تاريخ الإضافة : 14.07.2010 22:14

دراسة: موريتانيا "تصدر" ملايين الكائنات الدقيقة إلى أوروبا عبر الغبار

سحب غبار قادمة من الساحل تظل جزر الكناري وأطراف شبه الجزيرة الإيبيرية (BBVA)

سحب غبار قادمة من الساحل تظل جزر الكناري وأطراف شبه الجزيرة الإيبيرية (BBVA)

أظهر بحث علمي نشر في أسبانيا وجود ملايين الكائنات الدقيقة التي تصل أوروبا عالقة بالغبار المنبعث من الصحراء الواقعة في موريتانيا ومنطقة الساحل.
وتظهر نتائج البحث وجود بكتيرها مصدرها موريتانيا في مستنقعات سييرانيفادا وجبال البرانس.

وأكدت الأبحاث أن الصحراء الإفريقية "تصدر" سنويا ما بين 60 مليون إلى 200 مليون طن من الغبار إلى أوروبا وهو غبار مشبع بجزيئات مواد من قبيل النتروجين والفوسفور والحديد، وهي أمور ساهمت بشكل كبير في نمو الكائنات الدقيقة في المحيط.

وسبق أن أكد لويس باستير سنة 1861 أن بإمكان الجراثيم الانتقال عبر الجو، لكن انتقال البكتيريا والفطريات والفيروسات لآلاف الكيلومترات عبر عوالق الغبار لم يثبت إلا حديثا.

وأظهرت صور عبر الأقمار الاصطناعية سحبا غبار كبيرة تظل في بعض الأحيان كامل شبه الجزيرة الإيبيرية، كما حصل الأسبوع المنصرم حيت غطت عاصفة مغبرة أسبانيا وجزر الكناري. وهكذا، فإن "هجرة" الكائنات الدقيقة عبر الغبار المتشكل في أفريقيا تزداد في الربيع والصيف، وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية حيث زادت كميتها أحيانا إلى ما يقارب العشرة أضعاف.

وأرجع الباحثون السبب في ذلك إلى الجفاف الذي تشهده منطقة الساحل منذ حوالي ثلاثين عاما والذي يرتبط بدوره بالتغيرات المناخية. وينضاف إلى ذلك عامل فقدان الغطاء النباتي في أفريقيا بسبب تغيير الأنماط الزراعية.

ويشرح الخبيران اللذين أشرفا على الأبحاث إيسابيل ريتشي، من جامعة غرناطة، وأميليو كاسامايور، الخبير في مركز الدراسات المتقدمة في بلانثيس، كيف أن الطرق المتبعة في التحليل تظهر كميات أقل بشكل معتبر مما هو موجود بالفعل.

ولهذا السبب فإنه قد تم التعرف حتى الآن فقط على 10% من 500 صنف من الباكتيريا توجد في كل لتر من الهواء كما يجهل تأثيرها على النظام البيئي الذي يستقبلها. وفي الواقع يغزو الغبار الصحراوي كل نواحي الكوكب ولكن نظرا لاتجاه الرياح (من الشرق إلى الغرب) فإن المناطق الأكثر تعرضا هي جزر الكناري والكاريبي.

ويقوم الباحثون بتخزين كميات من الهواء ثم بتصفيتها وتحليل الحمض النووي في الكائنات الموجود بها. وكما تشرح ريتشي فإن "تحليل الجينومات يتيح تحديد إلى الكائنات الدقيقة تنتمي" في الوقت الذي توضح فيه أنه يتم عزل الكائنات الدقيقة ومعرفة أيها تتمكن من الوصول حية إلى البحيرات، وهي مناطق يسهل فيها العثور على "مطر الكائنات الدقيقة" بسبب ضعف تأثيرات النشاط البشري عليها.

ويشرح كاسامايور أن "زيادة كميات الغبار الوافدة إلى أنظمة بيئية بكر، مثل البحيرات الواقعة على المرتفعات، ذو أهمية بالغة؛ ذلك أنها تصطحب مغذيات تخصب البحيرات وتغير مجموعاتها المكروبية. لكن بعض هذه التغييرات غير إيجابي، فبوسع الغبار أن يضر بالأحياء العضوية والنباتية في بعض الأنظمة البيئية".

وتظل الكائنات الدقيقة نشيطة بعد الرحلة رغم أن الغبار يتحرك على ارتفاع يتراوح ما بين 2000 و4000 متر.
(أوروبا بريس، 14-7-2010)
__________
متعلقات من الأرشيف:

- بكتيريا الصحراء الموريتانية تغزو أوروبا على متن العواصف

- نواكشوط: غبار كثيف يحجب الرؤية ويعيق حركة السيارات


الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025