تاريخ الإضافة : 07.03.2009 17:38
وسط تفاؤل منظميه وتقاعس رعاته .."المعرض المغاربي الخامس للكتاب" ينطلق بنواكشوط اليوم
انطلق صباح اليوم السبت 7 مارس 2009 بمباني المكتبة الوطنية "المعرض المغاربي الخامس للكتاب"، الذي ينظم من طرف الاتحاد المغاربي للناشرين وبالتعاون مع وزارة الثقافة الموريتانية، ويستمر مدة أسبوع، وتشارك فيه خمسون من دور النشر المغاربية، تعرض حوالي ثلاثة آلاف عنوان من كتبها المنشورة، فضلا عن عناوين الكتب الموريتانية المعروضة.
مراسل "الأخبار" زار المعرض وتجول بداخله عدة ساعات، واستطلع آراء منظميه وزواره في الأهداف والنتائج التي يمكن أن يسهم بها هذا المعرض في دفع مسيرة "اتحاد المغرب العربي" التي يصفها الكثيرون بـ"المتعثرة".
مراسل "الأخبار" زار المعرض وتجول بداخله عدة ساعات، واستطلع آراء منظميه وزواره في الأهداف والنتائج التي يمكن أن يسهم بها هذا المعرض في دفع مسيرة "اتحاد المغرب العربي" التي يصفها الكثيرون بـ"المتعثرة".
السيد النوري عبيد ، رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، الرئيس الحالي لـ"اتحاد المغاربة للناشرين، أثناء حديثه مع "الأخبار" اليوم
المنظمون متفائلون..!
السيد النوري عبيد، رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، والرئيس الحالي لـ"اتحاد المغاربة للناشرين"، قال في حديث مع مراسل وكالة "الأخبار" إن اتحاد الناشرين المغاربة مرتبط بنشأة "اتحاد المغرب العربي"، وأن "هدف المعرض الذي ينظمه اتحاده كل سنة هو تفعيل التواصل بين الأقطار المغاربية من الناحية الثقافية على الأقل"، قائلا "نعتبر ما قمنا به مجهودات كبيرة، ولكن النتائج صغيرة".
وبخصوص تعليقه على تقييمه لجهود النشر في موريتانيا، ومستوى التنظيم الذي يميز المعرض الحالي حتى الآن، قال عبيد "ما رأيته في موريتانيا جهد خاص، ربما مدعوم من الناحية الرسمية، أما التنظيم فهو ممتاز حتى الآن، هناك حضور مغاربي كبير، حوالي ثلاثة آلاف عنوان غير ما في موريتانيا، وأكثر من 40 ناشرا مغاربيا حتى الآن، وأتوقع مفاجأة".
وأشاد رئيس اتحاد الناشرين المغاربة بما سماه "تقدم الكتاب المغاربي على المشرقي، من ناحية المضمون"، خاتما حديثه بالقول: "نطالب بدعم المطالعة والقراءة ودعم حركة النشر، والمهم هو أن يصبح القارئ عشرة قراء وبذلك نكون قد نجحنا في صناعة الكتاب والفكر"، وفق ما قال رئيس الناشرين المغاربة لـ"الأخبار".
السيد النوري عبيد، رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، والرئيس الحالي لـ"اتحاد المغاربة للناشرين"، قال في حديث مع مراسل وكالة "الأخبار" إن اتحاد الناشرين المغاربة مرتبط بنشأة "اتحاد المغرب العربي"، وأن "هدف المعرض الذي ينظمه اتحاده كل سنة هو تفعيل التواصل بين الأقطار المغاربية من الناحية الثقافية على الأقل"، قائلا "نعتبر ما قمنا به مجهودات كبيرة، ولكن النتائج صغيرة".
وبخصوص تعليقه على تقييمه لجهود النشر في موريتانيا، ومستوى التنظيم الذي يميز المعرض الحالي حتى الآن، قال عبيد "ما رأيته في موريتانيا جهد خاص، ربما مدعوم من الناحية الرسمية، أما التنظيم فهو ممتاز حتى الآن، هناك حضور مغاربي كبير، حوالي ثلاثة آلاف عنوان غير ما في موريتانيا، وأكثر من 40 ناشرا مغاربيا حتى الآن، وأتوقع مفاجأة".
وأشاد رئيس اتحاد الناشرين المغاربة بما سماه "تقدم الكتاب المغاربي على المشرقي، من ناحية المضمون"، خاتما حديثه بالقول: "نطالب بدعم المطالعة والقراءة ودعم حركة النشر، والمهم هو أن يصبح القارئ عشرة قراء وبذلك نكون قد نجحنا في صناعة الكتاب والفكر"، وفق ما قال رئيس الناشرين المغاربة لـ"الأخبار".
