تاريخ الإضافة : 07.05.2009 11:39
رحم الله عدود..
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي قوله أملا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
ما تمنيت من كامل قلبي أن أكون شاعرا أو أن أقدر على كتابة قصيدة قبل فاجعة الدنيا ومصاب الأمة برحيل مستودع الوحي ومن تتصاغر أمام هامته أوصاف النابغة والعلامة وما أنتجته اللغة مما أحاط به علما، وعجز أن يحيط به وصفا...
فقد كنت من حباهم الله شرف تقبيل تلك الراحة الطاهرة ورزقت شاكرا مغتبطا حضور بعض مجالس الشيخ عدود وشهدت عن قرب ذلك الترحال السلس بين مآثر العرب وأيامها وومجالس ابن عباس ومرويات مالك وإلماعات ابن عبد البر وإضاءات ابن العربي ونتف يحظيه ابن عبد الودود ...
رزق الشيخ عدود خصالا ما أعتقد أنها سيقت لأحد من الناس حلاوة حديث يساقط ثبجا على جلاسه أيام قيظ لبيرات، فلا ترى من يمل ذلك المجلس الذي قد يطول وجه النار رغم زحمة المكان .. وعلما بأنساب الناس ما أظنه يتصور في طوق البشر... حضرته أكثر من مرة لا يزيد أن يسأل الطالب بمنطق عذب "من الذي سيقرأ؟" فيجيب الطالب أيا كان أنا فلان ابن فلان ويتولى الشيخ البقية، ويحدث عن كل بما لا يعرف عن نفسه...
صح عن سعد ابن معاذ رضي الله عنه أنه قال عن نفسه "ثلاث أنا فيهن رجل، ما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عرفت أنه حق من عند الله تعالى، وما كنت في جنازة فشغلت نفسي بغير ما تقول وما يقال لها، وما كنت في صلاة فانشغلت بيرها" أو كما قال، رضي الله عنه.
وأنا والله أعرف من الشيخ عدود ثلاثا ما أعلم أن أحدا أوتيهن، ورب معترض يعترض فيقول وأي خصال عدود أوتيها غيره؟. لا أملك جوابا لكني أرفض غير الاستمرار...
يقرأ الشيخ عدود شعر العرب بلغاتها قراءة ما سمعت طول حياتي أعذب منها ..
ويرتل الشيخ عدود، في غير تكلف، القرآن برواية الإمام ورش ترتيلا كأنما هو مزمار من مزامير داوود...
ويصلي الشيخ عدود صلاة طويلة لا يملها أحد، وقد أحصيت في سجوده قريبا من خمسين من "سبحن ربي العظيم وبحمده" يطيل بنفسه حتى حين ينهاه الطبيب عن التعب ....
للشيخ عدود عزة في ذات الله لا يعرفها عنها كثيرون ..لم يكن يصافح غير المسلمين بيمينه، ولم تسعفه ملكاته الدبلوماسية حين أهداه سفير واحدة من أكبر الدول الإسلامية كتابا به سب لبعض الصحابة رضوان الله عليهم، فنرهه الشيخ نهرة لم يتمالك معها الدبلوماسي أن ولى هاربا وكانت آخر زيارة له إلى الشيخ.
رحم الله عدود لا نملك أن نقول عنه أكثر من قول ولد أحمد دام:
رآه ذو العرش علام الغيوب لذا ** أهلا فساق إليه قبله سببه
علما وفهما يصيد المشكلات به ** درك الطرمة من سرب المها عطبه
للشيخ عدود سلف في العلم والفهم والزهد والورع والحلم وكل شيم الفضل .. وللشيخ عدود خلف في كل شيم الفضل والزهد والورع والحلم والعلم .. لكن الشيخ بذ السلف و أعيا الخلف على نجابة الجميع...
ماذا عسانا نقول عن الشيخ فكل مراثيه
كلام معاد فيه تحصيل حاصل ** ومخض مياه لا يحصل غير ما
على حد تعبير الشيخ المختار ابن حامد.
رحم الشيخ محمد سالم حين يشتو طلاب العلم ولا صخر لهم ..
ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يصطخب النادي لمعضلة لا عدود لها.. نبئت أن النار بعدك أوقدت..
ورحم الله الشيخ عدود حين تجترح المعاجم المعاصرة على لغة الضاد ولا ناهي لها..
ورحم الله الشيخ محمد سالم ولد عدود حين تفتقر الكافية ..ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يمتنع التسهيل .. ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يظمأ "قطر الندى" .. ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يتفرق دم "جمع الجوامع" .. ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يطول التقول على "المختصر" ..
لُكانْ العلم الْما إِفُوتْ **واجًّوْدَ والْمَعالِ
يَفْدُ وَلْد آدَمْ منْ الموْتْ ** يَفْدُ محمد عالِ
ومحمد يحي ولبحر ومحمد سالم .. لكنه الموت باب وكل الناس داخله.. ونعم الداخلون هم سلف آل عدود .. زادوا عددا برحيله ونقصنا بركة وخيرا .. نرجو أن يعوض عنها الأجر فإنا لله وإنا إليه راجعون..
