تاريخ الإضافة : 12.10.2009 09:15
الشاعرالشيخ أحمد ولد البان للأخبار: أتمنى أن ألقي قصيدة الجلاء في الأقصى المحرر
الشاعر ولد البان يقول إنه يتطلع إلى "أفق التحرير" ليكتب القصيدة التي تتأبى على القرطاس (تصوير الأخبار)
هو فنان مرهف وشاعر شاب كرَّس "فكرة الالتزام" في الشعر هنا على الرمال الموريتانية..، عندما يطلق السينفونية في الفضاء يأخذ منك بمجامع إعجابك . يرتل الشعر ترتيلا ويحبره تحبيرا ويصوغ منه للقدس لآلئ وجواهر لا تموت.
يقول عن الشعر إنه "قبس من السر المقدس في هذا الوجود".. التحم بالإبداع والتحم الإبداع به فكان شاعرا وسيم العبارة ندي الحنجرة جميل التصوير..
هو الشاعر الشيخ أحمد ولد البان الذي يحضر للماستر في الدراسات الأدبية بفاس بعدما تخرج هو الأول من شعبته بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية فنال منحة للدراسات العليا.
في هذه المقابلة يكشف الشيخ ولد البان عن التمتمات الشعرية الأولى ومسيرة العلاقة بالكلمة والحبر والقرطاس الممتدة عبر الوطن، ويقدم رؤيته للشعر والمنبر الذي يسكنه حلم اعتلائه (منبر الأقصى المحرر) .. وتفاصيل أخرى في السطور وبين السطور.. .
يقول عن الشعر إنه "قبس من السر المقدس في هذا الوجود".. التحم بالإبداع والتحم الإبداع به فكان شاعرا وسيم العبارة ندي الحنجرة جميل التصوير..
هو الشاعر الشيخ أحمد ولد البان الذي يحضر للماستر في الدراسات الأدبية بفاس بعدما تخرج هو الأول من شعبته بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية فنال منحة للدراسات العليا.
في هذه المقابلة يكشف الشيخ ولد البان عن التمتمات الشعرية الأولى ومسيرة العلاقة بالكلمة والحبر والقرطاس الممتدة عبر الوطن، ويقدم رؤيته للشعر والمنبر الذي يسكنه حلم اعتلائه (منبر الأقصى المحرر) .. وتفاصيل أخرى في السطور وبين السطور.. .
تطواف النشأة
الأخبار: أهلا بك وسهلا وبعد شكرنا لك نرجو منك أن تمهد لنا بكلمة عنك وعن بئتك التى نشأت فيها؟
الشيخ أحمد : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أشكر وكالة الأخبار المستقلة على اهتمامها بالساحة الأدبية مبدعيها وتطوراتها،
أنا ولدت 24/11/1978 في قرية أم امغيريف وهي قرية من قرى "أفِل" تقع بين كدى تنكار وكدى البطنان و تبعد 35 كلم غرب الطينطان هذا عن الميلاد .
أما بخصوص النشأة فقد نشأت في كل موريتانيا تقريبا حيث أن أبي رحمه الله كان دركيا تطوح به قرارات الدرك إلى كل ولاية ...
درست الكتاتيب (المحظرة) وسنوات الابتدائية بين انواكشوط وكيفة وباسكنو وقضيت أكثر فترات الطفولة في كيفة..
كان أبي مثقفا محافظا يحرص على أن نظل أنا وإخوتي تحت سمعه وبصره يقيم لنا المسابقات والمسامرات الشعرية ويشرف عليها ويوفر لنا الكتب والصحف و لا يسمح لنا بعقد الصداقات مع أي كان.
