزم بها عن سواها ؟
صحيح أن الشعر قضايا و رسائل و يجب أن يشحن برسالة قوية و إلا فهو حروف جوفاء لا معنى لها و ليس في نظري أن الشاعر مقيد بمواضيع و إنما متى زاره شيطان الشعر عليه إطلاق العنان لخياله و قلمه و من الجميل أن يراعي الشاعر قضايا أمته في قصيده لكن لا أرى من الضروري أن يتطرق لكل موضوع مر على الأمة لأنه حتما سيمر عليه في يوم ما ما لا يستهويه و الشاعر ملزم بما يستهويه و ذلك ما يحرك عجلة الإبداع لديه.
الأخبار: ـ هل تجدين الذائقة الموريتانية قادرة على تذوق الشعر الحديث ؟
الذائقة الموريتانية ماكرة بإمكانها عبور جميع النصوص و سبر أغوارها فالشعر حاضر في يوميات الموريتاني في بيته في "كاسات" شايه في عمله و قلما تجد موريتانيا لا يتذوق الشعر بل و من النوادر و أكرر كما أظل أقول "في موريتانيا إما أن يكون المرء ناقدا أو شاعرا أو متلقيا لا يستهان به " حتى المجانين يحضرون الأماسي الأدبية و يستشهدون بالشعر و ليس ذلك بغريب في بلاد الشعر.
الأخبار: ـ كيف استطعت أن تجمعي بين العمل الإبداعي في قرض الشعر والدراسة الجامعية خاصة أن تخصصك علمي (الفيزياء التطبيقية)؟
سابقا قلت أن الشعر موهبة و قديما كان الفيلسوف شاعرا و طبيبا و فيزيائيا و رياضيا، لكن الجمع بين الاثنين له تحدياته وخصوصا أن تخصصي يتطلب الجهد الجهيد فلا بد لطرف أن يكون على حساب الآخر و أحسني أظلم موهبتي أحيانا مضطرة لكن الحمد لله الأمور متوازنة لحد الساعة.
الأخبار: ـ إلى أي مدى ساهم عملك الإعلامي في نقل صورة الأدب والثقافة الموريتانية للجمهور العربي (علما انك تعملين في وكالة عربية للِشعر والأدب والثقافة؟
شغلي الشاغل و أملي أن لا أتجه لجهة إلا وجدت علم بلدي يرفرف عاليا لذلك عملت متطوعة مع وكالة "عرار" للثقافة العربية رغم مشاغلي الدراسية حتى أعرف القارئ العربي بما أمكن من معلومات عن معالم ثقافتنا الأصيلة و عملت لقاءا طويلا مع مجموعة المؤسسة افتراضيا حضره عمالقة من الوطن العربي كان النقاش حول ساحتنا الثقافية و ما تزخر به من كنوز و رموز غائبة إعلاميا و كان لتلك الجهود رغم تواضعها صدا لا بأس به.
الأخبار: ـ أحيانا يرى المثقف والشاعر نفسه منعزلا عن مجتمعه إذ يتمتع بزاوية نظر عميقة للواقع (وأحيانا خيالية) هل حصل معك مثل هذا؟
أمر طبيعي أن يختلف قادة الرأي عن مجتمعاتهم فهذه الشريحة التنويرية لها عدستها الخاصة فهي ترى الواقع بصورة مكبرة و تحليلية بعيدا عن المباشرة و السطحية فالشاعر يتنبؤ بأمور حدسية رصدها من واقعه بفعل قوة تجربته فنبوءة الحرف تتلبسه فيكتسب بها رؤيته المغايرة و تفكيره و تحليله المغاير و غالبا ما تحدث أمور بعد تنبؤات شاعر و أظن أن هذه العزلة محطة حتمية في التجربة تصادف كل شاعر و "ما أنا إلا من بني غزية".
الأخبار: ـ ما هي المهرجانات التي سبق وشاركت فيها، وهل حصلت على أية ألقاب أو جواز؟
شاركت في عديد من مهرجاناتنا و أماسينا الوطنية كما كان لي شرف إنعاش أمسية في الجنوب اللبناني المقاوم حصلت بها على درعين أحدهما من الحركة الثقافية اللبنانية و الآخر من بلدية "البازورية" في مدينة صور، حصلت أيضا على المركز الخامس لجائزة القلم الحر للإبداع العربي في مصر بمحافظة الفيوم و كرمت لنفس المناسبة من طرف المركز الثقافي المصري هنا في موريتانيا بميدالية المركز.
الأخبار: ـ ما هي الكلمة التي توجهينها للفتاة الموريتانية؟
أقول لها كما أقول لها دائما أن تثابر و تجتهد و تتعلم و تقتحم الآفاق و لا تقنع بالقليل في مسيرتها مهما كانت فالطرق ليست مفروشة بالورود لكن مع الزمن يتغير كل شيء ما عليها إلا بذل المجهود حتى تصل فهي مشعل وطنها و لا تنس قول أمير الشعر الأقدم:
و إذا النساء نشأن في أمية ...... رضع الرجال جهالة و خمولا
|البيت| أحمد شوقي