تاريخ الإضافة : 24.08.2010 12:11
النحت الإفريقي: مهنة وتراث
يمتاز جنوب الصحراء الكبرى بالنحت منذ القدم، وتعود بعض التماثيل التي كشف عنها إلى القرن الثالث الميلادي. (الأخبار).
يجلبها أصحابها من السنغال إلى السوق المركزي بالعاصمة نواكشوط للحفاظ على التراث الموريتاني والإفريقي بشكل عام، ولكي لا يندثر ماترمز إليه من قيم وتقاليد شعبية..لا بهدف الربح فقط -كما يقول أصحابها-.
إنها مهنة بيع الثقافة، أو تسويق المنحوتات الفلكلورية، كما يضيف "بيرام" الذي وصفها قائلا: " نحن لا ننظر إليها كعيدان من الخشب مطلية، بل هي رمز تاريخ مضى نسترجعه بهذه التماثيل"
إنها مهنة بيع الثقافة، أو تسويق المنحوتات الفلكلورية، كما يضيف "بيرام" الذي وصفها قائلا: " نحن لا ننظر إليها كعيدان من الخشب مطلية، بل هي رمز تاريخ مضى نسترجعه بهذه التماثيل"
ويضيف بيرام بائع المنحوتات بسوق العاصمة نواكشوط لموفد وكالة أنباء الأخبار المستقلة: "إن محلي حافظ على التراث الإفريقي عامة والموريتاني خاصة، فنحن نعمل في هذه التجارة قليلة الدخل لكي لا تندثر، ولكل من هذه المنحوتات قص خاصة جعلت منه تحفة".
ويشير بيرام إلى أن "أكبر المشاكل التي يواجهها هي عدم إقبال "البيظان"، على مثل هذا النوع من البضاعة، فزباؤننا فقط هم السواح، وقلة من السكان المحلين الزنوج. أما الدولة فلا تقدم لنا أي مساعدة، بل إننا نطلب منها فقط أن توفر الأمن للسواح، لأنه في هذه الفترة ومع تهديدات القاعدة أصبح عدد السواح في تناقص. كما أن الغالبية العظمى من المواطنين لا تعرف أي شيء عن هذا التراث، والذي يعرفه أكثر هم الأجانب".
ويشير بيرام إلى أن "أكبر المشاكل التي يواجهها هي عدم إقبال "البيظان"، على مثل هذا النوع من البضاعة، فزباؤننا فقط هم السواح، وقلة من السكان المحلين الزنوج. أما الدولة فلا تقدم لنا أي مساعدة، بل إننا نطلب منها فقط أن توفر الأمن للسواح، لأنه في هذه الفترة ومع تهديدات القاعدة أصبح عدد السواح في تناقص. كما أن الغالبية العظمى من المواطنين لا تعرف أي شيء عن هذا التراث، والذي يعرفه أكثر هم الأجانب".
أما صديقه أحد فهو أشد تذمرا من قدره الذي ساقه إلى هذه المهنة؛ إذ يعتبرها "تجارة ميتة"، جاءها ليكسب ما يسد به رمقه ويوفر له بعض حاجياته، ولم يحصل ذلك فاستبدل نصف الحانوت بالملابس"، مضيفا بأن أغلب الزبائن من غير السواح هم النساء، وأن التماثيل التي يبيعها تصنع في السنغال ويقوم الباعة في نواكشوط بصقلها لكي تعود كما كانت في حال ما إذا تقادم عليها الزمن، وأنها لم تدر عليه كثيرا من الدخل".
نماذج من المنحوتات
هذه الصورة "للمفكر" الذي يظهر في الصورة على شكل رجل جالس يضع يده على خده يفكر، والرواية المشهورة أن هذا التمثال يرمز للشخص الكبير في السن، الذي يمضي أكثر وقته في التفكير في أمن عشيرته، وتأمين الماء و المرعى لمواشيه. وهناك رواية تقول بأنه الشخص الذي يقترض من أحد في مدينته، ويذهب بقرضه للتجارة خارج القرية، وعند عودته إليها، لم تكن تجارته ربحت، وعاد بما اقترض، فيندم ويجلس على باب القرية حيرانا واضعا يده على خده.
النحت حفاظ على تاريخ قديم
لقد امتازت إفريقيا جنوب الصحراء بالنحت منذ القدم، وتعود بعض التماثيل التي كشف عنها إلى القرن الثالث الميلادي..ليتحول بعد ذلك إلى النحت على الخشب...وكل نحت يرمز لحرفة معينة أو لوسيلة مستخدمة أو لفترة زمنية معينة...وإلى اليوم مازالت هذه العملية تتم لإعادة محاكاة التماثيل القديمة محافظة بذلك على الذاكرة الإفريقية الجماعية.







