حضر ثلاثة وزراء في الحكومة الجديدة اليوم 19-05-2008 إلى المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في إطار تظاهرة حول كتاب "تقريب طرة ابن بونا على ألفية بن مالك" وقال وزير الثقافة والاتصال محمد ولد أعمر في كلمته الافتتاحية إن "أهمية هذه التظاهرة تنبع من القيمة التي يحتلها اشتغال علماء الثقافة الشنقيطية في تأصيل النحو العربي وتقريب الدرس النحوي لدارسي اللغة العربية في هذا العصر".

وأضاف: "يمثل نموذج طرة ابن بونا عملا إبداعيا قدمته الثقافة الشنقيطية خلال قرون خلت ويأتي اليوم هذا العمل الذي يقدمه الأستاذ أحمد بن محمد المامي كلبنة يضيفها جهد الخلف لما قدمه السلف".
وهنأ الوزير المؤلف وجمعية التواصل المغاربي على التظاهرة التي تعلي من شأن الكتاب واللغة العربية التي هي وعاء الثقافة العربية الإسلامية في هذا البلد.
وقد قال المؤلف في كلمته بهذه المناسبة بأنه قدم في هذا الكتاب حصيلة دراسة حافلة بالاشتغال بالدرس النحوي لعدة عقود بدأت يقول المؤلف "منذ نعومة أظافري حيث نشأت في وسط أسري يعلي من شأن النحو وطرة ابن بونا تحديدا، التي كانت تمثل النموذج الأعلى للدرس النحوي عند الشناقطة"

وقدم الأستاذ محمدن ولد المحبوبي قراءة عن قيمة الكتاب و الإضافات الجديدة التي يقدمها و التي تخدم الدرس النحوي في "المحاظر" (المدارس التقليدية) ومعاهد اللغة العربية حيث قرب الكتاب طرة ابن بونا عبر اعتماده وسائل التحقيق والإيضاح التي يتيحها العصر حيث استبدل علامات الطرة بالأرقام وفصل النصوص المشروحة عن الطرة أو الشرح مستخدما الألوان للتوضيح.

كما قدم المؤلف تعريفا بالأعلام وأرجع الشواهد النحوية لمصادرها مع ملاحظات تقدم بها ولد المحبوبي حول حياة بن بونا كاشفا النقاب عن اكتشاف العلامة الشيخ أباه ولد عبد الله لنص نحوي نثري جديد من تأليف بن بونا وهو يكشف أن بن بونا توفي على الأقل في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري عكس ما هو شائع عن وفاته قبل ذلك بعشر سنوات تقريبا.
وقد اشتمل الكتاب الجديد حول تقريب طرة ابن بونا على 2278حيث يشكل نظم احمرار ولد بونا أغلبية هذا النص 1278 كما أن عدد الشواهد الشعرية هو 2095 بينما جاء عدد الآيات القرآنية المستشهد بها 1655 بعد حذف التكرار وعدد الأحاديث النبوية والآثار 655 إضافة إلى عدد من النماذج الأدبية الرفيعة.

وقد حضر التظاهرة كل من وزير الثقافة ولاتصال محمد ولد أعمر الذي افتتح التظاهرة إضافة إلى كل من وزير التوجيه الإسلامي: دحان ولد أحمد محمود ووزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد محمود ولد سيدي والعلامة محمد سالم ولد عدود وجمع من المثقفين الموريتانيين وطلاب المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.