قد حاق بالدين في ذا العصر ما حاقا
وأظلمت جنبات الكون وانطمست
مضى الإمام الأجل (الناه) لا برحت
سقت ثراه روايا المزن مسبلة
مضى وطبقت الآفاق شهرته
أم القرى والقرى والخير أجمعه
فالشيخ إن غاب ما غابت فضائله
كأنما نجتلي في كل ثانية
ألم يكن قد بنى للقطر أجمعه
ألم يكن وسع الأقوام معرفة
ألم يكن مصدر الفتوى ومرجعها
فلم يرم فيه نقض العهد حين أبي
فطبق العدل لم يخش العواقب لم
ألم يكن حافظ الدنيا محدثها
ألم يكن مالك الفقه الصحيح ألم
ألم يكن لكتاب الله ذاكرة
ألم يكن مضرب الأمثال في ورع
ألم يكن أب أهل العلم مرشدهم
فكم أبان وأحي سنة ولكم
إذا تحدث في جمع الهداة رنوا
لله كم شنف الآذان منطقه
يا رب فارحمه رحمى منك شاملة
ظلا ظليلا وأكلا دائما وسنا
وبارك الله في الآل الكرام فلن
فهم بدور دياجى العصر ما فتئوا
ثم الصلاة على طه المبجل من
والآل والصحب ثم التابعين لهم

وأحدق الشر بالإسلام إحداقا
والرحب بالناس بعد الوسع قد ضاقا
عيه تغدق ريا المزن إغداقا
عشية وسقته الخير إشراقا
وعم إنفاقه العلمي آفاقا
صبرا سقيت من الخيرات رقراقا
وذكره لم يزل في الكون خفاقا
ثغرا بتسام ووجها منه براقا
ركنا من المجد في الأصقاع عملاقا
ألم يكن وسع الأقوام إنفاقا
ألم يحقق قضاء العدل إحقاقا
بعض سوى نقضه في الحكم ميثاقا
يرهب من الغير إرعادا أو ابراقا
حاكى القشيري تحديثا وإسحاقا
يحو المعاجم تقييدا وإطلاقا
في فهم معناه ظل الدهر سباقا
للخير والشر مفتاحا ومغلاقا
ألم يكن بلسما للجهل ترياقا
من بدعة أزهقت بالشيخ إزهاقا
وأطرقوا عند هذا الشيخ إطراقا
ومتع الكل آذانا وأحداقا
وهب له في جنان الخلد ما راقا
زيادة وشرابا ثم دفاقا
نخشى وهم معنا في المجد إملاقا
على الهدى مطبقين الدهر إطباقا
قد ساد كل الورى علما وأخلاقا
ما اشتاق مكة والغرا من اشتاقا