التمتمات الأولى
التمتمات الأولى
الشيخ أحمد ولد البان
من مواليد 1978 بالطينطان
درس الابتدائية والإعدادية "متجولا" في نواكشوط وباسكنو وكيفة
درس المرحلة الثانوية في المعهد السعودي والجامعية بالمعهد العالي
يحضر الآن للماستر في الدراسات الأدبية بجامعة سيد محمد بن عبد الله بفاس
يعد من أبرز الوجوه الشعرية الشابة في موريتانيا
يقول عن الشعر إنه "قبس من السر المقدس في هذا الوجود"
من مواليد 1978 بالطينطان
درس الابتدائية والإعدادية "متجولا" في نواكشوط وباسكنو وكيفة
درس المرحلة الثانوية في المعهد السعودي والجامعية بالمعهد العالي
يحضر الآن للماستر في الدراسات الأدبية بجامعة سيد محمد بن عبد الله بفاس
يعد من أبرز الوجوه الشعرية الشابة في موريتانيا
يقول عن الشعر إنه "قبس من السر المقدس في هذا الوجود"
الأخبار: ما ذا عن بداياتك الشعرية
الشيخ أحمد: أما عن بداياتي الشعرية فقد كنت منذ الصغر أحس بناموس الشعر من خلال سرعة حفظي للأناشيد والمقطوعات الشعرية وانجذابي لها
و كانت أول محاولة شعرية لي سنة 1992 حين كنت أدرس في إعدادية كيفة وقد قمت بمعارضة لنشيد كنا حفظناه أيام الابتدائية عرفت فيما بعد أنه للشاعر الكبير أحمدو بن عبد القادر وهو نشيد يقول:
شباب البلاد هلموا نجب نداء الحقوق ولا نحتجب
هلموا لنرفع بند العلا بعزم يشتت شمل التعب
......
....
وقد نسيت الأبيات التي عارضت بها النشيد وهي متكسرة عروضيا أذكر منها:
شباب البلاد تعالوا نجب نداء البلاد وقوم العرب
فإن العرب كانوا هنا أسودا تعالوا بغير تعب.. إلخ
الأخبار: هل هذا هو أقدم شيئ تحفظه الآن من شعرك الأول؟
الشيخ أحمد: لا أقدم ما أتذكر من شعري هو قصيدة بعنوان "هل عرفت الحب":
هل عرفت الحب قبلي يا مليحة العيون
كان حتما لو عرفت أن تريحيني لحيني
بت ليلي في هموم والمآسي ترتديني
أتلظى في جحيم من شكوكي وظنوني
......( كانت من بداياتي الأولى وذلك ظاهر في عروضها)
الأخبار: من كان يشجعك وعلى من كنت تعرض باكورة إنتاجك ؟
الشيخ أحمد: حين كنت أشعر بوخز ناموس الشعر و أتعرض لنوبات مسه الأولى كان والدي رحمه الله يشجعني على ذلك السجع الذي كنت أقوم به ويستزيدني منه وهو سجع متعلق بأحلام الطفولة واهتمامات الطفولة مثل:
هذه بقرة وهذه شجرة وهذه تمرة ...وغير ذلك من إرهاصات،
بعد ذلك وتحديدا سنة 1990 تجاوزت إلى الإعدادية في كيفة رفقة زميلي الشاعر أيوب بن محمد محمود النجاشي الذي كان حينها يكتب شعرا مستقيم الوزن والمعنى يشارك به في المسابقات ويحضر به أنشطة نادي شنقيط بكيفة،
وقد كنت أعرض علي صديقي أيوب التجارب الأولى ليقيم لي وزنها ويعرض هو علي تجاربه لأنقد له المعاني والأساليب..فكانت بيننا بذلك إذا ثقة متبادلة..
بعد أن حصلت على شهادة الدروس الإعدادية 1994 قرر والدي رحمه الله أن أتحول من التعليم الرسمي إلى المعهد السعودي بكيفه الذي وجدت به الفضاء المناسب والمكان الرحب لمواصلة تجربتي الشعرية من خلال الأنشطة الطلابية
ثم إن أحد الأساتذة في المعهد السعودي وهو الأستاذ محمد عبد الله بن أحمد حفظه الله الذي كان يدرسنا الأدب عرض علينا ذات يوم أن يخصص لنا إحدى الأمسيات ليعرض عليه كل من لديه موهبة ما جادت به قريحته ففرحنا بالمقترح
وفي المساء المحدد جئت مع سبعة من زملائي يحمل كل منا محاولته الشعرية وبدأنا إلقاء النصوص بخجل ظاهر..
شجعنا الأستاذ و تواعدنا المساء القادم فلم يحضر إلا أنا واثنان معي ثم في المساء الآخر حضرت وحدي فشجعني على المواصلة و تنبأ لي بمستقبل واعد مع الكلمة الشعرية
وكنت أعرض علي الأستاذ المذكور كل محاولاتي و عندما يجيزها أعرضها على أبي فيستمع إلي و يدعوني لألقي شعري على زملائه ومن هنا انطلق موكب القصيدة في فجاج روحي و شب "عمرو عن الطوق".
