تاريخ الإضافة : 25.07.2009 14:44
"مخيس".. من محاكاة القصص المصورة إلى رسومات الكتب المدرسية
يتحدث الفنان التشكيلي المختار ولد البخاري الملقب "مخيس" في هذا الحوار عن بداياته في الفن التشكيلي مع كتب القصص المصورة التي كان يحاكي رسومها وهو في السنة الأولى ابتدائية، ثم عمله مع همام في سينما المنى حيث كان يرسم الاكليشات السينمائية، ويستعرض تطور تجربته الفنية حتى أصبح ضيفا دائما في الكرنفالات الإفريقية.
البداية.. محاكاة
البدايات الفنية ل"مخيس" ( 53 سنة) كانت بسيطة كما يتذكر الآن؛ ففي السنة الأولى من المدرسة الابتدائية اكتشف كتب القصص المصورة ( la bande dessinée ) وأعجب بها، فبدأ يحاكي رسومها ويوزعها على زملائه في المدرسة وقد لقي تشجيعا من طرف أقاربه وأساتذته مما جعله يواصل محاكاة هذه الرسوم.
بعد ذلك تشجع "مخيس" وبدأ ينتقل من محاكاة القصص المصورة إلى محاكاة الاكليشات التي تعلقها دور السينما واشتهر بذلك بين زملائه حتى اكتشفه رسام كندي كان في موريتانيا تلك الأيام.
وحسب رواية "مخيس" لتلك الفترة، فإن الرسام الكندي( دنيس ريد) الذي كان مُدرّساً متطوعا في مدرسة تكوين المعلمين سمع به عندما التقى ببعض التلاميذ الذين قدموا إلى نواكشوط من روصو وكانوا يتعلمون فن الرسم فحدثوه عن "مخيس" بوصفه رساما ناشئا يمتلك مهارة فذة فذهب الرسام الكندي إلى روصو للبحث عن هذا (الرسام الصغير)، "وحين اكتشف موهبتي طلب من عمي أن يأذن له في اصطحابي إلى نواكشوط لتدريبي، فأذن له وذهبت إلى نواكشوط لأول مرة سنة 1974".
.
البداية.. محاكاة
البدايات الفنية ل"مخيس" ( 53 سنة) كانت بسيطة كما يتذكر الآن؛ ففي السنة الأولى من المدرسة الابتدائية اكتشف كتب القصص المصورة ( la bande dessinée ) وأعجب بها، فبدأ يحاكي رسومها ويوزعها على زملائه في المدرسة وقد لقي تشجيعا من طرف أقاربه وأساتذته مما جعله يواصل محاكاة هذه الرسوم.
بعد ذلك تشجع "مخيس" وبدأ ينتقل من محاكاة القصص المصورة إلى محاكاة الاكليشات التي تعلقها دور السينما واشتهر بذلك بين زملائه حتى اكتشفه رسام كندي كان في موريتانيا تلك الأيام.
وحسب رواية "مخيس" لتلك الفترة، فإن الرسام الكندي( دنيس ريد) الذي كان مُدرّساً متطوعا في مدرسة تكوين المعلمين سمع به عندما التقى ببعض التلاميذ الذين قدموا إلى نواكشوط من روصو وكانوا يتعلمون فن الرسم فحدثوه عن "مخيس" بوصفه رساما ناشئا يمتلك مهارة فذة فذهب الرسام الكندي إلى روصو للبحث عن هذا (الرسام الصغير)، "وحين اكتشف موهبتي طلب من عمي أن يأذن له في اصطحابي إلى نواكشوط لتدريبي، فأذن له وذهبت إلى نواكشوط لأول مرة سنة 1974".
.
في نواكشوط وعلى يد هذا الرسام الكندي اكتشف مخيس "عالم الألوان"، وأبصر لأول مرة ذلك الكائن الذي طالما رأى تشكيلاته الجميلة دون أن يراه.. رأى "الريشة" بعد ما كان يرى الرسوم فقط دون أن يعرف أن أداة بسيطة كهذه هي التي تصنع هذا الجمال الأخاذ.
(تعرفت على الريشة وكيفية استخدامها وتعلمت مزج الألوان وأني أستطيع صنع لون جديد من عدة ألوان: مثلا من خلال خلط الأحمر والأصفر أحصل على البرتقالي ومن خلال الأزرق والأصفر أحصل على الأخضر وهكذا..) .
من المعارض التجريبية.. إلى المعارض الإفريقية
الفنان"مخيس" الذي ستعرفه العواصم الأفريقية حاملاً لوحاته في معارض ومهرجانات فنية، أقام أول معرض له سنة بعد قدومه إلى نواكشوط (1975).."فقد تعرفت على رسام مالي يتدرب هو أيضا على يد "دنيس ريد" وعندما أتقنت الرسم على اللوحات والقماش أقمنا معرضا تجريبيا وكانت لوحاته رسوما واقعية من الطبيعة الموريتانية تتميز بالبساطة؛ لأننا كنا في بداية المشوار".
