تاريخ الإضافة : 25.07.2010 15:19
قنينة الحياة..
سيد محمد ولد أخليل
Khlilsidi@yahoo.fr
أخطو خطوة نحو الأمام.. وبسرعة أكبر أخطو خطوة أخرى.. وأخرى.. وبسرعة أكبر وأكبر أجري وأجري.. لكني في الحقيقة كنت متسمرا في مكاني عاجز عن الحركة.. أتعجب وأنا لا زلت أجري كما اعتقد.. أتوقف لأستغرب قليلا فأذكر طعم طبق السمك المتعفن الذي جعلني يوما أتقيأ شهيتي..
الدهشة تعقد لساني والصراخ يمزق السكون الذي يعتصرني.. أخيرا بلغ السهم قلب الحياة.. تلك الحياة التي جعلتني يوما عبدا لشهواتها..
إني أسبح في شيء لزج.. إني أغرق.. أغرق.. أتذكر أغنيتي القديمة.. "إني أغرق.. أغرق.. أغرق".. فجأة يتلاشى كل شيء.. تتغير الصورة ويتغير الإطار.. أهبط كطائرة مروحية في عالم جديد.. ضحكتها تزيدني اختناقا.. "كفى.. كفى.. لم أعد أحتمل.. قلبي سينفجر"..
تتوقف الضحكة وتتبدل العوالم وتضيع الحبيبة.. يحيط بي جو ملتهب تشعل رماله الحارقة قدمي الحافيتين.. طيوره الصغيرة تمرق من فوقي كشبابي.. ماذا لو كنت طليقا مثلها.. حرا في هذه السماء..
أسكب دموعي في فراغات الأحزان.. توقفن عن الضحك.. توقفن عن.. لم أعد احتمل.. لم أعد احتمل.. ليتني رميت بكن في مزبلة التجاهل.. ليتني استغنيت عنكن بالحلال.. كفى.. توقفن.. لم أعد أحتمل.. لم أعد أحتمل..
كنت وحيدا حتى في أجمل أحلامي.. كان بريق الحياة يحجب عني بريق الأخرى فلم أر ضياعي.. إنهم يسخرون مني.. كفوا عن الضحك.. لست غبيا كما تعتقدون..
اعتقدت بأن بوسعي العيش في الحرام إلى الأبد.. أن بإمكاني أن أحب إلى الأبد.. أن أستمتع إلى الأبد.. ألقى الضلال بظلاله الكثيفة على عالمي فلم أتبين صراطي المستقيم..
اختلطت الألوان وتبدلت العوالم.. إني مقيد إلى صخرة عظيمة كتب عليها "غريزتك".. تلك الغريزة التي كنت أجر خلفي كالحمار.. لم أمانع عندما احتضنتني الذنوب.. لم أقاوم عندما همست في أذني "أطلق لشهوتك العنان"..
تبدلت العوالم.. إني سجين في زنزانة الموت.. تلك الشائعة التي كنت أكذبها.. "ستموت بعد دقائق معدودة.. استعمل قنينة الأمل التي على الجدار وتذكر أنها لن تمنحك أكثر مما منحتك الحياة"..
رائحتها تذكرني بالاستقامة التي سكبت عطرها على أرصفة الشيطان.. وضعت القنينة على ظهري بصعوبة.. لقد أصبح الموت قاب قوسين مني.. لن أسمح له بأن يسرق توبتي..
الهواء ينفد.. إني أختنق.. أختنق.. أغرق.. أغرق..
استنشقت بلهفة ما حوت القنينة من أمل وهواء.. أغمضت عيني باستكانة لأولد من جديد ولكن هيهات.. انتفضت كالملبوس عندما أحسست بأن أنفاسي تتنكر لي.. تراقصت الحياة أمامي كالسراب.. تجلى زيفها بوضوح ورأيت ابتسامتها الشامتة التي طالما أخفتها عني..
توقفن عن الضحك.. توقفوا عن الضحك.. لم أعد احتمل.. لم أعد احتمل.. كفى..
دوى رنين المنبه.. إنه موعد صلاة الصبح.. الموت مجرد كابوس.. لقد حصلت على قنينة أخرى.. بالمناسبة ما الذي تفعله هذه الزجاجة البغيضة على المنضدة حولي.. آه.. هي التي سلبتني عقلي البارحة حتى ضبطت المنبه على صلاة الصبح لأول مرة في حياتي..