الأخبار: فترة طفولتك هل كان لها دور في صياغة شخصيتك كشاعر؟
الشيخ أحمد: بالتأكيد كانت قراءتي للشعر و متابعتي لما يلقى من قصائد في عيد الاستقلال وتشجيع والدي وحفظه لبعض النصوص الشعرية الوطنية أمور ساهمت في صياغة شخصيتي الشعرية
ولقد تطورت كثيرا حينما أهدى لي الوالد نسخة من ديوان"أصداء الرمال " لأحمدو بن عبد القادر وحصلت على نسخة من كتاب جواهر الأدب لأحمد الهاشمي
الشيخ أحمد: أما عن بداياتي الشعرية فقد كنت منذ الصغر أحس بناموس الشعر من خلال سرعة حفظي للأناشيد والمقطوعات الشعرية وانجذابي لها
و كانت أول محاولة شعرية لي سنة 1992 حين كنت أدرس في إعدادية كيفة وقد قمت بمعارضة لنشيد كنا حفظناه أيام الابتدائية عرفت فيما بعد أنه للشاعر الكبير أحمدو بن عبد القادر وهو نشيد يقول:
شباب البلاد هلموا نجب نداء الحقوق ولا نحتجب
هلموا لنرفع بند العلا بعزم يشتت شمل التعب
......
....
وقد نسيت الأبيات التي عارضت بها النشيد وهي متكسرة عروضيا أذكر منها:
شباب البلاد تعالوا نجب نداء البلاد وقوم العرب
فإن العرب كانوا هنا أسودا تعالوا بغير تعب.. إلخ
الأخبار: هل هذا هو أقدم شيئ تحفظه الآن من شعرك الأول؟
الشيخ أحمد: لا أقدم ما أتذكر من شعري هو قصيدة بعنوان "هل عرفت الحب":
هل عرفت الحب قبلي يا مليحة العيون
كان حتما لو عرفت أن تريحيني لحيني
بت ليلي في هموم والمآسي ترتديني
أتلظى في جحيم من شكوكي وظنوني
......( كانت من بداياتي الأولى وذلك ظاهر في عروضها)
الأخبار: من كان يشجعك وعلى من كنت تعرض باكورة إنتاجك ؟
الشيخ أحمد: حين كنت أشعر بوخز ناموس الشعر و أتعرض لنوبات مسه الأولى كان والدي رحمه الله يشجعني على ذلك السجع الذي كنت أقوم به ويستزيدني منه وهو سجع متعلق بأحلام الطفولة واهتمامات الطفولة مثل:
هذه بقرة وهذه شجرة وهذه تمرة ...وغير ذلك من إرهاصات،
بعد ذلك وتحديدا سنة 1990 تجاوزت إلى الإعدادية في كيفة رفقة زميلي الشاعر أيوب بن محمد محمود النجاشي الذي كان حينها يكتب شعرا مستقيم الوزن والمعنى يشارك به في المسابقات ويحضر به أنشطة نادي شنقيط بكيفة،
وقد كنت أعرض علي صديقي أيوب التجارب الأولى ليقيم لي وزنها ويعرض هو علي تجاربه لأنقد له المعاني والأساليب..فكانت بيننا بذلك إذا ثقة متبادلة..
بعد أن حصلت على شهادة الدروس الإعدادية 1994 قرر والدي رحمه الله أن أتحول من التعليم الرسمي إلى المعهد السعودي بكيفه الذي وجدت به الفضاء المناسب والمكان الرحب لمواصلة تجربتي الشعرية من خلال الأنشطة الطلابية
ثم إن أحد الأساتذة في المعهد السعودي وهو الأستاذ محمد عبد الله بن أحمد حفظه الله الذي كان يدرسنا الأدب عرض علينا ذات يوم أن يخصص لنا إحدى الأمسيات ليعرض عليه كل من لديه موهبة ما جادت به قريحته ففرحنا بالمقترح
وفي المساء المحدد جئت مع سبعة من زملائي يحمل كل منا محاولته الشعرية وبدأنا إلقاء النصوص بخجل ظاهر..
شجعنا الأستاذ و تواعدنا المساء القادم فلم يحضر إلا أنا واثنان معي ثم في المساء الآخر حضرت وحدي فشجعني على المواصلة و تنبأ لي بمستقبل واعد مع الكلمة الشعرية
وكنت أعرض علي الأستاذ المذكور كل محاولاتي و عندما يجيزها أعرضها على أبي فيستمع إلي و يدعوني لألقي شعري على زملائه ومن هنا انطلق موكب القصيدة في فجاج روحي و شب "عمرو عن الطوق".
