الشاعر: الشيخ ولد بلعمش

لا تكسر المرآةَ وانسَ صدوعَها

أتراك تضمنُ بالجنون رُجوعَها؟


كانتْ إذا عينان حدّقَتا بهــــــــــــا

رأتا النفوسَ وجومَها و ونُزوعَها



ولربما كل الوجوه تلخصــــــــت

في وجه عاشقة تلومُ دموعَـــــها



ولكم سهرنا حالمين بِصبحنا

ولكم أبينا للرقاب خضوعَها



حتى أغانينا بألسنة الربــــــــــــــــى

وَهَبتْ لأجل الساهرينَ شموعَها



رحلت بنا الأيام رحلةَ تائــــــــــه

لا نحن نرجع أو نظن رجوعَها



النهر كان على القرون قريننا

والليل يعشق في النجوم سطوعَها



فمتى تنكرت الضفافُ لِبوحـــــــــها

واستغربتْ سوح الحقولِ زروعَها



ما كان أشبه في الخيام مجونَنا

حتى الصلاة سجودها و ركوعَها



ولكمْ رحلنا لا سفينَ سوى الهُدى

نُحْيي العلوم جميعَها وجموعَها



قلقي على القمر الشغوف بحبنا

و عيون أطفال نظلُّ نـــــروعــــــــها



هذا لنا الوطن المُوحَّدُ والوحيــــ

ــــــدُ فهل سنحفظ للســــــراةِ ربوعَها



ما أسعد الفوتيَّ روح جهــــــــاده

فتوى و أحكام يروم ذيوعَهـــــــا



لا تـــــــكـــــسر المرآة إن كســـــــورها

في القلب أمٌّ إنْ كسرتَ ضلوعها