تاريخ الإضافة : 08.05.2009 23:34

في رثاء العلامة محمد سالم ولد عدود

 

الحزن يخترق الأحشاء والألم        والدمع منهمر الأمواج ملتطم

أما ترى هذه الآفاق واجمــــــة        يلفها من رهيب الوحشة العدم

حزن تلبد غيما في السماء ولا          نور لتنجاب عن أقطارها الظلم

جو يغلف أغوار النفوس دجى         فقد قضى نحبه العلامة العلـــم

خطب يمزق أعماق القلوب دما       إن كان ثمة في القــــلوب دم

هذي مشاعر يذكيها ويبعــثـــها         فقد الهداة إذا ما تاهت الأمم

عدود بعدك ما نامت محاظرنا         ولا أفقن ولا طلابها التأمــوا

كل القراطيس أشلاء مبعثرة            والحبر جف وجف اللوح والقلم

فلا الجوامع تسلو عن محاضرها       ولا المنابر بالسلـــــــــوان تتسم

مآثر الشيخ جلت أن أعددها              تواضع ووقار عزة كــــــــــرم

عبادة باتباع لا ابتداع بهـــــــا           ودعوة ملؤها التيسير والحكـــم

محبة في قلوب الناس تجمعهم           مهما تشعبت الآراء واختصموا

دعابة حلوة ما انفك يرسمـــــها          ببسمة مع وقار العلم تنســـــجم

وقوة في لسان الضاد خارقـــــــة          تعيد عصرا به تأسس الكـــلم

وكان موسوعة كبرى وذاكـــــرة        لكل ما نثروا وكل مانظمـــــوا

ما ذا أقول – وشيخ الجيل ودعه -      في منهل حوله الأجيال تزدحم

أتختفي باختفاء الشيخ مدرسة            وقمة عن مداها تنحني القمــــم

عزاؤنا بعد فقد الشيخ أسرتــــــه        فالعلم مبتدأ بهم ومختتـــــــــم

تزينهم قيم مثلى مؤثلــــــــــة           والمجد ركناه ذان العلم والقيم

يحمون أم القرى للعلم كعبتـــــه        يرتادها كل من تعلو به الهمم

فالله يلهمهم صبرا ويحفظــــم              ويسكن الشيخ في الفردوس بعدهم

وصل رب على الهادي معلمنــــا         وكل من آمنوا بالله واعتصــــــموا

 

الشاعر باب ولد أحمدو

الدوحة 05-05-2009م

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025