تاريخ الإضافة : 14.07.2011 14:14

ضيوف "ديوان الثقافة": الشعر والإعلام شقيقان

نواكشوط (الأخبار) ـ بثت الإذاعة الموريتانية ليلة البارحة (13– يوليو 2011) حلقة من برنامج "ديوان الثقافة" كانت حول موضوع "العلاقة بين الشعر والصحافة"
وقال الصحفي محمد محمود ولد أبو المعالي الذي كان ضيفا في الحلقة، إن الشعر العربي القديم كان يشغل دور وسائل الإعلام في إبلاغ الناس ومخاطبة الجماهير، وهذا ما جعل الصحافة التي نشأت لهذا الغرض في العصر الحديث تتداخل مع الشعر باعتباره السلف في هذه المهمة. ورأى ولد أبو المعالي أن قصيدة الفخر في الشعر العربي مثلا ما هي إلا"بيان إعلامي للقبيلة لاستعراض قوتها وسياستها"

كما أضاف أن الشاعر العربي القديم قد قام بالدور الرسالي المطلوب اليوم في العمل الصحفي، وعمل من أجل تحقيق ذلك في ظروف قاسية حيث كان زهير "الإعلامي المخلد لمسيرة السلام بين قبيلتي عبس وذبيان" على حد وصفه.
"ولم تنتف مهمة الإعلام من دور الشاعر في العصر الحديث" كما يقول أبو المعالي، لكن الصحافة تعبر بأسلوبها الخاص، ويعبر الشعر بأسلوب له فنيات خاصة. مؤكدا أن الطابع الأدبي يظل ضرورة للكتابات الصحفية الرائعة "فأروع القصص الصحفية ذات طابع أدبي" - وفق مداخلة أبي المعالي ـ مما يشير إلا تلاحم شديد بين الاثنين
يؤكده أن الصحافة العربية ظهرت أول ما ظهرت في العالم العربي على يد الأدباء العرب، فحقا " الإعلام والأدب شقيقان" كما يقول.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ بجامعة نواكشوط محمد الحسن ولد محمد المصطفى المشارك في الحلقة، إن جمالية الشعر تكمن في أنه يصور الحياة والمشاعر تصويرا
بديعا، كما أن عمل الإعلام هو نقل الصورة المعبرة عن الإنسان وحياته، "فكلاهما بهذا صورة" لا بد فيها من الصدق.
إلا أن حاجة الناس اليوم إلى الصورة الشعرية تعتبر أشد، في نظر الضيف "للخروج من زحمة الأخبار الصحفية وكثافتها" إلى "منبع الشعر الصافي وإلى عالمه الروحي" لما يوفره ذلك من راحة ومتعة للجميع، وبالأخص للموريتانيين المتعلقين بالشعر.
ورغم أن موريتانيا مطالبة بالاهتمام بالحقل الصحفي والعمل على التقدم في جميع المجلات إلا أن الضريبة التي يطرحها لقب "بلد المليون شاعر" على الشعب الموريتاني تقتضي انتباها خاصا وفق ولد محمد المصطفى لأن"اللقب يضع المسؤولية على جميع المواطنين" ، لكن هذه المسؤولية لا تعني في نظر ولد محمد المصطفى أ ن يكون الكل شاعرا ، ليس المقصود "المعنى الإحصائي" ، إنما تعني أن يتركز الارتباط بالشعر وتذوقه والاهتمام به عند الجميع، مع ضرورة خلق وتقديم نماذج وأسماء وطنية إلى العالم لتحمي "لقب بلد المليون شاعر" "فلا ينبغي أن نقدم نموذجا أو اثنين من الشعراء وينتهي الأمر تماما كحال "بيضة الديك"
داعيا الشعراء الموريتانيين إلى أن ينشروا كل سنة دواوين، ، وداعيا النقاد إلى مواكبة الإنتاجات الأدبية بدراساتهم قائلا "إن الناقد الذي لا ينشر كتابا كل سنة ليس بناقد" وموردا في هذا الصدد أن مهمة النقاد هي وضع التآشر على النصوص القيمة لتعبر إلى الناس والجماهير، وهذا يتطلب بحثا متواصلا في النصوص ومحاولة اكتشافها و"إعادة النظر في تلك القديمة" وفق الضيف.
فقد قال إن "النقاد قرروا إعادة كتابة التاريخ الأدبي" بعدما أثرت عوامل السياسة وغيرها على كتابة الأدب القديم. فهنالك نصوص وأشعار دعمتها الأنظمة السياس وقدمتها وهنالك أخرى طمرت، وبعض النصوص تغيب أصحابها نتيجة لظروفهم الاقتصادية وغيرها، مما يتطلب مراجعة جديدة للتاريخ الأدبي وتقدير نصوصه. وفق عرضه.

كما شارك في الحلقة الشاعر الموريتاني الشاب محمد المامي ولد حميد الذي قال إن الغرض الأول للشعر يظل دائما هو الإخبار والإعلام لكنه إخبار وإنباء بطريقة معينة كتلك التي يكتب بها المتنبي ومحمود درويش حيث إن أغلب نصوص درويش تعد ذات طابع خبري كما يقول ولد حميدي مستشهدا ببعض نصوص الراحل.
وقال ولد حميدي إن الشعر خاض إلى جانب الصحافة الثورة العربية الحالية في الدول العربية، مشيرا إلى أن أبيات الشابي الشهيرة ظلت هتاف المحتجين في شوارع تونس، وفي الدول الأخرى.

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025