الأخبار: فترة طفولتك هل كان لها دور في صياغة شخصيتك كشاعر؟
الشيخ أحمد: بالتأكيد كانت قراءتي للشعر و متابعتي لما يلقى من قصائد في عيد الاستقلال وتشجيع والدي وحفظه لبعض النصوص الشعرية الوطنية أمور ساهمت في صياغة شخصيتي الشعرية
ولقد تطورت كثيرا حينما أهدى لي الوالد نسخة من ديوان"أصداء الرمال " لأحمدو بن عبد القادر وحصلت على نسخة من كتاب جواهر الأدب لأحمد الهاشمي
السحر المنتظر
الأخبار: ما هو الحلم الأكبر الذي كنت تتمنى تحقيقه في الحياة؟
الشيخ أحمد: في الحقيقة أن الإنسان مقبرة أحلام ...ثم إن أحلام الطفولة جميلة ولكنها ليست استراتيجية...كنت أحلم أيام الطفولة أن أكون مؤلفا أرى اسمي مشهورا على غلاف كتاب...
ثم تطور الحلم بعد ذلك ليصبح حلمي الأكبر أن أكون شاعرا... أما الآن فقد قتلت الحياة الحديثة الحلم في الإنسان لأنها قتلت فيه إحساس الإنسان و عوضته نظام الآلة.
الأخبار: من كان يعجبك من الشعراء في بداية مرحلتك الشعرية الأولي ولماذا؟
الشيخ أحمد: عند بدايات قراءتي للشعر أعجبت بالشاعر الكبير أحمدو بن عبد القادر ثم بأبي القاسم الشابي ثم بأبي العلاء المعري...والسبب هو أن هؤلاء الثلاثة هم أول من تعرفت عليه وقرأت شعره أما الآن فقد تغيرت الرؤية وتحول الاهتمام.
الأخبار:كم يقدر عدد نصوصك الآن ولماذا لم تصدر ديوانا لحد الآن؟
الشيخ أحمد : عندي مما أقتنيه الآن 40 نصا تقريبا ما بين قصيدة ومقطوعة..لكن ما كتبته أكثر من ذلك... ذلك أني لا أحتفظ إلا بشعري الذاتي أما ما أكتبه في المناسبات فهو ذو لحظات آنية لا أهتم به .
أما عن إصدار ديوان شعري فقد طلبت مني رابطة الكتاب والأدباء الموريتانيين مرتين أن تنشر لي ديوانا ، لكني لم أوافق لأني لم أجد حينها من نفسي رغبة في ذلك.
وقد قرأت أخيرا الدواوين التي نشرت لزملائي فشجعني ذلك على التريث..
.إن النشر بالنسبة لي يجب أن يكون الهدف منه إثراء الساحة الثقافية و ليس فقط الحضور الإعلامي
إن الأدب عموما والشعر خاصة يأخذ سلطته على النفوس من خلال قوة الروح الإبداعية الكامنة فيه وليس من خلال جبروت الآلة الإعلامية التي تروجه..ولذلك نرى شعراءَ يخرج شعرهم من تحت ركام التغييب و آخرين تموت قصائدهم عبر الأثير.
إني أرى أن على الشاعر أن لا ينشر من شعره إلا النص الذي يرى أنه أصبح قادرا على العيش خارج مهد الهدهدة الشعرية وعلى التنفس بدون الحبل السري للشاعر.
وأنا لا زلت أنتظر من ملهمات الشعر أن يأتينني بسحر عظيم أخرج به للجماهير و أوجه به مسار القافلة الشعرية الموريتانية بل و العربية، إلا أني وتحت إلحاح الزملاء والجمهور أصبحت أفكر في النشر لكنه مجرد تفكير فقط.
الشيخ أحمد: في الحقيقة أن الإنسان مقبرة أحلام ...ثم إن أحلام الطفولة جميلة ولكنها ليست استراتيجية...كنت أحلم أيام الطفولة أن أكون مؤلفا أرى اسمي مشهورا على غلاف كتاب...
ثم تطور الحلم بعد ذلك ليصبح حلمي الأكبر أن أكون شاعرا... أما الآن فقد قتلت الحياة الحديثة الحلم في الإنسان لأنها قتلت فيه إحساس الإنسان و عوضته نظام الآلة.