أما السيد سلامى أحمد المكي، نائب رئيس "الاتحاد المغاربي للناشرين"، ومفوض "المعرض المغاربي الخامس للكتاب"، فقد قال في حديثه مع مراسل "الأخبار" إن هذا المعرض ينظم للمرة الأولى في موريتانيا، وأن هدف المنظمين الأساسي هو أن يصل الكتاب المغاربي للقارئ الموريتاني، وأن تتاح الفرصة للتواصل الثقافي بين الشعوب المغاربية، مشيرا إلى أن هذا المعرض "يشكل فرصة الموريتانيين من أجل النقاش ومعرفة سبل النشر المشترك، الذي يعتبر من أحسن سبل النشر في المغرب العربي".
وتوقع ولد أحمد المكي، "أن تباع جميع الكتب المعروضة في هذا المعرض قبل نهايته، لأنها مجتمعة لا تشبع رغبة القارئ الموريتاني"، بحسب تعبيره.
وانتقد نائب رئيس "الناشرين المغاربة" مستغربا ما أسماه "تأخر بعض المساهمين في دفع مساهماتهم والاتصال بالمنظمين حتى الآن، وهم الذين صممت شعاراتهم ضمن اللوحات الإعلانية للمعرض، وهم يمثلون أكثر من نسبة 70% من المساهمين في تنظيم هذا المعرض"، وفق ما قال ولد أحمد المكي لـ"الأخبار".
وتوقع ولد أحمد المكي، "أن تباع جميع الكتب المعروضة في هذا المعرض قبل نهايته، لأنها مجتمعة لا تشبع رغبة القارئ الموريتاني"، بحسب تعبيره.
وانتقد نائب رئيس "الناشرين المغاربة" مستغربا ما أسماه "تأخر بعض المساهمين في دفع مساهماتهم والاتصال بالمنظمين حتى الآن، وهم الذين صممت شعاراتهم ضمن اللوحات الإعلانية للمعرض، وهم يمثلون أكثر من نسبة 70% من المساهمين في تنظيم هذا المعرض"، وفق ما قال ولد أحمد المكي لـ"الأخبار".
الأستاذ الجامعي يحي بن محمدن الهاشمي، المستشار المكلف بالاتصال بكتابة الدولة المكلفة بالشؤون المغاربية متحدثا مع "الأخبار" اليوم على هامش المعرض المغاربي للكتاب (تصوير الأخبار)
من جهته، أشاد الأستاذ الجامعي يحي بن محمدن الهاشمي، والمستشار المكلف بالاتصال بكتابة الدولة المكلفة بالشؤون المغاربية، في لقاء مع مراسل "الأخبار" بتنظيم هذا المعرض في نواكشوط ، ووصفه بـ"اللقاء الفكري والعلمي والثقافي المغاربي المهم"، مشيرا إلى أنه "يمثل لحظة تبادل الخبرات والآراء، ويشكل تحديا للحدود المانعة من التواصل رغم وجود كل المعطيات الداعية لوحدة المجال الجغرافي والثقافي والسياسي".
وقال الهاشمي "إن أقطار المغرب العربي موحدة من الناحية الثقافية، فهي سنية مالكية أشعرية، وأن هذه الوحدة تشكل رافدا أصيلا لوحدة النسيج الثقافي المغاربي"، خاتما حديثه بالتفاؤل للمستقبل بالقول: "هذا المعرض إنجاز مغاربي محسوس، تتكامل فيه الجهود الخصوصية بالإرادة السياسية، وأملنا أن يستمر بشكل دوري ويتطور ويلقى تشجيعا من المستثمرين المغاربة ومن المسئولين عن الثقافة والبحث العلمي"، وفق ما قال المستشار بكتابة المغرب العربي لمراسل "الأخبار".
وقال الهاشمي "إن أقطار المغرب العربي موحدة من الناحية الثقافية، فهي سنية مالكية أشعرية، وأن هذه الوحدة تشكل رافدا أصيلا لوحدة النسيج الثقافي المغاربي"، خاتما حديثه بالتفاؤل للمستقبل بالقول: "هذا المعرض إنجاز مغاربي محسوس، تتكامل فيه الجهود الخصوصية بالإرادة السياسية، وأملنا أن يستمر بشكل دوري ويتطور ويلقى تشجيعا من المستثمرين المغاربة ومن المسئولين عن الثقافة والبحث العلمي"، وفق ما قال المستشار بكتابة المغرب العربي لمراسل "الأخبار".
المكتبات الموريتانية تشكو من "الفوضى" و من "التوقيت" ومن "الشمس"..!