اشتغل "مخيس" لفترة في سينما "المنى" مع المرحوم "همام"، حيث كان يرسم اكليشات العروض السينمائية. وفي سنة 1975 أقام مع مجموعة من الفنانين الموريتانيين أول معرض فني في موريتانيا في دار الثقافة وبرعاية حكومية وحضور رئيس الدولة في تلك الأيام المقدم محمد خونة ولد هيداله.
" أذكر من أولئك الفنانين الذين شاركوني المعرض : آن ممدو، وان بوبكر، شمس الدين، عباس سليمان، ابراهيم افال وآخرون".
كما يتذكر "مخيس" أن ذلك المعرض شهد أول إهمال للفن التشكيلي؛ حيث أن وزارة الثقافة صرفت جوائز كانت السفارة الألمانية الممولة للمعرض قد خصصتها للرسامين إلى مجموعة كانت تتدرب على الطباعة على الأوفست في المطبعة الوطنية.
مسار "مخيس" الفني حمله إلى معارض إفريقية عديدة؛ فقد شارك في خمسة معارض في داكار في إطار المهرجانين المشهورين "Festival gaz " كما شارك في العاصمة المالية باماكو في مهرجان عن نهر النيجر .
كما مر في مسيرته المهنية والفنية بمحطات أخرى مختلفة، يرويها لـ"الأخبار": "فقد أسست سنة 1984 أول ورشة خط يديرها موريتاني، حيث لم يكن في نواكشوط يومها إلا ورشتين، إحداهما يديرها خطاط يسمى "ديستيلي" من بنين والثانية يمتلكها بوركينابي يدعى "دمبري"، ومن ورشتي هذه تخرج أكثر من نصف الخطاطين الموريتانيين".
وفي سنة 98 شارك في تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين الموريتانيين، وتقلد منصب أمين الخزينة في مكتبها التنفيذي قبل أن ينسحب منها ويؤسس مع الفنان محمد ولد العاقب اتحادية الفنانين التشكيليين الموريتانيين لأسباب تعود لسوء التسيير حسب قوله. ولا يزال يرأس هذه الاتحادية حتى الآن.
"مخيس" مارس الكاريكتير السياسي لفترة في جريدة "موريتنايا الغد"، لكنه عدل عن هذا الفن الساخر "لأنه يسبب الكثير من المشاكل".
(تعرفت على الريشة وكيفية استخدامها وتعلمت مزج الألوان وأني أستطيع صنع لون جديد من عدة ألوان: مثلا من خلال خلط الأحمر والأصفر أحصل على البرتقالي ومن خلال الأزرق والأصفر أحصل على الأخضر وهكذا..) .
من المعارض التجريبية.. إلى المعارض الإفريقية
الفنان"مخيس" الذي ستعرفه العواصم الأفريقية حاملاً لوحاته في معارض ومهرجانات فنية، أقام أول معرض له سنة بعد قدومه إلى نواكشوط (1975).."فقد تعرفت على رسام مالي يتدرب هو أيضا على يد "دنيس ريد" وعندما أتقنت الرسم على اللوحات والقماش أقمنا معرضا تجريبيا وكانت لوحاته رسوما واقعية من الطبيعة الموريتانية تتميز بالبساطة؛ لأننا كنا في بداية المشوار".
اشتغل "مخيس" لفترة في سينما "المنى" مع المرحوم "همام"، حيث كان يرسم اكليشات العروض السينمائية. وفي سنة 1975 أقام مع مجموعة من الفنانين الموريتانيين أول معرض فني في موريتانيا في دار الثقافة وبرعاية حكومية وحضور رئيس الدولة في تلك الأيام المقدم محمد خونة ولد هيداله.
" أذكر من أولئك الفنانين الذين شاركوني المعرض : آن ممدو، وان بوبكر، شمس الدين، عباس سليمان، ابراهيم افال وآخرون".
كما يتذكر "مخيس" أن ذلك المعرض شهد أول إهمال للفن التشكيلي؛ حيث أن وزارة الثقافة صرفت جوائز كانت السفارة الألمانية الممولة للمعرض قد خصصتها للرسامين إلى مجموعة كانت تتدرب على الطباعة على الأوفست في المطبعة الوطنية.
مسار "مخيس" الفني حمله إلى معارض إفريقية عديدة؛ فقد شارك في خمسة معارض في داكار في إطار المهرجانين المشهورين "Festival gaz " كما شارك في العاصمة المالية باماكو في مهرجان عن نهر النيجر .
كما مر في مسيرته المهنية والفنية بمحطات أخرى مختلفة، يرويها لـ"الأخبار": "فقد أسست سنة 1984 أول ورشة خط يديرها موريتاني، حيث لم يكن في نواكشوط يومها إلا ورشتين، إحداهما يديرها خطاط يسمى "ديستيلي" من بنين والثانية يمتلكها بوركينابي يدعى "دمبري"، ومن ورشتي هذه تخرج أكثر من نصف الخطاطين الموريتانيين".
وفي سنة 98 شارك في تأسيس جمعية الفنانين التشكيليين الموريتانيين، وتقلد منصب أمين الخزينة في مكتبها التنفيذي قبل أن ينسحب منها ويؤسس مع الفنان محمد ولد العاقب اتحادية الفنانين التشكيليين الموريتانيين لأسباب تعود لسوء التسيير حسب قوله. ولا يزال يرأس هذه الاتحادية حتى الآن.
