الأخبار (النعمة) – يشتكي عدد من المستجمين بخريف العام الحالي داخل البلاد من المخاطر العديدة التي يشكلها طريق الأمل أطول الطرق في موريتانيا، حيث تتعدد هذه المخاطر من مياه سيول إلى حفر وانجراف للتربة إلى رمال زاحفة فضلا عن الحفر التي تتسبب يوميا في العديد من حوادث السير.

وقال عدد من المسافرين على طريق الأمل الرابط بين العاصمة نواكشوط ومدينة النعمة عاصمة الحوض الشرقي أقصى الشرق الموريتاني (1200 كلم) في أحاديث متفرقة لبعثة وكالة الأخبار إن الأسابيع الأخيرة عرفت ارتفاعا في حوادث السير خصوصا في المقاطع الشرقية من الطريق بولايات لعصابة والحوضين، معتبرين أن الجهات المسؤولة عن الصيانة اكتفت في أحسن الأحوال بزيارة أمكان الخطر وإلقاء نظر عليها، ثم انتظار عامل الزمن في التغلب على المشكل.

وقال سائق شاحنة ساقطة على جانب الطريق بعد انجراف التربة أسفلها على طريق كيفة الطينطان للأخبار إن الشركة التي تتولى إنجاز الطريق تتحمل كامل المسؤولية عن المخاطر التي يتعرض لها المسافرون يوميا، وكذا الخسائر المادية الكبيرة التي تتسب فيها الحوادث مشيرا إلى البضائع المتناثرة على جنبات الطريق بعد سقوط الشاحنة.

ورغم أنه لم تسجل خسائر بشرية في الحادث البشع فإن العديد من سائقي الشاحنات ومساعديهم تجمهروا قرب الحادث، وأعلنوا احتجاجهم على الطريقة التي يتم بها إنجاز الطرق وخصوصا طرق الطوارئ أثناء موسم الخريف، ودعا عدد منهم السلطات إلى تحمل مسؤولياتها في توفير طرق آمنة، ومراعاة الضوابط الفنية اللازمة في ذلك.

المسافرون اليوم عبر طريق الأمل يتوقفون إجباريا عن عشرات النقاط على الطريق في حواجز فرضتها الطبيعة، إضافة لعشرات الحواجز الأمنية المنتشرة على طوله، فبدء من من مصاعب مرتفعات طريق نواكشوط بوتلميت – يقول أحد المسافرين – ستجد أن عليك مواجهة السيول الجارفة في نقاط كثيرة أبرزها مقطع السياسة ولكريع، وكامور، وغيرها، أما أشد المقاطع عذابا ومعاناة للمسافرين فهو مقطع كيفة الطينطان.

ويتندر عدد من المسافرينة بالقصص المتداولة عن الطريق واستحالة إنجازها، حيث سبق للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزيره الأول مولاي ولد محمد الأغظف وعدد كبير من أعضاء الحكومة أن تحدثوا عن قرب اكتمال هذا الطريق، ومع ذلك ظلت أشغال الطريق كما هي، مشيرا إلى المدة التي أعلنت لإكمال أشغالها تتجه لتتضاعف، مستغربا غياب أي تفسير أو تبرير للموضوع، رغم معاناة الآلاف من المواطنين منها بشكل شبه يومي.

العديد من المسافرين والسائقين استغربوا عزوف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن السفر بالسيارات في جولاته الداخلية للاطلاع على حقيقة الطرق، وواقعها، واعتماده على الطائرات في كل أسفاره، وطالبه عدد منهم بالقيام بذلك ولو لمرة واحدة، خصوصا في مقطع كيفة الطينطان.

أحد العمال اليدويين قال للأخبار – وهو منهمك في تحويل البضائع من الشاحنة الساقطة إلى أخرى أحضرت لنقل البضاعة – نحن هنا نعاني من الطريق بشكل يومي، حياتنا معرضة للخطر، ومع ذلك لا نجد من يولي حياتنا أي اهتمام، لقد رأيتم بأعينكم تصرف ممثل الشركة الموريتانية للأشغال العامة ATTM لقد ألقى نظرة على الحادث ثم غادر، وكأن الأمر لا يعنيه، مضيفا أن المطقع وحده عرف أكثر من 15 حادثا مروريا خلال الأسابيع الأخيرة.

مخاطر الطريق ومنغصاته فرضت على كثير من المستجمين مراجعة قرارتهم بالاستجمام، وتحولت أسفار بعضهم إلى معارك حقيقة في مواجهة طوفان السيول، أو ألسنة الرمال، كما فرضت على السائقين مزيدا من الحذر والانتباه في ظل انتشار انجرافات التربة على جنبات الطريق الذي يشكل شريان الحياة الأول لحوالي ثلثي سكان البلاد.