تاريخ الإضافة : 01.12.2007 10:38

الخليل النحوى يستذكر تاريخ موريتانيا الغابر ويعيش مع الشعر آلام الوطن

الخليل النحوى

الخليل النحوى

أعرب المفكر الموريتانى والشاعر الخليل النحوى عن اعجابه بكل المدارس الفكرية التى شكلت رافدا ثقافيا له ولرفاقه مطلع السبعينيات قائلا بأن الشعار الذى حملته النخبة الموريتانية ساعتها هو الإنفتاح والإستفادة من كل المدارس دون انغلاق أو ميوعة.
وشدد الخليل النحوى فى برنامج "زيارة خاصة" الذى بثته قناة الجزيرة القطرية الليلة البارحة على توازن العلاقة بينه وبين كافة الفرقاء السياسيين فى موريتانيا رغم النفس القومى الذى طبع الفترة الأولى من حياته حينما كان يقرأ كاتب فى "سبيل البعث" لمشل عفلق وكتاب العدالة الإجتماعية لسيد قطب وغيره.
وتحدث الخليل عن يوميات السجن الصعيبة فى موريتانيا والتى عاشها تحت ضغط الجلادين هو ورفاقه فى قاعدة عسكرية مغلقة بعيدا عن العالم مستأنسا بأشعاره التى حولها النظام الى دليل لادانته معتبرا أنها اعتراف ضمنى بمشاركته فى تهديد الأمن العام أيام الرئيس الأسبقمحمد خونه ولد هيداله.

وتحدث الخليل باسهاب عن زيارته للمشرق الموريتانى سواء تعلق الأمر بلبنان أو سوريا كما تناول بعض المواقف الطريفة مع العقيد القذافى الذى زاره ضمن وفد رسمى وشعبى ارسال اليه أيام حرب الصحراء لمطالبته بالكف عن التدخل لصالح الجبهة الصحراوية التى كان يدعمها بالسلاح ساعتها.

وأعرب ولد انحوى عن أسفه لغياب تدخل عربى لصالح احياء المدن الموريتانية القديمة والتى تعيش تهديدا خطيرا بفعل الإهمال وعوامل الزمن معربا عن خيبة أمله جراء غياب التضامن العربى فى مثل هذه الحالات فى وقت تعهدت فيه اليابان بمساعدة رمزية لصالح المدن المدرجة عالميا كارث انسانى عالمى بفضل الإشعاع الذى امتدت الى القارات الثلاثة المحيطة بموريتانيا.

وتحفظ الخليل النحوى على الوصف المتداول بين الناس للحركات الصوفية قائلا بأن الصوفية كما عرفها مدرسة روحية تقرب الناس الى الله وفق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجيهات القرآن الكريم من دون غلو أو تزمت أو انغلاق دون الناس بل هى من يدفع الى محبة عالمية من خلال رؤية الناس كاخوة وان تفاوتت الدرجات.
وتحدث عن توجيهات كان والده (عليه رحمة الله) يقولها لأولاده وأقاربه ومحبيه بأن عبادة الرجل هلى السعى فى مصالح الناس وليس الزهد فى الدنيا بمعناه السلبى بل كان يردد دائما بأن الزهد فى الدنيا أن تكون فى يدك لا فى قلبك.

وتحدث النحوى عن الصحافة الموريتانية التى يعتبر أحد روادها القلائل قائلا بأن ماحدث اليوم كان بمثابة ثورة فى المجال الإعلامى داخل البلاد مذكرا بالأيام التى عاشها حينما كانت الصحف المحلية التى يصدرها رفاقه تكتب باليد وتوزع داخل البلاد مع ماتحمله من توجيه و"تحريض" ضد السلطة بغية احداث توازن داخل البلاد.

وفى البرنامج الذى سجلت أهم محطاته بين الأهل فى البادية حيث المراعى الجميلة والصحراء الذهبية والابل كما عاش الخليل النحوى أهم فترات حياه تحدث المستشار والمفكر عن أصعب أيامه داخل المعتقل حينما كان يسمع بكاء السيدات على بعد امتار منه لكنه كان عاجزا هو ورفاقه عن اغاثتهن مما دفعه الى انشاد قصائد تسلية للمعتقلين داخل زنازين الجيش بتهمة القيام بحركة لقلب نظام الحكم فى البلاد.