"مخيس" مارس الكاريكتير السياسي لفترة في جريدة "موريتنايا الغد"، لكنه عدل عن هذا الفن الساخر "لأنه يسبب الكثير من المشاكل".
من هذا المقر يكافح مخيس وزملاؤه من الفنانين في معركة الألوان في بلد يغلب على الأذواق فيه احادية الذوق
الواقع المزري للفن.. من المسؤول؟
وعند سؤاله عن تقويمه لواقع الفن التشكيلي في موريتانيا قال المختار ولد البخاري" مخيس" إن هذا الفن الجميل لا يجد الاهتمام والتذوق اللائق به، وعزا أسباب عزوف الموريتانيين عنه إلى اعتباره فنا غير أصيل في الثقافة الموريتانية.. "مثلا الشعر يجد إقبالا كبيرا، لأنه لصيق بوجدان الموريتانيين وركيزة في ثقافتهم".
لكن " مخيس" يستدرك ويقول إن الرسم غير غريب على الفلكلور الموريتاني "فالنحت على الأبواب في العمارة القديمة في ولاته نوع من فن الرسم، والرسومات التي تكتشف من وقت لآخر على الجبال نمط آخر وهكذا".
وفي تحديد المسؤول عن ضعف الثقافة التشكيلية قال مخيس إن غياب دروس الفنون الجميلة في المدرسة الموريتانية حاليا أنشأ أجيالا لا تتمتع بذائقة فنية.
وقال مخيس، الذي رسم أكثر من 800 رسم في الكتب المدرسية، إن عددا من المواطنين يترددون على اتحاديته بحثا عن دروس خصوصية في الفن التشكيلي، "لكننا نردهم لأن إمكانياتنا لا تسمح لنا بامتلاك الأدوات اللازمة في التدريس الفني".
ولا يُعفي الفنان مخيس وزارة الثقافة من المسؤولية عن تدهور الذائقة الفنية الوطنية قائلا إنها لا تقدم أي دعم للفنانين المكافحين من أجل ترسيخ الفنون الجميلة في الثقافة الموريتانية، مضيفا أن الفنانين بذلوا ما في وسعهم وحملوا المشعل الفني، ولكن الجانب الحكومي ظل غائبا على الدوام.
أما الإعلام الوطني وخاصة المستقل فإن مخيس يرى أن له دورا أساسيا في التعريف بمشكل الفنون الجميلة والتشكيلية منها بشكل خاص، "وحمل همّ التوعية بالفنون ولكنه لا يجد آذانا صاغية" يقول الفنان التشكيلي المختار ولد البخاري الملقب "مخيس" مختتما لقاءه بـ"الأخبار".
وعند سؤاله عن تقويمه لواقع الفن التشكيلي في موريتانيا قال المختار ولد البخاري" مخيس" إن هذا الفن الجميل لا يجد الاهتمام والتذوق اللائق به، وعزا أسباب عزوف الموريتانيين عنه إلى اعتباره فنا غير أصيل في الثقافة الموريتانية.. "مثلا الشعر يجد إقبالا كبيرا، لأنه لصيق بوجدان الموريتانيين وركيزة في ثقافتهم".
لكن " مخيس" يستدرك ويقول إن الرسم غير غريب على الفلكلور الموريتاني "فالنحت على الأبواب في العمارة القديمة في ولاته نوع من فن الرسم، والرسومات التي تكتشف من وقت لآخر على الجبال نمط آخر وهكذا".
وفي تحديد المسؤول عن ضعف الثقافة التشكيلية قال مخيس إن غياب دروس الفنون الجميلة في المدرسة الموريتانية حاليا أنشأ أجيالا لا تتمتع بذائقة فنية.
وقال مخيس، الذي رسم أكثر من 800 رسم في الكتب المدرسية، إن عددا من المواطنين يترددون على اتحاديته بحثا عن دروس خصوصية في الفن التشكيلي، "لكننا نردهم لأن إمكانياتنا لا تسمح لنا بامتلاك الأدوات اللازمة في التدريس الفني".
ولا يُعفي الفنان مخيس وزارة الثقافة من المسؤولية عن تدهور الذائقة الفنية الوطنية قائلا إنها لا تقدم أي دعم للفنانين المكافحين من أجل ترسيخ الفنون الجميلة في الثقافة الموريتانية، مضيفا أن الفنانين بذلوا ما في وسعهم وحملوا المشعل الفني، ولكن الجانب الحكومي ظل غائبا على الدوام.
أما الإعلام الوطني وخاصة المستقل فإن مخيس يرى أن له دورا أساسيا في التعريف بمشكل الفنون الجميلة والتشكيلية منها بشكل خاص، "وحمل همّ التوعية بالفنون ولكنه لا يجد آذانا صاغية" يقول الفنان التشكيلي المختار ولد البخاري الملقب "مخيس" مختتما لقاءه بـ"الأخبار".