الأخبار: من كان يعجبك من الشعراء في بداية مرحلتك الشعرية الأولي ولماذا؟
الشيخ أحمد: عند بدايات قراءتي للشعر أعجبت بالشاعر الكبير أحمدو بن عبد القادر ثم بأبي القاسم الشابي ثم بأبي العلاء المعري...والسبب هو أن هؤلاء الثلاثة هم أول من تعرفت عليه وقرأت شعره أما الآن فقد تغيرت الرؤية وتحول الاهتمام.
الأخبار:كم يقدر عدد نصوصك الآن ولماذا لم تصدر ديوانا لحد الآن؟
الشيخ أحمد : عندي مما أقتنيه الآن 40 نصا تقريبا ما بين قصيدة ومقطوعة..لكن ما كتبته أكثر من ذلك... ذلك أني لا أحتفظ إلا بشعري الذاتي أما ما أكتبه في المناسبات فهو ذو لحظات آنية لا أهتم به .
أما عن إصدار ديوان شعري فقد طلبت مني رابطة الكتاب والأدباء الموريتانيين مرتين أن تنشر لي ديوانا ، لكني لم أوافق لأني لم أجد حينها من نفسي رغبة في ذلك.
وقد قرأت أخيرا الدواوين التي نشرت لزملائي فشجعني ذلك على التريث..
.إن النشر بالنسبة لي يجب أن يكون الهدف منه إثراء الساحة الثقافية و ليس فقط الحضور الإعلامي
إن الأدب عموما والشعر خاصة يأخذ سلطته على النفوس من خلال قوة الروح الإبداعية الكامنة فيه وليس من خلال جبروت الآلة الإعلامية التي تروجه..ولذلك نرى شعراءَ يخرج شعرهم من تحت ركام التغييب و آخرين تموت قصائدهم عبر الأثير.
إني أرى أن على الشاعر أن لا ينشر من شعره إلا النص الذي يرى أنه أصبح قادرا على العيش خارج مهد الهدهدة الشعرية وعلى التنفس بدون الحبل السري للشاعر.
وأنا لا زلت أنتظر من ملهمات الشعر أن يأتينني بسحر عظيم أخرج به للجماهير و أوجه به مسار القافلة الشعرية الموريتانية بل و العربية، إلا أني وتحت إلحاح الزملاء والجمهور أصبحت أفكر في النشر لكنه مجرد تفكير فقط.
السر المقدس
الأخبار :ما هو تصورك عن دور الشعر والشاعر في الحياة؟
الشيخ أحمد: الشعر بالنسبة لي قبس من السر المقدس في هذا الوجود ...روح طاهر و طائر ميمون...
وكنت دائما أقول في أحاديثي العادية إنه إذا كان الله أوحى إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات واسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، فإنه أوحى إلى الشاعر أن يجوب عالم النفس البشرية
هكذا كنت أقول.. نعم! أن يجوب عالم النفس البشرية و يجوس خلال ديار السابقين و يقرأ صفحة الكون المهجورة ويتسور على الواقع مطلعا على ما وراء الشخوص ليخرج من مخياليه عرائس من كلمه الشعري فيها الكشف عن سر البشرية والتسبيح بجمال الوجود ونبوءة الزمن الأخير .
الشعر هو السر الذي مازال معجزا للإنسان ، فيه من السحر تأثيره ومن الفكر إقناعه ومن المتعة إغواؤها...والشاعر هو الإنسان الفاضل أو هكذا يجب أن يكون..
إن حس الشاعر المرهف وذوقه الرفيع و مثاليته الحالمة هي مقومات إنسان جيد، لكن الشاعر مثل الزهرة فكما أن الزهرة يذبل نضارتها فرك الأيدي فإن الشاعر يفسده التطلع الخسيس ولو كان حتى المتنبي ...لا بد للشاعر من مسكة من الشرف و بعض من الكبرياء..
قصيدة الجلاء
الأخبار: يطغى الحضور الفلسطيني عندك لماذا؟ وهل تحرر قصائد الشعراء المقدس المسلوب؟
الشيخ أحمد: أنا من جيل ولد في المأساة و من الطبيعي أن ترتسم على قسمات وجهي/شعري.. تباريح الأرض وأن تسمع في صوتي أصداء الجراح...هكذا أجبت سنة2004 برنامج "خيمة الشعر"الذي تنظمه التلفزة الوطنية حين كانوا يعترضون على بعض النصوص الشبابية المشاركة في السمر-و منها قصائدي- بأنها غير مناسبة لسمر شعري للإمتاع وكنت أصر على قراءة تلك النصوص...
