تاريخ الإضافة : 30.01.2010 15:00

عبد الودود الجيلاني.. فنان في محيط يرفض الفن

جمع ما لديه من لوحاته التشكيلية وأطلق بها معرضه الشخصي الرابع الذي احتضنه المركز الثقافي المغرب خلال الأسبوع المنصرم وجاء المعرض كما يقول هو "صرخة إنذار في وجه الفاعلين أن يوقفوا النزيف".

أحس الفنان عبد الودود ولد الجيلاني بشراسة الهجمة التي قال إنها شنت بقوة على القيم في هذا العصر فرسم بريشته الملتزمة خريطة الجرح وقدمها للزائرين في المعرض التشكيلي.

حين يلج الزائر إلى هذا المعرض يرى ملخصا لواقع سياسي اختزلته ريشة الجيلاني التي يصفها بعض زوار المعرض بأنها أفرطت في التشاؤم والبكائية. ويرى بمقلتيه 18 لوحة منها ما يجسد أزمة الأقصى وهو ينزف دما ومنها ما يجسد أزمة بغداد ومنها ما يجسد موت حضارة.....

عودة بعد استراحة 20 سنة.

بدأ الفنان عبد الودود الجيلاني رحلته مع الفن باكرا وشارك في أول معرض موريتاني للفن سنة 1979 معرض "الانطلاقة" الذي افتتحه الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونه ولد هيدالة وكان يومها وزيرا أول وبعد ذلك جمع ما تعب في رسمه من لوحات كانت نواكشوط على موعد معها في معرضه الشخصي الأول سنة 1987 بعد عودته من رحلة قادته إلى بغداد حيث أخرج على شاطئ دجلة ما في جعبته من رسوم ولوحات وبدأ يراقب تعاطي بلاد الرافدين مع الفن الصحراوي. استمرت رحلته مع الفن في مراكب الزمن وفي سنة 1989 نظم معرضه الشخي الثاني الذي افتتحه المرحوم محمد سالم ولدعدود وهو وزير الثقافة آنذاك ثم حزم أمتعته سنة 1988 وحط في داكار لينظم معرضه الثالث قبل أن يصاب بالإحباط إثر عدم الاهتمام بالفن كما يقول بل قال إنه تعرض لضربة قاسية من قبل وزارة الثقافة حين أتلفو له 27 لوحة وحين طالبهم بالتعويض رد عليه الوزير بأنهم غير مسؤولين عن ما حدث. وتوقف عن تنظيم المعارض حتى الأسبوع الماضي الذي قرر فيه العودة فكانت من المركز الثقافي المغربي إطلالته.


فنان في محيط يرفض الفن.

صرح الفنان أبو معتز الجيلاني بأن كل الدوافع تجعله لا يمارس الفن فهو لم يدخل أي مدرسة للفن بل إن دراسته شرعية وهو من أسرة محافظة وينتمي لمجتمع منغلق حسب تصريحه. كما يرى أن الناس في صحراء المحيط يعتبرون المبدع مثل حامل الفيروس ينبغي الحذر منه.

ويرد الجيلاني على من يعتبرونه مفرطا في التشاؤم بأن الفنان مثل الطبيب عليه أن يكون أمينا في التشخيص فالطبيب لا يمكن أن يشخص السل بأنه زكام. والفنان لا يمكن أن يكذب في تشخيص الواقع. ويعتبر أنه في معرضه الأخير لم يزد على رسم ملامح نكبة مؤلمة يعايشها الناس.


ثقة تقود إلى النجاح.


غير أن للفنان قناعته الراسخة بمجال اهتمامه وعندما يرسم لوحة من لوحاته التي دائما يسهر على إعدادها في الليل يحس بنجاح كبير وانتصار على حد قوله وقال في تصريح للأخبار إن الإنسان عند ما يكون صاحب قضية ويستطيع تجسيد هذه القضية في قصيدة أو قصة أو لحن أو لوحة فشعوره مثل شعوره الحامل عند ما تضع جنينها أي أنه شعور مزدوج فيه ارتياح من المعاناة وفرح بالمولود الجديد.

الجاليات

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025