هنا جرت إحدى معارك المرابطين الخالدة /تصوير الأخبار

هنا جرت إحدى معارك المرابطين الخالدة /تصوير الأخبار

إذا كان التاريخ حفظ للمرابطين آثارهم المعنوية فإن الإيكولوجيا ضيعت الآثار المادية فموقع رباط ابن ياسين الذي انطلقت منه دعوة المرابطين لا يوجد له اليوم أي أثر ولا يعلم أين هو بالتحديد بل أن بعض المؤرخين ينفي أن يكون لهذا الرباط أي وجود مادي.
لكن موقع آزوكي الأثري قرب مدينة أطار في الشمال الموريتاني استثناء من هذه القاعدة فالموقع الذي يحوي أطلالا يعتقد الباحثون أنها لمدينة مرابطية ينتصب ليوم معلما تاريخيا ذا مكانة خاصة تحتضنه بقعة جرت عليها إحدى معارك المرابطين الفاصلة ضد قبائل صنهاجة التي ينتمون إليها والتي وقفت في وجههم أول الأمر.
وقد بينت دراسات ايكولوجية رعاها المعهد الموريتاني لبحث العلمي سنة 1981وجود أطلا ل ربما كانت لمدينة مرابطية نشأت في مرحلة من مراحل هذه الحركة التي نشرت الإسلام الصحيح في ربوع موريتانيا وأسست دولة وحدت المغرب الأقصى وعبرت إلى الأندلس وردت الأسبان عنها بعد هزيمتهم في معركة الزلاقة الشهيرة سنة 479هـــ كما كان لهذه الحركة إشعاعها الكبير ومدرستها في الإحياء الإسلامي التي انتشرت في إفريقيا على مر التاريخ وامتداد الجغرافيا من الدول المامية في فوتا إلى الدولة الإسلامية في دارفور مرورا بحركة عثمان الفوتي في نيجيريا.

ضريح الحضرمي "اكتشه" الإمام المجذوب في المنام /تصوير الأخبار

ضريح الحضرمي "اكتشه" الإمام المجذوب في المنام /تصوير الأخبار

ضريح قاضي المرابطين
يوجد في الموقع ضريح يعتقد أنه للإمام الحضرمي المرادي قاضي المرابطين الذي اشتهر بمكانته العلمية في التاريخ الموريتاني كما اشتهر بكونه أحد المفكرين السياسيين البارزين في الإسلام من خلال كتابه " الإشارة في تدبير الإمارة" الذي صدر قبل سنوات في لبنان بتحقيق الفيلسوف السياسي الكبير رضوان السيد.
وقد تم "اكتشاف" الضريح عن طريق رؤيا للإمام المجذوب دله الحضرمي فيها على موقع قبره كما يروج في الحكايات الشعبية في منطق آدرار في موريتانيا التي يوجد الموقع في حاضرتها الكبرى: (أطار)، ومن ذلك الحين ظل الضريح مزارا في المنطقة يؤمه الزوار في وادي آزوكي قرب مدينت أطار ، كما يؤمون أيضا ضريح الإمام المجذوب في واد آخر قرب أطار هو وادي .

آثار المدينة المرابطية: توقف التنقيب قبل أن يكتمل /تصوير الأخبار

آثار المدينة المرابطية: توقف التنقيب قبل أن يكتمل /تصوير الأخبار

من ينقب عن من؟
مع أن الموقع الأثري لم يكتشف فيه حتى الآن إلا آثارا إيكولوجية قليلة إلا أن الباحثون لا يستبعدون أن تكون هناك آثار أخرى لم يعثر عليها؛ حيث أن الحفريات التي أجريت في الثمانينات لم تتعد حفرا قليلة في مساحة واسعة تحفها الآن واحات النخيل قي واديي آزوكي وتيارت، ولذلك يدعو هؤلاء إلى مزيد من التنقيب من أجل العثور على شواهد أكثر عن هذه المدينة المرابطية المحتملة حسب تصريح للسيد عدنان ولد بيروك مدير الثقافة والفنون في وزارة الثقافة الموريتانية.
لكن هل تجرى هذه الحفريات مادام المعهد الموريتاني للبحث العلمي الذي كان يرعاها قد أصبح هو نفسه "آثارا" تحتاج إلى الحفر والتنقيب؟ أم أن الصحراء ستظل تطمر ذاكرتها المرابطية لتثير لدى سكانها حزنا وشجنا على فقد آثارهم كما قال الشاعر الموريتاني الكبير أحمدو ولد عبد القادرأنه إذا كان الشاعر العربي القديم يبكي الرسوم الشاخصة التي تسكنها ذكرياته؛ فإن الشاعر الموريتاني يبكي بدموع مزدوجة فهو يبكي ذكرياته التي طواها الزمن ورسومه التي محتها عوادي الرياح.

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025