تاريخ الإضافة : 05.09.2013 00:31

سهرة مع تجمع "أنا علمي" أمام الرئاسة

بعض شباب تجمع "أنا علمي" في سمر ليلي أمام القصر الرئاسي ـ الأخبار

بعض شباب تجمع "أنا علمي" في سمر ليلي أمام القصر الرئاسي ـ الأخبار

الأخبار/نواكشوط ـ يجلسون على حصير متواضع، يحتسون كؤوس الشاي المترعة، ويتبادلون أطراف حديث ذي شجون عن الغربة، والهجرة، وسنوات من الكد في سبيل طلب العلم؛ إنهم شباب تجمع "أنا علمي" في سمر ليلي أمام القصر الرئاسي بالعاصمة نواكشوط ضمن اعتصام يستمر لمدة 48 ساعة، دخلوا فيه منذ صباح الثلاثاء: 03ـ09ـ2013م.

في سمر ليلي وحوار مفتوح مع وكالة الأخبار مساء الأربعاء: 04ـ09ـ2013م يقول شباب تجمع "أنا علمي" إنهم قرروا الخروج من لعبة السياسة موالاة أو معارضة، محددين مطالبهم في التشغيل وتوفير فرص عمل يخدمون من خلالها بلادا يعتقدون أنها في أمس الحاجة إلى تخصصاتهم العلمية المتنوعة والهامة.

يحمل شباب تجمع "أنا علمي" شهادات عليا في تخصصات هامة؛ الجيوليوجيا المنجمية، هندسة المعادن، الطاقة، الهندسة الكهربائية، التغذية، معالجة المياه والبيئة، البيوتكنولوجيا، البيئة والتنمية المستدامة، الاتصالات، المعلوماتية، الهندسة الطبية، صيانة الأجهزة الطبية، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء..

لكنهم يبدون خيبة أمل في السياسيين والحقوقيين، ويصفونهم بعدم الاكتراث لمعاناتهم التي تستحق تعاطف الجميع كما يقولون. ويؤكد الحسن ولد محمد مسئول الإعلام في التجمع أنهم لم يجدوا أيا من السياسيين أو الحقوقيين يتضامن معهم في قضيتهم التي يعتبرها عادلة ومشروعة.

أحد شباب التجمع كان يهوى تخصص الهندسة الكهربائية، وبحث عنه حين كان يكمل دراساته العليا في دولة مجاورة، لكن التخصص المذكور لم يجد إقبالا في ذلك العام وأوشكت الجامعة على الإعلان عن إغلاقه؛ مما جعله يقود حملة كبرى لجلب الطلاب إلى تخصصه المفضل، فكان له ما أراد، لكن وبعد تخرجه وعودته إلى البلاد أصبح يقول في نفسه: "يبدو أن موريتانيا لا تحتاج إلى مهندسين كهربائيين!"

شاب آخر من أعضاء التجمع أعرب عن أسفه لأن إخوته الصغار أصبحوا يزهدون في متابعة الدراسة؛ فـ "أنا الذي درست على التوالي من الابتدائية، فالإعدادية، فالثانوية، فالجامعة، فالدراسات العليا، وتغربت خمس سنوات خارج البلاد، وأنفق علي والدي مالا كثيرا.. لم أجد بعد التخرج أي عمل، رغم أنني أحمل شهادة عليا في تخصص علمي ذي أهمية كبرى على مستوى العالم".

ويقول ثالث إنه حصل على فرصة عمل بعد تخرجه من جامعة في الصين، وبراتب 2000 دولار شهريا، إلا أن خطابات رئيس الدولة وإعلانه عن الحاجة لأصحاب التخصصات العلمية، بالإضافة إلى رغبته الشخصية في خدمة وطنه؛ جعلته يولي وجهه شطر بلاده.. لكنه أصيب بالصدمة جراء إهمال الحكومة لأصحاب التخصصات العلمية.

يمازح بعض أعضاء التجمع زملاءه فيقول: "كلنا من الفقراء والمستضعفين في المجتمع، لا أحد منا يسكن في الأحياء الراقية، لا ننتمي إلى أسر ذات تأثير في الدولة، وليست لدينا رابطة بالنافذين في السلطة.. لو قبلنا بالطرق الملتوية لحصلنا على وظائف مميزة.. لكن زملائي لا يرغبون في الوظيفة والعمل!".

ورغم هطول المطر بشدة؛ إلا أن شباب تجمع "أنا علمي" قرروا البقاء في اعتصامهم، دون اكتراث بالظروف التي بدأت تزداد سوءا.. وانتقلوا إلى ظل مبنى مجاور للاحتماء به من المياه والسيول، قبل أن يعودوا إلى مكان اعتصامهم فور توقف هطول المطر.

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025