الأخبار (النعمة) – اختتم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الأحد 18 أغسطس 2013 مدينة النعمة متوجها إلى نواكشوط في ختام جولة له في الحوض الشرقي قادته لمقاطعات الولاية السبعة.

وكانت الزيارة التي دامت خمسة أيام هي خمس تدشينات في مقاطعتين من مقاطعات الولاية هما النعمة اونبيكت الأحواش، فيما اقتصر برنامج ولد عبد العزيز في المقاطعات الخمس الباقية على مقابلات مغلقة مع ممثلين عن السكان جرت في الغالب في إحدى غرف منزل حاكم المقاطعة.

وكان أول الأنشطة الرئاسية في الزيارة تنظيم البرنامج التلفزيوني للرئيس والمعروف بـ"لقاء الشعب"، حيث نظم في ملعب النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي ليلة الثلاثاء، حيث بدأ ولد عبد العزيز في اليوم الموالي جولة تدشيناته.

أول المحطات التدشينية كانت إطلاق مشروع اظهر للمياه، وهو المشروع الذي تقول الحكومة إنه سيزود مدينة النعمة عاصمة الولاية بالماء الصالح للشرب، إضافة لعدة مدن أخرى هي آمرج وكوبني وتمبدغة.

وكانت ثاني المحطات تدشين مصنع للألبان في المدينة، أما ثالث المحطات التدشينية فكانت طريق النعمة باسكنو فصالة، بعدها زار قام ولد عبد العزيز بزيارة تفقدية لمزرعة في النعمة، وفي المساء قام بزيارة أخرى لمرزعة محمودة للأبقار في منطقة تابعة لبلدية بير باف.

وفي انبيكت الأحواش أشرف الرئيس الموريتاني على تدشين شبكة مياه للمدينة، إضافة لمنشأة تابعة لسلطة التنظيم، تسمى مركز مراقبة الطيف الترددي، وتحدث خلاله رئيس سلطة التنظيم عن قيمة المركز الذي يسمح لسلطة التنظيم بمراقبة الأراضي الموريتانية من خلال هذا المركز، ومن خلال مراكز أخرى في سيلبابي، وبوكي، وازويرات، فضلا عن الإدارة المركزية في نواكشوط.

ثالث المحطات في انبيكت الأحواش كانت إطلاق حملة تشجير في المقاطعة، واختتم ولد عبد العزيز نشاطاته العامة في المقاطعة بزيارة لمزرعة للخضروات، سبق وأن أكد في أحاديث سابقة له أن وفرت اكتفاء ذاتيا في مجال الخضروات لمدينة النعمة.

وقد أنهى ولد عبد العزيز في انبيكت الأحواش تدشيناته في الولاية، والتي لم تتعد خمس تدشينات، بدأ بعدها سلسة مقابلات مع السكان من انبيكت الأحواش، مرورا بباسكنو، فآمرج، وجكني، وتمبدغة.

وتولت السلطات الإدارية في المقاطعات المزورة تنظيم اللقاءات وتسجيل "المحظوظين" في عملية احتج عليها كثيرون، بل واتهموا السلطات الجهوية في هذه المقاطعات بالمحسوبية وباعتماد معايير غير موضوعية في اختيار ممثلي السكان أمام الرئيس.

كما احتج عدد منهم على غياب التشدينات، في رفع العديد منهم شعارات تطالب بتوفير ضروريات الحياة من ماء وكهرباء وطرق، مؤكدين أن غالبية مدن وقرى المنطقة تعيش في عزلة قاتلة، وفي عجز كبير في مجال المياه يفرض على العديد من سكان المنطقة هجرة أماكنهم الأصلية لعدة أشهر كل سنة.

وقد أثرت الإجراءات الأمنية المشددة على أجواء الزيارة وعلى الاستقبالات، خصوصا في مقاطعتي انبيكت الأحواش وباسكنو، وتغير برنامج استقبال الرئيس أكثر من مرة بسبب الهاجس الأمني، حيث طلب من المستقبلين الاصطفاف في مكان معين لمصافحة الرئيس، لكن سيارات الموكب الرئاسي توجهت مباشرة إلى منزل الحاكم حيث محل الإقامة، وبمجرد وصوله فرضت الأجهزة الأمنية طوقا حول المكان ومنعت أيا كان من دخوله حتى بعض أعضاء الحكومة الذين وصلوا متأخرين.

وشكلت قطعان الإبل في انبيكت الأحواش تهديدا حقيقا للمستقبلين وللأجهزة الأمنية حيث زح الآلاف منها باتجاه منزل حاكم المدينة، وبسرعة جنونية وأدى تفدقها لارتباك في صفوف السائقين أدى لحادث سير لم يخلف ضحايا، وحاولت قوات الدرك والأمن الرئاسي إبعاد الجمال عن محيط المنزل، وقد أخذ الأمر منهم جهدا ووقتا.

الإجراءات الأمنية المشددة أثرت كذلك على التدشينات، حيث لم يتجاوز حضورها صفا واحدا كان في مجمله من أعضاء الحكومة وكبار معاوني الرئيس، فيما بقيت عشرات المقاعد فارغة في الخلف.

واصطحبت قوات الدرك الكلاب المدربة وأجهزة الكشف الإلكتروني، وفتشت الداخلين إلى الخيام بشكل دقيق.

وخلال تنفيذ برنامج التشدينات والزيارات التفقدية في الولاية لجأت الجهات الأمنية إلى التقديم والتأخير فيها خلافا للبرنامج المعلن، حيث تم تقديم ساحة حملة التشجير على زيارة مزرعة الخضروات في انبيكت الأحواش، وهو ما احتجت عليه جهات في ديوان ولد عبد العزيز قبل أن تسكت بعد إشارة من الجهات الأمنية.

وقبيل وصول ولد عبد العزيز إلى انبيكت الأحواش قامت طائرة عسكرية بدوريات مكثفة فوق المستقبلين وفي محيط التجمع السكاني قبل أن تهبط في مهبط قريب من المنازل.

وفي مدينة باسكنو تواصل الإجراءات الأمنية المشددة، وتم تفتيش الداخلين إلى منزل الحاكم بشكل دقيق، كما تولت فرق من مكافحة الإرهاب التابعة للدرك الموريتاني تأمين الطريق، في تولت وحدات الحرس الرئاسي تأمين مهبط الطائرات في باسكنو، وكذا منزل الحاكم.

وتسببت الإجراءات الأمنية في التأثير على الاستقبال بعد أن أغلقت قوات الحرس منزل حاكم باسكنو ومحيطه بشكل كامل بعيد دخول ولد عبد العزيز قبل أن تبدأ في إدخال بعد المستقبلين بشكل فردي وعلى دفعات، وأدى طول إجراءات الدخول لانسحاب عدد من المستقبلين، وبرر أحدهم انسحابه بأن الذهاب لقطعانه في البادية أكثر فائدة بالقطع من انتظار لقاء بالرئيس قد لا يتم.