حتى إذا لم يدع لي قوله أملا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
ما تمنيت من كامل قلبي أن أكون شاعرا أو أن أقدر على كتابة قصيدة قبل فاجعة الدنيا ومصاب الأمة برحيل مستودع الوحي ومن تتصاغر أمام هامته أوصاف النابغة والعلامة وما أنتجته اللغة مما أحاط به علما، وعجز أن يحيط به وصفا...
فقد كنت من حباهم الله شرف تقبيل تلك الراحة الطاهرة ورزقت شاكرا مغتبطا حضور بعض مجالس الشيخ عدود وشهدت عن قرب ذلك الترحال السلس بين مآثر العرب وأيامها وومجالس ابن عباس ومرويات مالك وإلماعات ابن عبد البر وإضاءات ابن العربي ونتف يحظيه ابن عبد الودود ...
رزق الشيخ عدود خصالا ما أعتقد أنها سيقت لأحد من الناس حلاوة حديث يساقط ثبجا على جلاسه أيام قيظ لبيرات، فلا ترى من يمل ذلك المجلس الذي قد يطول وجه النار رغم زحمة المكان .. وعلما بأنساب الناس ما أظنه يتصور في طوق البشر... حضرته أكثر من مرة لا يزيد أن يسأل الطالب بمنطق عذب "من الذي سيقرأ؟" فيجيب الطالب أيا كان أنا فلان ابن فلان ويتولى الشيخ البقية، ويحدث عن كل بما لا يعرف عن نفسه...
صح عن سعد ابن معاذ رضي الله عنه أنه قال عن نفسه "ثلاث أنا فيهن رجل، ما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عرفت أنه حق من عند الله تعالى، وما كنت في جنازة فشغلت نفسي بغير ما تقول وما يقال لها، وما كنت في صلاة فانشغلت بيرها" أو كما قال، رضي الله عنه.
وأنا والله أعرف من الشيخ عدود ثلاثا ما أعلم أن أحدا أوتيهن، ورب معترض يعترض فيقول وأي خصال عدود أوتيها غيره؟. لا أملك جوابا لكني أرفض غير الاستمرار...
يقرأ الشيخ عدود شعر العرب بلغاتها قراءة ما سمعت طول حياتي أعذب منها ..
ويرتل الشيخ عدود، في غير تكلف، القرآن برواية الإمام ورش ترتيلا كأنما هو مزمار من مزامير داوود...
ويصلي الشيخ عدود صلاة طويلة لا يملها أحد، وقد أحصيت في سجوده قريبا من خمسين من "سبحن ربي العظيم وبحمده" يطيل بنفسه حتى حين ينهاه الطبيب عن التعب ....
للشيخ عدود عزة في ذات الله لا يعرفها عنها كثيرون ..لم يكن يصافح غير المسلمين بيمينه، ولم تسعفه ملكاته الدبلوماسية حين أهداه سفير واحدة من أكبر الدول الإسلامية كتابا به سب لبعض الصحابة رضوان الله عليهم، فنرهه الشيخ نهرة لم يتمالك معها الدبلوماسي أن ولى هاربا وكانت آخر زيارة له إلى الشيخ.
رحم الله عدود لا نملك أن نقول عنه أكثر من قول ولد أحمد دام:
رآه ذو العرش علام الغيوب لذا ** أهلا فساق إليه قبله سببه
علما وفهما يصيد المشكلات به ** درك الطرمة من سرب المها عطبه
للشيخ عدود سلف في العلم والفهم والزهد والورع والحلم وكل شيم الفضل .. وللشيخ عدود خلف في كل شيم الفضل والزهد والورع والحلم والعلم .. لكن الشيخ بذ السلف و أعيا الخلف على نجابة الجميع...
ماذا عسانا نقول عن الشيخ فكل مراثيه
كلام معاد فيه تحصيل حاصل ** ومخض مياه لا يحصل غير ما
على حد تعبير الشيخ المختار ابن حامد.
رحم الشيخ محمد سالم حين يشتو طلاب العلم ولا صخر لهم ..
ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يصطخب النادي لمعضلة لا عدود لها.. نبئت أن النار بعدك أوقدت..
ورحم الله الشيخ عدود حين تجترح المعاجم المعاصرة على لغة الضاد ولا ناهي لها..
ورحم الله الشيخ محمد سالم ولد عدود حين تفتقر الكافية ..ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يمتنع التسهيل .. ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يظمأ "قطر الندى" .. ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يتفرق دم "جمع الجوامع" .. ورحم الله الشيخ محمد سالم حين يطول التقول على "المختصر" ..
لُكانْ العلم الْما إِفُوتْ **واجًّوْدَ والْمَعالِ
يَفْدُ وَلْد آدَمْ منْ الموْتْ ** يَفْدُ محمد عالِ
ومحمد يحي ولبحر ومحمد سالم .. لكنه الموت باب وكل الناس داخله.. ونعم الداخلون هم سلف آل عدود .. زادوا عددا برحيله ونقصنا بركة وخيرا .. نرجو أن يعوض عنها الأجر فإنا لله وإنا إليه راجعون..