إنني حددت مسار القصيدة عندي في أبيات ألقيتها في البرنامج المذكور:
لا أكتب الشعر إلا حين أحمله ** هما يسافر في أحشاء أحشـــــائي
جرحا ينز بآهــــــاتي وزلزلة ** في بؤرة الذات تنفي غير سيمائي
ما بعت حرفي ولا تاجرت قافية ** أوقفتها لـــبنـــــاء العــــالم الجائي
أوقفتها لأنين الطفـــــل أرصده** في ظلمة الليل يشكو مس ضرائي
أحنو عليه كأم ودعـــــــته على **كره و أحضنه حضـــــن الأشقاء
فهكذا الشعر عندي لو تخالفني ** نفسي عليه لكــــنت الهاجر النائي
وأنا أعتبر الكلمة الشعرية والهتاف الشعري والتعبير الشعري جنودا في معركة التحرير و أتمنى أن ألقي قصيدة الجلاء في أول مهرجان يقام بباحة الأقصى بعد تحريره ورحيل الغاصبين.
الشيخ أحمد: أنا من جيل ولد في المأساة و من الطبيعي أن ترتسم على قسمات وجهي/شعري.. تباريح الأرض وأن تسمع في صوتي أصداء الجراح...هكذا أجبت سنة2004 برنامج "خيمة الشعر"الذي تنظمه التلفزة الوطنية حين كانوا يعترضون على بعض النصوص الشبابية المشاركة في السمر-و منها قصائدي- بأنها غير مناسبة لسمر شعري للإمتاع وكنت أصر على قراءة تلك النصوص...
إنني حددت مسار القصيدة عندي في أبيات ألقيتها في البرنامج المذكور:
لا أكتب الشعر إلا حين أحمله ** هما يسافر في أحشاء أحشـــــائي
جرحا ينز بآهــــــاتي وزلزلة ** في بؤرة الذات تنفي غير سيمائي
ما بعت حرفي ولا تاجرت قافية ** أوقفتها لـــبنـــــاء العــــالم الجائي
أوقفتها لأنين الطفـــــل أرصده** في ظلمة الليل يشكو مس ضرائي
أحنو عليه كأم ودعـــــــته على **كره و أحضنه حضـــــن الأشقاء
فهكذا الشعر عندي لو تخالفني ** نفسي عليه لكــــنت الهاجر النائي
وأنا أعتبر الكلمة الشعرية والهتاف الشعري والتعبير الشعري جنودا في معركة التحرير و أتمنى أن ألقي قصيدة الجلاء في أول مهرجان يقام بباحة الأقصى بعد تحريره ورحيل الغاصبين.
تجدد الطبقة الشعرية
الأخبار: كيف ترى الساحة الثقافية والشعرية في المشهد الموريتاني اليوم ؟
الشيخ أحمد: أرى أن هناك ململة للمشهد الشعري الموريتاني في السنوات الأخيرة والسبب ليس داخليا وإنما لعبت المسابقات الدولية الشعرية دورا في تحريك هذا المشهد فحاولت الجهات الرسمية والأطر الأدبية التحرك على إيقاعه
هذا التحرك الذي بدأ يحدث في الساحة هو أمر محمود نرجو أن يتعزز و يتطور، فالشعر جزء من المشروع النهضوي للأمة وجزء من البناء التنموي للوطن، و كل جهد يبذل للنهوض بالقصيدة الموريتانية هو جهد لتوعية المجتمع وبناء ثقافته وشحذ هممه
لكن مع ذلك حذار من "التفعيل القطبي" بمعنى أن تظل وسائل الإعلام والامتيازات والأوسمة تمنح على أساس الولاء السياسي وليس على أساس الإبداع فإن ذلك نذير انهيار الشعر ومن ثم الشعراء.
الأخبار: ما هو تقييمك لمستوى الحضور الشبابي في الساحة الشعرية عندنا ؟ وكيف أستفدتم من تجديد الطبقة الشعرية علي الأقل في البلاد؟
الشيخ أحمد: الشعراء الشباب بدأوا مسيرة الفاعلية منذ 2000 تقريبا ومنذ ذلك الحين والمشهد الشعري الشبابي يتطور وتم إنشاء عدة أطر شبابية منها مجموعة بيت القصيد التي تحولت إلى منتدى بيت القصيد الموريتاني ثم منتدى الشعراء الموريتانيين الشباب،
أيضا في السنوات الأخيرة نشرت دواوين لبعض الشعراء الشباب مثل جاكيتى الشيخ سك ومحمد عبد الله بن الشيباني وغيرهم مما يمثل حراكا شبابيا في الساحة .