نماذج من شعر الخليل النحوى التى استعمل بعضها فى البرنامج/

 

 

لي من البين لوعة و شجون        و حرام على الشجي المجون
أرهقته النوى من الامر عسرا        و براه الغرام وهو فنون
قلما ينطق الشجي و لكن         لي مع الصمت لو علمتم شئون
إنما يبهت اللسان و يعياا       ينما ينطق الحشا و الجفون
كلما أضرم الجوى نار شوق       و شكا القلب أسعفته العيون
ليس يبدي اللسان و هو طليق      ما يكن الجنان و هو سجين
فكر تلك و الكلام حجاب               صدف ذا و تلك در ثمين
لا تحيط اللغات بالشوق لكن          لقة الشوق زفرة و أنين
و سهاد و حيرة و ذهول             و فم صامت و وجه حزين
و حنين ملء العروق و قلب        نابض بالجوى و دمع سخين
أنا في غربتي أحن اليكم            و شديد على الغريب الحنين
بعدت داره فجسم سجين           و ناى شوقه فقلب رهين
و إذا الشوق طاف بالقلب يوما      طرقته الساعات و هي سنين



 

وحينما حدث اجتياح بيروت 1982 قال الخليل النحوى :

بيروت كل القارعات سلام                    ذهب الرجال و دالت الأيام
البحر حولك موجة من دمعنا                   و دموعنا للسامرين مدام
نبكي .. و بعض بكائنا .. ضحك و بع       ض شجوننا وهمومنا أوهام
و الصخر ,يا بيروت, رمل قلوبنا            قست القلوب و لانت الآكام
لا تنكري الآهات فهي نشيدنا                     و ترنحي فأنيننا أنغام
لا تنكري إحجامنا و ذهولنا                    إن الرجولة عندنا الإحجام
لا تطردي فرساننا .. ففوارس ال           زمان الجديد عجائز .. أقزام
لا تنكري إغضاءنا و حياءنا             فالأرض رمل .. و الرجال نعام
لا تمنعينا أن نهدم بيتنا                       فقصورنا مهما علون حطام
و إذا هجعنا في الوغى فتفهمي               فالساهرون السامرون نيام
لا تنكري أحساب قومك .. إنهم                   أهل النهى لكنهم أيتام
فجدودنا من تعلمين شهامة                  قسم, كما الأخوال و الأعمام
صيد, و لكن لن يحارب ضدنا            حام .. و عنا لن يحارب سام

 

----------------------------------------------------

ولد  الخليل النحوى : عام 1955 فى بلدة بارينا ، ولاية اترارزة،  موريتانيا.
 -
درس بالجامعات الأهلية بموريتانيا علوم الدين واللغة.
- عمل  رئيساً لتحرير صحيفة الشعب- أول صحيفة يومية في موريتانيا 1975، ومديراً عاماً للمؤسسة الوطنية للصحافة والنشر 1980، ومديراً للإعلام والعلاقات الخارجية 1982، ويعمل الآن مستشارا برئاسة الجمهورية بموريتانيا بعد أن عمل ومنذ 1987 خبيراً بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
-
رئيس مؤسس لرابطة الأدباء الموريتانيين وأمين عام مساعد لاتحاد الصحفيين العرب 1978، وأمين المركز العربي للدراسات الإعلامية 1979، وعضو المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1978-1982.
-
مؤلفاته:  نماذج من الشعر الموريتاني المعاصر- بلاد شنقيط المنارة والرباط- المعجم العربي الميسر (بالاشتراك) – موسوعة التربية الإسلامية (بالاشتراك)- الموسوعة الصحفية العربية (بالاشتراك).
-
حامل وسام المؤرخ العربي 1989.

----------------------------------------------

-----------------------------------------------------------------------

الخليل النحوى يكتب للأخبار: لنقل لهم إن الدم دمنا والأرض أرضنا

الرياضة

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025