تاريخ الإضافة : 31.12.2009 15:21

قصيدة في رثاء فقيد الأمة الإمام: محمد حامد بن حميدي

 

مُنانا لا يدوم  دعِ المُحالا
فلو دام  المُنى لأقام  حيّا
ولو دام  المُنى  ما غاب عنا
ولكن حكمةُ  الرحمن  أعلى
فدع عنك  المُنى  لقضاء ربي
لئن رحل المحمَّد في البرايا
فما رحلت  مناقبه  فسـلْها
فأشهد لا أريد  بها  احتيالا
لقد ساكنته  وعرفت فيه
وإحسانا وأخلاقا  حِسانا
ورفقا بالضعاف وحسن مأوًى
ولم أر مثله  أبدا  سخاءً
أأنسى  وجهه المكسُوَّ نورا
أمَ اَنسى منه حلما واحتمالا
وكم وردت إليه من  الأقاصي
فأبدَلَهم  من الأهلين  كُلاًّ
وكم أبكت مواعظه  وزكَّتْ
وكم نفعت  شفاعته وكانت

 

وسِرْ في ذي الدُّنا  حالاً فحالا
محمد ُحامدٍ  حِججا  طِوالا
مُحيَّاه  الجميل  ولا استحالا
وكلٌّ  سوف  يرتحل  ارتحالا
فلا يبقى  سوى المولى تعالى
فزاد رحيله  الدنيا  اختلالا
ستصدُقُك الحديث سل ِ الخصالا
وليس الحال يقبل ذاك لا لا
سُموًّا واجتنابا وامتثالا
َوِبشْرا  واحتفاء  واحتفالا
وإسعافا  وإسعادا توالى
إذا ما غيره  ملَّ النوالا
وطلعته البهيَّة والخِلالا
لقول ليس يقبل الاِحتمالا
فِئامٌ  فارقوا أهلا ومالا
- بلا منٍّ - وبعضا  واشتمالا
نفوسا زادها التقوى كمالا
لمظلوم فَكاكا وانتشالا

***

سيذكره  بنو شنقيط دهرا
كأني ناظرٌ والشيخ  يرقى
فتسمع منه  تزكية  تسامت

فيا عجبا  لدنيا كنت  فيها
فلا عتبٌ إذا حزِنت قلوب
ونُبعد كل من يدعو لصَلْقٍ

 

ومنبره  الذي يزهو جمالا
إليه فتُملأ الدنيا  جَلالا
وتسمع  منه نصحا  وابتهالا

وقد صارت  حقائقها  خيالا
ولا عجبٌ  إذا ما الدمع  سالا

وصفعٍ  والذي يدعو الوبالا

***

ألا يا ثالث القمرين إنا
فما حالُ الورى يا ليت شعري
وما حال الورى يا لهف نفسي
فلطفا يا إلهي بالبرايا

 

على الآثار مهما العهد طالا
وأهلُ العلم قد شدُّوا الرحالا
وحسرتَها وقد فقدوا الثمالا
ورفقا بالبرى فقدت جبالا

***

عزاءً أمةَ الإسلام فيه
ويا أبناءه وذويه  كونوا
تبارك ربنا فيكم ودامت
ويا رباه  أسعدْه   ببيت
يُمتَّعُُ فيه  من غير انقطاع

برُفقة  أفضل الرسل  المقفَّى
عليه  صلاة ربي والتحايا

 

ويا شنقيطُ صبرا  واحتمالا
لنا  في الصبر والتقوى  مثالا
مودتكم:  صفاءً واتصالا
من الفردوس  لا يخشى  انتقالا
ويُسعدُ لا كَلال  ولا مَلالا
وحسْبُك  ذاك  إحسانا وحالا
تعم ُّصِحابه طرًّا والاَ لا

 

كتبه: أحمد يوره بن محمد محمود بن الرباني

بتاريخ: 13-01-1431 هـ 29-12-2009 م

الرياضة

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025