لكنني لا أرى أن الطبقة الشعرية تجددت بشكل كامل وإنما أصبحت هناك أجيال متمايزة في رؤيتها للشعر و تجربتها فيه.
الأخبار:من يعجبك الآن من الشعراء الأحياء ومن يعجبك من الشعراء الأموات ؟
الشيخ أحمد: السؤال في الحقيقة صعب ذلك أني لا أعجب بشاعر واحد بشكل كامل وإنما أعجب ببعض القصائد لشاعر ولا أعجب بشعره الآخر لكن بشكل عام يعجبني من فطاحلة الشعراء المعري و البردوني و عمر أبو ريشه.
الأخبار: ما هو رأيك في شعراء شنقيط الأقدمين ومن تفضل منهم؟
الشيخ أحمد: الحقيقة شعراء شنقيط الأقدمون كلهم أفاضل و مبدعون ولكني أفضل أكثر محمد بن الطلبة و سيد محمد بن الشيخ سيديا
الشيخ أحمد: أرى أن هناك ململة للمشهد الشعري الموريتاني في السنوات الأخيرة والسبب ليس داخليا وإنما لعبت المسابقات الدولية الشعرية دورا في تحريك هذا المشهد فحاولت الجهات الرسمية والأطر الأدبية التحرك على إيقاعه
هذا التحرك الذي بدأ يحدث في الساحة هو أمر محمود نرجو أن يتعزز و يتطور، فالشعر جزء من المشروع النهضوي للأمة وجزء من البناء التنموي للوطن، و كل جهد يبذل للنهوض بالقصيدة الموريتانية هو جهد لتوعية المجتمع وبناء ثقافته وشحذ هممه
لكن مع ذلك حذار من "التفعيل القطبي" بمعنى أن تظل وسائل الإعلام والامتيازات والأوسمة تمنح على أساس الولاء السياسي وليس على أساس الإبداع فإن ذلك نذير انهيار الشعر ومن ثم الشعراء.
الأخبار: ما هو تقييمك لمستوى الحضور الشبابي في الساحة الشعرية عندنا ؟ وكيف أستفدتم من تجديد الطبقة الشعرية علي الأقل في البلاد؟
الشيخ أحمد: الشعراء الشباب بدأوا مسيرة الفاعلية منذ 2000 تقريبا ومنذ ذلك الحين والمشهد الشعري الشبابي يتطور وتم إنشاء عدة أطر شبابية منها مجموعة بيت القصيد التي تحولت إلى منتدى بيت القصيد الموريتاني ثم منتدى الشعراء الموريتانيين الشباب،
أيضا في السنوات الأخيرة نشرت دواوين لبعض الشعراء الشباب مثل جاكيتى الشيخ سك ومحمد عبد الله بن الشيباني وغيرهم مما يمثل حراكا شبابيا في الساحة .
لكنني لا أرى أن الطبقة الشعرية تجددت بشكل كامل وإنما أصبحت هناك أجيال متمايزة في رؤيتها للشعر و تجربتها فيه.
الأخبار:من يعجبك الآن من الشعراء الأحياء ومن يعجبك من الشعراء الأموات ؟
الشيخ أحمد: السؤال في الحقيقة صعب ذلك أني لا أعجب بشاعر واحد بشكل كامل وإنما أعجب ببعض القصائد لشاعر ولا أعجب بشعره الآخر لكن بشكل عام يعجبني من فطاحلة الشعراء المعري و البردوني و عمر أبو ريشه.
الأخبار: ما هو رأيك في شعراء شنقيط الأقدمين ومن تفضل منهم؟
الشيخ أحمد: الحقيقة شعراء شنقيط الأقدمون كلهم أفاضل و مبدعون ولكني أفضل أكثر محمد بن الطلبة و سيد محمد بن الشيخ سيديا
منطق الطير
الأخبار: الشيخ أحمد أنت كإنسان ماذا تحب وماذا تكره؟
الشيخ أحمد: سؤال طريف!! أنا كإنسان أحب الجمال في كل شيء في التعبير و التفكير والتعامل وأكره القبح في كل شيء وتعجبني قولة الشاعر إدي بن آدبه "القبح يؤلم مقلة الفنان"
إنني يسحرني جمال الطبيعة وأفهم لغة الروح جيدا وتأسرني أغاني الطيور بل أكاد أقول أنني علمت منطق الطير.
