تاريخ الإضافة : 08.05.2009 23:48

إنا بفراقك يابداه لمحزونون

ياقلب إن طريــق العمـر فيه وحـــــل      وليس فيه لمن يبغي المقام محـل

والمسلك الوعر يحتاج الدليل فـــمـن      لم يستعن بدليل في المزالــق زل

ومنهج الرشد أسمـى ما تهــم بــــــه      أن تستــدل عليــــه أوعليــه تــدل

والطرق مشتبهات والدلائل شتـــــــــــى غيـر أن دليـل الـمـــــــستــدل أدل

فاصحب دليلك واستوضح سبيلك لا    يغررك انك لما يختــرمــك الاجـــل

فـلا يصد ك من أهـــــل الــددا ددن      ولا يصدك من البيض الخرائـد دل

إعدل الى العلماء الراسخين فهــــم      نورلمن عـن بنيات الطريـق عـــدل

تقـف إثرهــم كي لا تضـــل فمـــن      لم يقفهم حاد عن قصد السبيل وضل

وإن ظفـــرت بحـبل مـن حبالهــــم      فقـــم بـه وبـه اقـعـــد لا يصبك ملل

واشـــدد يديــك عليهم إنهــم ذهــب     وإن هـم ذهـبوا لـم يخلـفـوا بـبــــدل

والموت ياخذهـــم أخــذا بلامـهـــل     ولا مــــرد لمــا يـاتي بغيـــر مهــل

وهكذا ديـدن الأيــام دائبـــــــــــــة      تجني الأطايب بين الناس دون خجل

ماجـــل خطـــب ينسـي حر سابقـه     إلا تجــدد خـطب بعــد ذاك أجــــــل

                     *                   *                  *        

أمــا الـــذي منـح العين السهاد وأبــــــــكاها وكـره بالجفــن الكرى وحـظل

فإنما هو ما أملي عـلـيـك فـكــــــن     جـلدا إذ الداهم الخطب الجليل عضل

 تالله ماجــف دمــعي مـن تحــدره     فــي إثـر مــن كـان عنا قبل أمس قـفل

ولا تفيــأ ظـل الصبــر فـي خلدي     من بعد حر زوال الشمس أمس الاول

حتى دعـاني داع عـنــده نـبـــــــأ      تلقــاء مـوقـعه آنســـت نــار وجــــل

وافى يشـق صمـاخ الأذن فابتدرت     إليـه وطف دموع العين حين وصــل

ماكــان أحــوجنـي أنـي أصــم له     لو اقتضى صممي أن لايكون حصـل

أما الفــؤاد فما أدراه ذالك الـــــــــــــــــــــــا أن ادا عظيمـا لامحـالـة حــل

فقمـت أسـأل لا ألـوي عـلى أحـد     عمـن أخـاف عـليه أن يكـــون رحــل

وأنعـت الشيـخ أثناء السؤال ومـا      نعتي لمن هو فوق المشـتري وزحـل

قالوا ترحم على من أنـت ناعـتـه       وسلم الحكـم إذ أمـر القـضـاء نـــزل

فانهــد ركني لـولا أن تــداركنـي      أن المقـادير مقــضي بهـا فـي الازل

وأن مــاعنــد ربـي خيـر مـدخـر      وهل سوى ما لديه غير محض وهـل

فقلت ياقوم إنا للإله وإنـــــــــــــــــــــــا راجعــون إليـه والـدمــوع سـبـــل

