تاريخ الإضافة : 16.06.2011 11:53

سيد محمد: الصانع التقليدي تحمل الجزء الأكبر في مقاومة المستعمر

نواكشوط (الأخبار) - قال سيدي محمد رئيس الجمعية الموريتانية للصناعة التقليدية إن الصانع التقليدي تحمل الجزء الأكبر في مقاومة المستعمر الفرنسي إبان غزوه للبلد، مبرزا دور الصانع كذلك في دفع حركة الاقتصاد الوطني، وتوطيد العلاقات الاجتماعية بين الأسر الموريتانية.

وقال سيد محمد إنه "عندما غزا المستعمر البلاد في بداية القرن الماضي، ساهم الصانع التقليدي في المقاومة حيث تحمل الجزء الأكبر منها بصناعة بنادق الذخيرة، مما كان له الأثر البالغ في المواجهة بين المقاومة والغزاة في أكثر من موقع".

وأوضح سيد محمد في مقابلة له مع جريدة الشعب الحكومية الناطقة بالعربية أن إنتاج الصانع التقليدي لعب دورا بارزا في توفير حاجيات الأسر الموريتانية وتأثيث منازلها وتوطيد العلاقات الاجتماعية فيما بينها بواسطة الهدايا المتنوعة من مختلف أنواع هذا الإنتاج.

وأضاف سيد محمد أن "اقتصاد المجتمع في الحقب السالفة كان يقوم على دعيمتين أساسيتين هما الزراعة والتنمية، وكان الصانع التقليدي يومها يوفر للمزارع الأدوات التي يستخدمها في حقله وتساعده في تشييد السدود وقطع الأشجار للمحافظة على المزارع في الوقت الذي كان المنمي يعتمد على الصانع في أدوات حفر الآبار وسقي المواشي وغيراها".

وعن نظرة المجتمع والسلطات الحاكمة إلى الصناعة التقليدية إبان فترة الاستقلال قال سيد محمد "لقد حظيت الصناعة التقليدية والممتهنين لها باهتمام كبير من لدن السلطات، حيث تم في سنة 1960 استدعاء مجموعة من الصناع التقليديين يمثلون ولايات، آدرار، تكانت، لبراكنه، الحوض الغربي، الحوض الشرقي، كوركول، اترارزه، ونظمت الحكومة حينها معرضا للصناعة التقليدية، مشكلة في نفس الوقت مكتبا وضع تحت إمرة خبير فرنسي، إلا أن أيادي خفية تدخلت للقضاء عليه ووأده في مهده"، على ما يقول.

وفي السنوات الثلاث الأولى – يقول سيد محمد – من هذا القرن تم إصدار جملة من القوانين تنظم هذا القطاع.

وطالب سيد محمد بوضع قوانين جديدة لحماية الإنتاج من المنافسة وتشجيع مادي ومعنوي من السلطات والمجتمع للصانع التقليدي عن طريق منح قروض ميسرة وفتح مراكز للتكوين وتحسين الخبرات إضافة إلى الحاق قطاع الصناعة التقليدية بوزارة الثقافية باعتباره جزء لا يتجزأ من تراث البلد وثقافته العريقة.

واعتبر سيد محمد أن مستقبل الصناعة التقليدية يتحدد من خلال أمرين أولهما مرتبط بالجهات الرسمية، فهي وحدها التي يمكن ان تخصص له المكان المناسب الذي يجعله قطاعا يساهم في الحد من البطالة ويوفر انتاجا كان ومازال وسيظل يحظى باهتمام المواطنين، فيمل يتعلق الثاني بالصانع التقليدي نفسه الذي يجب عليه ان يتجاوز عقليات الماضي ويبدأ في تلمس طريقه إلى ما يساعد في تنمية البلد وتطوير وتسويق إنتاجه.

وأضاف سيد محمد أن "الصناعة التقليدية اليوم في وضع لا تحسد عليه فمنذ استقلال البلد وإلى اليوم لم تنظم الدولة أي معرض لها ومشاركة الصانع التقليدي وإنتاجه في المعارض الدولية لا يتجاوز ديكورا يستغله من يتولون الإشراف على مشاركة البلاد في المعارض الدولية لصالحهم، وهو ما يجعل المشاركة أكثر ضررا على الصناعة التقليدية من نفعه لها".

الرياضة

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025