تقف زينب بنت الشيعة امام احدي لوحاتها في صالة العرض بالمركز الثقافي الفرنسي في انواكشوط تشرح للزوار دلالات اللوحة ومكوناتها والوسائل التي استخدمتها من اجل ان تظهر هذه اللوحة ماتود الفنانة التشكيلية - ذات ال22عاما - إبرازه للجمهور بأسلوب فني راق وبتعبير تشكيلي جميل ،

زينب بنت الشيعة فتاة موريتانية من مواليد انواكشوط 1986 تلقت دراستها الابتدائية والثانوية في العاصمة الموريتانية بدات قصتها مع الفن التشكيلي كما تقول:في الاعدادية حيث اكتشفت حبها للرسم والالوان من خلال ولعها برسم الاشكال علي اوراق دفاترها المدرسية التي سرعان ماتحولت الي لوحات لمشروع فنانة تشكيلية تهوي الرسم للرسم فقط ، حيث لم تكن - كما تخبرنا - تعرف أي شيئ عن واقع الفن التشكيلي في بلادها ولا عن وجود فنانين او دار لهذا الفن في موريتانيا ،
لكن الصدفة لعبت دورها في ابراز هذه الموهبة التشكيلية للمشهد الثقافي الوطني – تقول زينب – البداية كانت عند مشاهدتها لاحد الجيران وهو يقوم برسم لوحة فنية، "سالته انت الاخر تهتم بالرسم ، اندهش الجار بعدما اخبرته انني اهوي الرسم ، واخصص له معظم وقتي ، ولما عرضت عليه جميع الرسومات في دفاتري ، امدني ببعض ادوات الرسم لديه ، وطلب مني الالتحاق بدار الفنانين التشكيليين الموريتانيين ، كانت هذه هي المرة الاولي التي اسمع فيها عن هذه الدار بعد ذالك بأربعة أشهر– تضيف زينب – ذهبت رفقة والدتي الي هذه الدار في 2006، حيث التقيت برئيس الدار مختار ولد سيد محمد (مخيس) وامينها العام عمر ولد الراجل الذي عبر لي عن روعة أعمالي وشجعني علي مواصلة الرسم ،"

تقول زينب عن اول لوحة شرعت في رسمها بوسائل الفن التشكيلي من قماش والوان مائية استغرقت في رسمها 7 اشهر لكن ما إن عرضتها علي دار الفنانين حتي اعجبوا بها ومن ذالك الوقت اصبحت زينب اصغر عضو في دار الفنانين التشكيليين في موريتانيا ،
وعن المعارض الفنية التي شاركت فيها – تقول زينب بنت الشيعة –بانها تعرض لوحاتها في مقر دار التشكيليين الموريتانيين كما انها شاركت في عدة معارض فنية خارج الدار، من أهمها معرض بمناسبة عيد الاتحاد الأوربي الذي أقيم في مقر الاتحاد في نواكشوط 2007، لكن أهم هذه المعارض كما تقول كان المعرض الذي تقيمه هذه الأيام في صالة العرض في المركز الثقافي الفرنسي ، والذي جاء بعد موافقة سريعة من مدير المركز علي السماح لها بعرض لوحاتها (32لوحة) في المركز من 20اكتوبر إلي 10 نوفمبر 2008 ،
ولدي سؤالها عن أهمية وخصوصية هذا المعرض بالنسبة لها – تقول زينب – بأنها لم تكن تدرك قبل هذا المعرض الأهمية التي يوليها المجتمع الموريتاني للفن التشكيلي حيث اكتشفت من خلاله ان في هذا المجتمع الكثير ممن يتذوقون هذا الفن ويفهمون سمو معانيه ، ففي هذا المعرض ليس الأجانب وحدهم من زاروا هذا المعرض وأعجبوا بلوحاته ، بل ان اغلب من اشتروا هذه اللوحات منه هم نساء ورجال موريتانيون ،كما انها من خلال هذا المعرض أرادت إضافة بعد إنساني إلي لوحاتها الفنية حيث خصصت – كما تضيف - 20في المائة من ثمن اللوحات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .

" أنا محظوظة لأني امرأة موريتانية ، ولان عائلتي تشجعني علي مواصلة الرسم ": هكذا تقول زينب بنت الشيعة في رد لها علي سؤال عن طبيعة علاقتها كفتاة موريتانية تهوي الرسم بعائلتها والمجتمع المحافظ من حولها ،حيث أنها ممتنة جدا لعائلتها التي مافتئت تساندها ،أما عن المجتمع – فتضيف – " ان المجتمع الموريتاني يعتبر هذا النوع من الأعمال ربما يمارس من قبل الفتاة كهواية ، لكن امتهانه من طرف الشاب - حسب نظرة المجتمع - يعتبر نوعا من الهوس أو الجنون.
وعن نظرتها كفنانة تشكيلية موريتانية للوضع الذي تعيشه المرأة في موريتانيا ،تقول زينب :" يجب علي المجتمع ان يشجع المرأة علي هذا النوع من الأعمال لأنها تبرز شخصية الفتاة وتسمح لها بالتعبير عن أحاسيسها وتجعل منها عضو فعال في المجتمع "
وعنها شخصيا تقول زينب بنت الشيعة :" انها تود الحصول هذه السنة علي للباكلوريا شعبة العلوم الفرنسية ، كما تطمح للقيام بمعارض فنية للوحاتها في الخارج مما يمكنها من التواصل مع العالم والشعوب الاخري .