يـــاهؤلاء أمـــا تــدرون أنكــــــــم     بمــــا تقـــولون تنعون الفضائـل بـل

تنعـــون أكرم منعوت وممتــــــدح     بعــد النبـي واصحاب القرون الاول

تنعــون عنـوان حــق مابـه دخـــن     مـستـــودع بجنــان ليــس فيه دخــل

تنعـون بـداه فالتنـزيل محتـجـــــب     والاجتهـاد مهيـض والحديـث معــل

تنعـونه وزمــام الخير في يـــــــده      قوموا لنعرف ماذاك الزمام فعــــل

قوموا نصــل على الدنيا فقد أفـلت      شـمــس الهــدى وتولى نجمه وأفل

وأصبــح الحــق مكروبا ومكتئبــا      أمـــا الضلال فمحفـوف بكـل جـذل

                   *                     *                  *

بــداه إن مـصاب النـاس فيك جلل      وإن فــقـدك بـالديــن القويم أخــــل

أخــل بالعلـم إعمـالا ومعــرفــــة       ويــح العـلـوم وتقـوى الله عز وجل

والسـنـة السمحـة الغرا أضر بهـا       وأدخل الخلـق المرضي أي خلـــل

أنت الــذي فتح الله العيون بـــــــه       إلى الهدى ووقى الألباب كل خبل

أنت الــــذي شـرح الله الصدور بـــــه      شرحا وأنهضها من غفلة وكســــل

صدعت بالأمــر والأصـوات خافتـــة      والعدل يشدخ والدين الحنيف يتـــل

فمـــــــــا عبأت بتهــديد ولاعـــــــــدة      ممن عدى علنا أو من أدى وختـــل

ولم  تزل بمواضي الحق تضرب أعـــــــــــناق الأباطيـل إبطالا لكـل ضــلـل

ضربت لجي أمـــــواج الهــوى بعصا      عزم وحزم وإخلاص وحسن عمل

حتى غـــداجـــددا يبســا تمـــــــــر بـه      نجب الخواطر لم تنضح بــأي بلل

وســرت بالنــاس سيرا غيـر ذي عوج     علـــى مدارج نهج ليس فـيه مـيــل

إلى رحاب رضا المــولى فلان لك الــــــقاسي ودان لك العاصـــي وهان وذل

                                 *             *            *

وإذ قــفــتك ركــــاب الجــــد راضيــة      ذاك السـبـيـل وولت كل ذات هـزل

أقمـــت معتصــما للمقتــــديــن لــــــه       بــا بـان مابهمـــا للمعتديــن قـبـــل

باب عن الشـــر مسدود وآخـر مـفــــــــــــــتوح الى الخير يؤوي من إليه وأل

شادتهما يــد صـدق مابهـــا وهـــــــــن     فـــلا أصــاب يـدا للصـادقين شلـل

يــــــــــــد معــودة أن كــلمــا مجلـــت      في البر عاودها من بعد ذاك مجـل

أن لا يحـلـــــــــل ما الـقـيـوم حــرمــه      ولا يحــرم ما الحق الحكيـم أحـــل

                                     *          *           *

أمـــا ومـــن هـــو رب لا شريـــك لــه      ومن هوالملك البر الشكور الاجـل

لـــولا الإمــام وذا المـــاء النميــر لمــا      كـادت قلـوب وأكبــاد العـباد تـبـل

تــرى الحشــود قـعــودا حـوله زمـــرا      مــن كـل أبلـج وضاح الجبين نكل

و كـل أغــبـر ذي طمـريـن تـحســبــه     مــن الـبـذاذة كـلا وهــو حامـل كـل

وكـل أروع مــطــواع لبــارئـــــــــــــه    أنضـى النجائب في مرضاته وأكـل

وكــــل أبيـــض فيــاض يــلاذ بــــــــه    عـنـد الشدائـد لا نكــس وليس بعـــل

وكــل مبـتـئس غـــرثان أثــخـنــــــــــه    عـــض الــزمـان بإقلال وسوء كـلل

وكــل مــبتـــرك في نــيــل مــعـرفــــة     يـــرى الـمـقـصر عنهـا بـائيـا بفشل

كــأنه وهــــــــم محــدودقــون بـــــــــه     فـــي الـمنتــدي قمر في هالة متجـل

وبالصــــدور جنـــوء مــن مهـــابـــتــه     وفــــي العيون إذا تــرنو إليــه قـبـل

فيسالــون كـمـــا شــاءوا فيحــرز هـــــــــــذا ما أراد وذا ما كان عنه ســـــــال

ويصــــدرون نهــالا مــن مـعـارفــــــه     ومـن لهـاه لهـم قـبـل الصدور علـل

يــــا شيخنـا ومــنا نا فــي الورى وحمـا     نا أن نضل أوان بين الأنام نضـــل

عذرا إذا انا أنهيـــت الكــلام فـــلــــــــم     أسام ولا انــــا مضـروب علي أجل