الأخبار: ما هي أصعب لحظة شعرية مرت عليك في تجربتك؟
الشيخ أحمد : كل لحظات الشعر صعبة وقاسية ومخاض القصيدة عسير لكن أصعب اللحظات الشعرية بالنسبة لي هي تلك التي ينتزعني رنين الهاتف النقال منها و أنا في سورة حلمها المقدس...قاتل الله الهاتف إنه عدو الإبداع...
من خلال تجربتي الشعرية عرفت أن الشعر مس من الجنون...كنت سابقا عندما أريد أن أقرض الشعر أمشي على قدمي فأرى الناس ترمقني وأنا مستغرق في التمتمة فيستغربون حالتي .. ولذلك أصبحت أختبئ حين يتملكني إحساس بمخاض القصيدة..
آخر نص
الأخبار:نرجو منك أن تختم لنا بأبيات من إبداعاتك الطرية
الشيخ أحمد: آخر ما كتبت كان من وحي الخريف و التجوال في مرابع الطفولة والصبا خلال أشهر العطلة حيث كنت أرحل بين كثبان "أفل" وجباله فكتبت المقطوعة التالية:
خطاك على خطو الصبا تستعيدها **وأحلام نفس بالأماني تؤودها
وعنقود عمر تلقط اليوم دره **على سفح أعوام تدانى بعيدها
أمد يد الذكرى إليها فترتمي**على حضن كفي يمنح الدفىء جيدها
ترى هل ظلال الأيك تعرف سحنتي** لتحضنني حتى كأني وحيدها
أتحفظ ما خبأت في حدقاتها **أتذكره تدري بأني وليدها
أيذكرني هذا الغمام إذا دنت** هيادبه وامتد في الأفق سودها
أما فيه من نفسي صباها وطهرها **أما منه روحي إلفها وشرودها
أتدري حمامات الحمى أن شاعرا** صغير الهوى غناه يوما نشيدها
وأرجوحة ندمانها الحب والمنى** بربك هل إن جئت يوما تميدها
و أحلام طير لم تزل زقزقاتها **تناغيك والأيام يبلى جديدها
نخبئ في أعشاشها ذكرياتنا** وأفراخها في كل يوم نعودها
فنرقب ريشا بالقوادم يمتري** ونمضي فنحن اليوم لا..لا نريدها
ونأتي وقد ريشت خوافي جناحها** فنتركها حتى غد نستزيدها
ونبكي إذا نادى الغمام حنينها** فلبت وما عاد البكا يستعيدها
الشيخ أحمد: آخر ما كتبت كان من وحي الخريف و التجوال في مرابع الطفولة والصبا خلال أشهر العطلة حيث كنت أرحل بين كثبان "أفل" وجباله فكتبت المقطوعة التالية:
خطاك على خطو الصبا تستعيدها **وأحلام نفس بالأماني تؤودها
وعنقود عمر تلقط اليوم دره **على سفح أعوام تدانى بعيدها
أمد يد الذكرى إليها فترتمي**على حضن كفي يمنح الدفىء جيدها
ترى هل ظلال الأيك تعرف سحنتي** لتحضنني حتى كأني وحيدها
أتحفظ ما خبأت في حدقاتها **أتذكره تدري بأني وليدها
أيذكرني هذا الغمام إذا دنت** هيادبه وامتد في الأفق سودها
أما فيه من نفسي صباها وطهرها **أما منه روحي إلفها وشرودها
أتدري حمامات الحمى أن شاعرا** صغير الهوى غناه يوما نشيدها
وأرجوحة ندمانها الحب والمنى** بربك هل إن جئت يوما تميدها
و أحلام طير لم تزل زقزقاتها **تناغيك والأيام يبلى جديدها
نخبئ في أعشاشها ذكرياتنا** وأفراخها في كل يوم نعودها
فنرقب ريشا بالقوادم يمتري** ونمضي فنحن اليوم لا..لا نريدها
ونأتي وقد ريشت خوافي جناحها** فنتركها حتى غد نستزيدها
ونبكي إذا نادى الغمام حنينها** فلبت وما عاد البكا يستعيدها