لم يخف العديد من ممثلي المكتبات الموريتانية في حديثهم مع مراسل "الأخبار" امتعاضهم مما سموه "الفوضى في تنظيم معارض الكتاب في موريتانيا"، فالسمة الغالبة على هذه المعارض هي الفوضوية، بالرغم من أن هذا المعرض يبدو منظما أكثر من سابقيه، كما يقول أحمدنا ولد حمود، مدير مكتبة الإصلاح، وممثل دور النشر المغاربية في موريتانيا.
لكن المشكلة الأساسية ـ يضيف ولد حمود ـ هي انعدام صالات للعرض، والحل يكمن فقط في أن ينظر المعنيون بأمر القطاع بجدية كافية، وهو ما يعني اختيار التوقيت المناسب وإعلانه للجميع، لأن السوق ليست ضعيفة بل معقولة وسعر الكتب معقول ومتقارب مع أسعار باقي الدول، كما يقول ولد حمود.
أما مسئول دار الكتب الإسلامية بموريتانيا فهو، وإن اتفق مع زميله السابق في أن التوقيت غير مناسب، إلا أنه يرى أن هناك مشاكل اقتصادية حقيقية تعترض المواطنين في سبيل حصولهم على الكتب المعروضة، لأن العيد قريب، و"ليس من المعقول أن يشتري الناس الكتب ويتركوا مقتنيات العيد"، مضيفا أن الناس يشكون من الغلاء، وكان من الأولى بالمنظمين أن لا يجعلوا هذا المعرض يأتي بالتزامن مع عيد المولد النبوي"، مشيرا إلى أن مكتبته "تبقى من أحسن المكتبات الوطنية حظا لأنها تعرض ما يزيد عن 700 كتاب موريتاني"، وفق ما قال مسئول الكتب الإسلامية لمراسل "الأخبار".
على أن الباعة في المكتبات المشاركة عبروا عن رضاهم عن مستوى بيعهم في اليوم الأول، وإن اشتكى أصحاب المكتبات الموريتانية من حر الشمس، نظرا إلى أنهم يعرضون كتبهم خارج القاعات مما عرضهم لحر الشمس، و "على كل حال نشجعه (أي المعرض) لأنه أول معرض مغاربي، لكن كنا نتمنى أن نعرض في الداخل"، كما يقول أحد الباعة مبتسما لـ"الأخبار".
لم يخف العديد من ممثلي المكتبات الموريتانية في حديثهم مع مراسل "الأخبار" امتعاضهم مما سموه "الفوضى في تنظيم معارض الكتاب في موريتانيا"، فالسمة الغالبة على هذه المعارض هي الفوضوية، بالرغم من أن هذا المعرض يبدو منظما أكثر من سابقيه، كما يقول أحمدنا ولد حمود، مدير مكتبة الإصلاح، وممثل دور النشر المغاربية في موريتانيا.
لكن المشكلة الأساسية ـ يضيف ولد حمود ـ هي انعدام صالات للعرض، والحل يكمن فقط في أن ينظر المعنيون بأمر القطاع بجدية كافية، وهو ما يعني اختيار التوقيت المناسب وإعلانه للجميع، لأن السوق ليست ضعيفة بل معقولة وسعر الكتب معقول ومتقارب مع أسعار باقي الدول، كما يقول ولد حمود.
أما مسئول دار الكتب الإسلامية بموريتانيا فهو، وإن اتفق مع زميله السابق في أن التوقيت غير مناسب، إلا أنه يرى أن هناك مشاكل اقتصادية حقيقية تعترض المواطنين في سبيل حصولهم على الكتب المعروضة، لأن العيد قريب، و"ليس من المعقول أن يشتري الناس الكتب ويتركوا مقتنيات العيد"، مضيفا أن الناس يشكون من الغلاء، وكان من الأولى بالمنظمين أن لا يجعلوا هذا المعرض يأتي بالتزامن مع عيد المولد النبوي"، مشيرا إلى أن مكتبته "تبقى من أحسن المكتبات الوطنية حظا لأنها تعرض ما يزيد عن 700 كتاب موريتاني"، وفق ما قال مسئول الكتب الإسلامية لمراسل "الأخبار".
على أن الباعة في المكتبات المشاركة عبروا عن رضاهم عن مستوى بيعهم في اليوم الأول، وإن اشتكى أصحاب المكتبات الموريتانية من حر الشمس، نظرا إلى أنهم يعرضون كتبهم خارج القاعات مما عرضهم لحر الشمس، و "على كل حال نشجعه (أي المعرض) لأنه أول معرض مغاربي، لكن كنا نتمنى أن نعرض في الداخل"، كما يقول أحد الباعة مبتسما لـ"الأخبار".
