حل الليلة البارحة (16 نوفمبر 2011) الفنان الموريتاني محمد ولد بوب جدو ضيفا على جمهور مهرجان اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين لإنعاش جانب من السهرة الأدبية في المهرجان خلال ثالث أيامه.

وقبل بدء ولد بوب جدو في العزف للشعراء أثناء ارتجالهم للأشعار الحسانية، قام بعض الأدباء الحاضرين بحكاية عدد من قصائد الشعر الحساني المشهورة، وذلك نزولا عند طلب مدير الجلسة الفنان محمد ولد اصوينع الذي طلب تهيئة الأجواء والنفوس بها.

وفي ذات الأثناء، تدخل الأديب الموريتاني محمد فاضل ولد عبد الدايم بحديث إلى جمهور السهرة، دعا فيه إلى الاعتناء بـ"الشعر الحساني" بوصفه التراث الحقيقي للبلد "حيث إن لكل قوم تراثهم"، وخص الشباب قائلا إن الشباب في كل زمن يتحملون مسؤولية المحافظة على هذا الأدب وتقديمه إلى العام، مستطردا قصة وقعت له أيام كان شابا، حيث قال إنه حضر حفلا كبيرا في الخليج حضره ملوك ورؤساء وأمراء فقال فيه أمير البحرين مقطعا من الشعر النبطي (كاف) يسأل فيه عن اسم دولة يتكون من خمسة أحرف يرمز الحرف الأول منها إلى الرقم اثنين والثاني يرمز لأربعة والثالث مائتين والرابع لعشرة والخامس يرمز لرقم خمسين وفق العد التقليدي بالأحرف، وكان قاصدا "البحرين" فقام ولد عبد الدايم الذي كان حاضرا في الحفل وأجابه بالشعر الحساني:

بحرين افعد الحروف * البَ ثنتين والح اربعتينْ
والر متين واذا معروف * والْ يَ عشر وانَّ خمسينْ

فاستحسن أمير البحرين الجواب وقال "أنتم الشناقطة عرب أقحاح"، وكان ذلك يومها بحضور الشيخ زايد، فأشار الأديب ولد عبد الدايم من خلال هذه القصة للحضور إلى ضرورة الإلمام بهذا الأدب والقدرة على تمثيل البلد في مثل هذه المواقف.

أما ولد بوب جدو فقد بدء باكرا في ضرب مزماره للشعراء وهم ينسجون على منوال الموسيقى التي يقدمها لهم من خلال تحريك الآلة في "الأشوار" المختلفة.

وكانت بداية الإنتاجات المرتجلة التي كانت تأتي من مختلف جهات الخيمة مع المديح النبوي فقال أحد الشباب مخاطبا ولد بوب جدو:

يل هولك ما يُطامَ * واتحصل فيه من العجب
محمد جاك ءُ بلغامَ * هذي هي مخلت الادب

واستمر الجمهور مع الفنان و"التيدنيت" تحت الخيام المضروبة لفعاليات المهرجان في جو سمر وطرب استمر لعدة ساعات بالارتجال الأدبي والموسيقى الموريتانية التقليدية.

يذكر أن فعاليات نشاط البارحة شهدت قبل الجلسة الفنية إلقاءات شعرية قدم فيها الشاعر جاكيتا الشيخ سك قصائد للأمة والوطن، كما ألقى فيها الشاعر التقي ولد الشيخ وعدد من الأوجه الشعرية في الأدبين الفصيح والشعبي.