فلا وربك ما كـــانت لتـخــذلــنــــــــــي     بـنــات فكري وأوزان القريض وال

ولا قــــرارة نفـــس ما تمـــــل حـــــــد     يـثا عـنك إن حديثا عـنك ليــس يمل

لــكن بدا لي أنــــي لــن أحيـــــط بمـــا     فيك المجيد من الوصف الحميد جعل

سقـتـك كـل دلــوح غـــب ســـــــــارية     لــهـا هــتون وتـو كـاف عليك وطـل

وكل منهمــــر تمــريه ريـــــــــــح جنـــــــــوب كلما مرت الأخلاف منه هطـل

بــرحمــة وبرضوان وتكــرمـــــــــــة     من الـــكريــــم ولا لاقـاك أي عـــذل

أظــلك اللــه يـــوم الــدين في ظلـــــل     مــن ظــلـه مـع مـن يـوم الـقـيـام يظل

ورحــــت فـي السـابـقيــن السابقين لجنــــــات النـعــيـم بـكاسـات المعـين تـعــل

                                 *             *             *

والأربعـــون جوادا مــــن إذا ذكــروا       يـــومـا تـــحرك للأطمــاع كـل أمـل

المشرقين هــدى لا زال بينهــــــــــــم        للـــــدارســين بتــكرار العلوم زجل

والمغدقيـن نـدى لازال عـندهـــــــــــم       للطـــارقـيــن دم الكوم الهجان يطـل

والمطلقيـــن عـنــان البــذل تحســبـهـم      لا يعــرفـون لــلا معنى ولا لبجــــل

والمحرزين إذا الضـــاديــــة اجتلـــيت      من مضغ الشيح والقيصوم كل مجـل

والممسكيـن بـحـبــل لا انفــصام لـــــه      مـــــــن ربهم وبعقـد منـه لـيس يحـل

لا زال جمعــــهـم جـمـع الســــلامة لا      تــــكســير فــيـه ومن يغلل عليه يغـل

                                 *             *              *

 يــــا آل تــندغ لـــم الله شمـــلكـــــم        ودام قـــدركـــــم بـيـن الأنام يجل

هـــذي تحـــية أشــــواق مغلغـــلة        إليــــكم بــرســيم دائـــــب ورمــــل

من قلب ذي ذكـرات ما يزال لها          مــعـرس ومبيت بينكــم ومـــــــظـل

مشفوعة بوصاة مــن أخيــــــكـــــم      وخير موصى لعمري من درى وعقل

إن الزوايا أناخوا العيس فارتحلـــوا      إذ بالــرحيل دعـــا داعيهم فأهــــل

شاموا بـروق غيوم الغرب فانبعثوا      ميممين مصاب الغيث حيث أظــــــل

وخلفـــوا قطع الأحمال خلفهـــــــم      كــــي لا يثبط أخفاف المــطي وحــل

وصممـــوا العــزم لما جد جدهــــم     أن لا يعــرجهم في السير غيرطفـــل

فأصبحــت جــرزا قفــرا منازلهــم      والدهـــر ذو غــير دوارة وحـــــول

فــلا مجيب إذا ناديـت غير صـدى       ولا نجــي إذا نــاجـيت غير طـلــــل

وإذ بقـيتم بــــــــربع الدار وحـدكـم       (عيب الديار على من بالديار) مـثـل

أما القطوع البواقي في الربوع لقى       أن كان في حملها يوم الرحيل ثـقـل

فهي الطباع اللواتي في حجوركـــم        مـحصنات لديكم مـن أذى وعـلــــل

بث العلوم وتصــحيح الفهوم  وتــر        سيــخ الحلــوم وأمثــال لهن جمـــل

تقــوى القديــر وإصلاح العشير وإيـــــتاء الفقير وأخرى في الحلـــوق عسل

بـرالكبيــر وتـأديـب الصــغيـر وإد       مـان المسير على النير المنير الاول

فامضو على ذلك النهج السوي كما       أنتــم عــليـــه فــلا أوذيتم بــزلـــــل

ثم الصــلاة على طــه مطــوقـــــة        طوق السلام عليه غير ذات عــطـل

ماحــن قلب إلى لقيا أحبتــــــــــــه        ومــا تحدر دمـع فانهمى فهـــمــــل

ومــا استتمت صلاة بالسلام ومـــا        أسمى سلام بإتمام الصلاة كـــمـــل

 

                              القاضي: احمد شيخنا بن أمات

                               بتاريخ 8/5/2009

 

 

 

    

 

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025