وللزوار آراء متباينة..!
الكثير من زوار المعرض في يومه الأول عبروا لمراسل "الأخبار" عن سعادتهم بتنظيم هذا المعرض بموريتانيا، فهم بصورة عامة مرتاحون له، وإن اختلفت آراؤهم في تقييمه من الناحية التنظيمية
وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج تدعم رؤية المتشبثين بتفعيل ما يسمونه "حلم المغرب العربي الميت".
عبد اللطيف، زائر للمعرض، قال إن "الإنتاج الموريتاني كان أحسن شيء في هذا المعرض، وهي الكتب التي وجد فيها حاجته"، لكنه أردف بالقول: "الأسعار غالية وليست في متناول الطبقة الوسطى".
أما قطب، فيرى عكس ما قاله زميله السابق، فـ"الكتب رخيصة لاسيما الجناح الليبي والتونسي، فهو جاء منذ الساعة الثامنة صباحا ووجد ما كان يبحث عنه من كتب، لكن زملاءه لم يجدوا أيا من الكتب التي جاءوا يبحثون عنها والسبب ـ حسب قطب ـ أن الكمية المعروضة قليلة".
أما مرافقه المغربي رشيد فلم يجد شيئا مما كان يبحث عنه وهو ينتظر المساء لعل ضالته تأتي ضمن الكتب التي لم تصل بعد إلى قاعات العرض.
لكن زائرا آخر للمعرض يدعى الخليفة يرى أن المعرض جاء في الوقت الخطأ، لأن هذه الأيام لشراء اللباس ومقتنيات العيد وليس الكتب، مضيفا أن "المعرض يبقى مهما من أجل اللقاء فقط، مع أن المشاركة الموريتانية فيه خجولة" على حد وصفه.
الكثير من زوار المعرض في يومه الأول عبروا لمراسل "الأخبار" عن سعادتهم بتنظيم هذا المعرض بموريتانيا، فهم بصورة عامة مرتاحون له، وإن اختلفت آراؤهم في تقييمه من الناحية التنظيمية
وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج تدعم رؤية المتشبثين بتفعيل ما يسمونه "حلم المغرب العربي الميت".
عبد اللطيف، زائر للمعرض، قال إن "الإنتاج الموريتاني كان أحسن شيء في هذا المعرض، وهي الكتب التي وجد فيها حاجته"، لكنه أردف بالقول: "الأسعار غالية وليست في متناول الطبقة الوسطى".
أما قطب، فيرى عكس ما قاله زميله السابق، فـ"الكتب رخيصة لاسيما الجناح الليبي والتونسي، فهو جاء منذ الساعة الثامنة صباحا ووجد ما كان يبحث عنه من كتب، لكن زملاءه لم يجدوا أيا من الكتب التي جاءوا يبحثون عنها والسبب ـ حسب قطب ـ أن الكمية المعروضة قليلة".
أما مرافقه المغربي رشيد فلم يجد شيئا مما كان يبحث عنه وهو ينتظر المساء لعل ضالته تأتي ضمن الكتب التي لم تصل بعد إلى قاعات العرض.
لكن زائرا آخر للمعرض يدعى الخليفة يرى أن المعرض جاء في الوقت الخطأ، لأن هذه الأيام لشراء اللباس ومقتنيات العيد وليس الكتب، مضيفا أن "المعرض يبقى مهما من أجل اللقاء فقط، مع أن المشاركة الموريتانية فيه خجولة" على حد وصفه.
وأيا كانت آراء زوار هذا المعرض ومنظميه فإنه يبقى، بحسب مراقبين للشأن الثقافي المغاربي، فرصة جديدة لامتحان إرادة المثقفين في أقطار المغرب العربي في التواصل الثقافي وتكريسه بين شعوب هذه الدول، وذلك في انتظار أن تأتي الإرادة السياسية الغائبة الآن عن المشهد المغاربي وتشفع هذا
التواصل الثقافي بتواصل سياسي يضع حدا لحالة القطيعة والجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي منذ تأسيسه قبل حوالي عقدين من الزمان..
فهل يحقق قادة الفكر والثقافة في الدول المغاربية ما عجز عن تحقيقه قادة السياسة فيها..؟
التواصل الثقافي بتواصل سياسي يضع حدا لحالة القطيعة والجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي منذ تأسيسه قبل حوالي عقدين من الزمان..
فهل يحقق قادة الفكر والثقافة في الدول المغاربية ما عجز عن تحقيقه قادة السياسة فيها..؟