Khlilsidi@yahoo.fr
أخطو خطوة نحو الأمام.. وبسرعة أكبر أخطو خطوة أخرى.. وأخرى.. وبسرعة أكبر وأكبر أجري وأجري.. لكني في الحقيقة كنت متسمرا في مكاني عاجز عن الحركة.. أتعجب وأنا لا زلت أجري كما اعتقد.. أتوقف لأستغرب قليلا فأذكر طعم طبق السمك المتعفن الذي جعلني يوما أتقيأ شهيتي..
الدهشة تعقد لساني والصراخ يمزق السكون الذي يعتصرني.. أخيرا بلغ السهم قلب الحياة.. تلك الحياة التي جعلتني يوما عبدا لشهواتها..
إني أسبح في شيء لزج.. إني أغرق.. أغرق.. أتذكر أغنيتي القديمة.. "إني أغرق.. أغرق.. أغرق".. فجأة يتلاشى كل شيء.. تتغير الصورة ويتغير الإطار.. أهبط كطائرة مروحية في عالم جديد.. ضحكتها تزيدني اختناقا.. "كفى.. كفى.. لم أعد أحتمل.. قلبي سينفجر"..
تتوقف الضحكة وتتبدل العوالم وتضيع الحبيبة.. يحيط بي جو ملتهب تشعل رماله الحارقة قدمي الحافيتين.. طيوره الصغيرة تمرق من فوقي كشبابي.. ماذا لو كنت طليقا مثلها.. حرا في هذه السماء..
أسكب دموعي في فراغات الأحزان.. توقفن عن الضحك.. توقفن عن.. لم أعد احتمل.. لم أعد احتمل.. ليتني رميت بكن في مزبلة التجاهل.. ليتني استغنيت عنكن بالحلال.. كفى.. توقفن.. لم أعد أحتمل.. لم أعد أحتمل..
كنت وحيدا حتى في أجمل أحلامي.. كان بريق الحياة يحجب عني بريق الأخرى فلم أر ضياعي.. إنهم يسخرون مني.. كفوا عن الضحك.. لست غبيا كما تعتقدون..
اعتقدت بأن بوسعي العيش في الحرام إلى الأبد.. أن بإمكاني أن أحب إلى الأبد.. أن أستمتع إلى الأبد.. ألقى الضلال بظلاله الكثيفة على عالمي فلم أتبين صراطي المستقيم..
اختلطت الألوان وتبدلت العوالم.. إني مقيد إلى صخرة عظيمة كتب عليها "غريزتك".. تلك الغريزة التي كنت أجر خلفي كالحمار.. لم أمانع عندما احتضنتني الذنوب.. لم أقاوم عندما همست في أذني "أطلق لشهوتك العنان"..
تبدلت العوالم.. إني سجين في زنزانة الموت.. تلك الشائعة التي كنت أكذبها.. "ستموت بعد دقائق معدودة.. استعمل قنينة الأمل التي على الجدار وتذكر أنها لن تمنحك أكثر مما منحتك الحياة"..
رائحتها تذكرني بالاستقامة التي سكبت عطرها على أرصفة الشيطان.. وضعت القنينة على ظهري بصعوبة.. لقد أصبح الموت قاب قوسين مني.. لن أسمح له بأن يسرق توبتي..
الهواء ينفد.. إني أختنق.. أختنق.. أغرق.. أغرق..
استنشقت بلهفة ما حوت القنينة من أمل وهواء.. أغمضت عيني باستكانة لأولد من جديد ولكن هيهات.. انتفضت كالملبوس عندما أحسست بأن أنفاسي تتنكر لي.. تراقصت الحياة أمامي كالسراب.. تجلى زيفها بوضوح ورأيت ابتسامتها الشامتة التي طالما أخفتها عني..
توقفن عن الضحك.. توقفوا عن الضحك.. لم أعد احتمل.. لم أعد احتمل.. كفى..
دوى رنين المنبه.. إنه موعد صلاة الصبح.. الموت مجرد كابوس.. لقد حصلت على قنينة أخرى.. بالمناسبة ما الذي تفعله هذه الزجاجة البغيضة على المنضدة حولي.. آه.. هي التي سلبتني عقلي البارحة حتى ضبطت المنبه على صلاة الصبح لأول مرة في حياتي..







