تاريخ الإضافة : 16.02.2012 19:52

لِبابا عمروُ في الدنيا الفخارُ (شعر)

الشاعر الشيخ ولد بلعمش

الشاعر الشيخ ولد بلعمش

إلى كل شبر من سورية الحبيبة وإلى شعبها الحر الثائر، إلى حي بابا عمرو أهدي هذه القصيدة:

لِبابا عمروُ في الدنيا الفخارُ *** وفي عينيهِ للشرف اختصارُ
تعلَّم منْ مآذنه التحدي *** وإنْ صُبَّتْ على الأنوار نَارُ
يحاصره العُداة فلا انكسارُ *** رضيتُ بقَتْلَةٍ فالجُبنُ عارُ
وما معنى الحياة بلا لسانٍ *** ولا عينينِ ؟ فالمَحيا اختيارُ
يقول الروسُ لا نرضى قراراً *** ولو يدرونَ في حِمْصَ القَرارُ
سرت فيها لِخالِدَ ألفُ روحٍ *** و في جسديهما للطعنِ دارُ
يقول الياسمين إذا أغاروا *** أنا شوكٌ و ينتفض النُّوارُ
وإن هجم الطغاةُ فسلَّ سيفا *** فلن يجدي التهيُّبُ و الحِوار
وَ دعْ عنك الكذوبَ وما ادَّعاهُ *** فَما تخفى الحقيقَةُ و الشِّعارُ
ولا تسمعْ عتابَ أخي ظنونٍ *** ولا تيأسْ فَللألقِ انتظارُ
وحسبُك كاشف البلوى نصيرا *** فلا مُضر تفيد ولا نِزارُ
حياتُك أن تعيش بها عزيزا *** متى حرّرْتَ روحكَ لا حِصارُ
وشيِّدْ من صمودك كل صرح *** سيعلو الصرحُ إنْ عمَّ الدمارُ
سلام الله يا بلد المعالي *** فديتكُ والعهودُ لها اختبارُ
تُقَطِّعُ نَشرة الأخبارِ قلبي *** فَحورٌ تستجِيرُ فلا تُجارُ
أكلَّ عشية قتلى وجرحى *** وتعذيبٌ وأيتامٌ صِغارُ؟
وقدْما ما تَجَبَّرَ في حماةٍ *** وأثْخَنَ في أكابِرِها التَّتارُ
سلوا درعا وإدلبَ أوْ حرستا *** فسورِية حواضِرُها قفارُ
وقد كانت لكل فتى كريم *** هي المأوى إذا مُنِع الجِوارُ
يعيث بربعها الأَسَدِيُّ بطشا *** فبعدَ اليوم كنيتُه الحمارُ
تباهوا أربَعينَ وخدَّرونا *** فيا للقُبحِ إذْ رُفِعَ السِّتارُ
كروم الذكريات بها رُكامٌ *** تنَكَّر صُبحُها فَبكى الكَنارُ
وأعناق اللئام بها طِوالٌ *** وأعمار الكرام بها قِصارُ

الجاليات

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025