قالت الشاعرة اللبنانية أمل طنانة إن لبنان بلد شعر مثل موريتانيا ، وبلد ثقافة وفن عريق ظلت الكلمة الحلوة فيه "زاد اللّبناني اليومي" كما ظلت القصيدة "قنديل السّهرات الأزلي"..
وأضافت "لاتستغرب كثرة الشّعراء في لبنان، وفي هذا نتشابه مع إخوتنا الموريتانيّين، فاللّبناني شاعر بالفطرة أو متذوّق للشّعر"
وقالت طنان في حوار مع وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة إن الشعر لكل الحاجات الإنسانية فيمكن أن يحمل رسالة ويشكّل موقفاً ويترجم هموم النّاس وأفكارهم مؤكدة أنّ هذه الوظيفة هي بيت القصيد، مادام النّاس يريدون من الشعر أن يكون كائنا حيا.
وفي ردها على سؤالنا ما ذا يعرف أهل لبنان موريتانيا قالت طنان التي أدت زيارة لموريتانيا في الأسبوع الماضي للمشاركة في مهرجان الشعر إن أهمّ ما يعرفه اللبنانيون عن أهلهم في موريتانيا هو أصالتهم وعراقتهم وإنسانيّتهم، ووقوفهم إلى جانب المقاومة وقضيّتها العادلة، وأضافت أن في هذا خلاصة التّقارب والصّلة الرّوحيّة بين أبناء الشّعب العربي الّتي تدلّ على أنّنا من دم واحد مهما باعدتنا المسافات.
وهذا نص المقابلة:
1- الأخبار:كيف وجدت موريتانيا؟؟
أمل طنانة:وجدت موريتانيا أرضاً لثمتها الشّمس ذات صباح، وتركت على وجهها خصلاً من ذهب شعرها، فظلّتا متعانقتين..
في موريتانيا سحر غريب.. سحر لم أزل أقلّب فيه روحي فلا أعثر على شيء من مكنوناته..

2-الأخبار: ماذا أعجبك فيها؟
أمل طنانة: كلّ شيء..
وأكثر ما لفتني هي تلك البساطة والعفويّة في الحركة الإنسانيّة لدى شعبها الجميل.. رغم كونهم شعبا أصيلا بعاداته وتقاليده، لكنّ هذا لم يمنعه من أن يتحرّك بعفويّة وطهارة، فيطرح الرّاحة والسّكينة في كلّ مكان وكلّ نفس..

3- الأخبار:كيف هي طبيعة المشهد الشّعري في لبنان؟
أمل طنانة: لبنان بلد ثقافة وأدب بامتياز.. بلد شعر وأدب مثل موريتانيا
تجد فيه الكلمة الحلوة زاد اللّبناني اليومي، والقصيدة قنديل السّهرات الأزلي..
ولاتستغرب كثرة الشّعراء في لبنان، وفي هذا نتشابه مع إخوتنا الموريتانيّين، فاللّبناني شاعر بالفطرة أو متذوّق للشّعر ..

4- الأخبار: ماذا يعرف أهل لبنان عن موريتانيا؟
أمل طنانة: أهمّ ما نعرفه عن أهلنا في موريتانيا هو أصالتهم وعراقتهم وإنسانيّتهم، وتقديسهم للحرّيّة والأحرار، و شعورهم اليقظ تجاه القضايا العربيّة الجامعة، و وقوفهم إلى جانب المقاومة وقضيّتها العادلة، وفي هذا خلاصة التّقارب والصّلة الرّوحيّة بين أبناء الشّعب العربي الّتي تدلّ على أنّنا من دم واحد مهما باعدتنا المسافات..

5- الأخبار: أين كنت في أيّام العدوان الصّهيوني الأخير على لبنان؟
أمل طنانة: في الأيّام الأولى للعدوان كنت في ضاحية بيروت الجنوبية حيث أسكن، وفي الأيّام التّالية خرجت مع شقيقتي وأطفالها إلى دمشق حيث تقيم عائلة والدتي ومنزل جدّي وأخوالي وخالاتي..


.. 6- الأخبار: ماهي نظرتك للشّعر؟
أمل طنانة: سبق وأن أجبت عن هذا السّؤال في إحدى المقابلات، ولخّصت جوابي بجملة واحدة:
الشّعر هو الأوكسجين الّذي يمكّنني من أن أعيش في أعماق الحبّ دون أن أختنق..

7- الأخبار: من تعجبك من الشّواعر النّساء؟
أمل طنانة: كثيرات:
أذكر منهنّ: فدوى طوقان، نازك الملائكة، زينب شريم، هدى ميقاتي ، شفيقة وعيل، نجاة الحجري، جهان بركات، وغيرهنّ ممّن لم تسعفني ذاكرتي على ذكر أسمائهنّ..


8- الأخبار: بعض الشّعراء قال إنّ الشّعر ليس للسّياسة فهل توافقين؟
أمل طنانة: لذلك الشّاعر الحقّ في أن يعتقد بما يشاء..
لكن ليس له أن يفرض رأيه على الآخرين أو يقلّل من قيمة إبداعاتهم..
الشّعر لكلّ الحاجات الإنسانيّة يمكن أن يحمل رسالة ويشكّل موقفاً يحمل هموم النّاس وأفكارهم،وأظنّ أنّ هذه الوظيفة هي بيت القصيد، مادام النّاس يكمنون في الشّعر وأحلامهم تشكّل أغراضه..


9- الأخبار: ما هو أطرف موقف واجهته في موريتانيا؟؟
أمل طنانة: لم يكن موقفاً، بل كانت سهرة رائعة قضيتها مع مجموعة من الشّعراء..
هم: أميرا الشّعر سيدي محمّد ولد بمبا من موريتانيا، وحسن بعيتي من سوريا، ومحمّد قرطاس من عمان، وشفيقة وعيل من الجزائر، وخالد الوغلاني من تونس، ونايف الرّشدان من السّعوديّة، وعبد الحميد يوسف من قطر..
كانت سهرة رائعة بحقّ، وقد فاجأتني خفّة ظلّ الأستاذ الشّاعر نايف الرّشدان الّذي كان مميّزاً بسرعة بديهته ونباهته ودماثة خلقه..

10- الأخبار: كيف وصلتك الدّعوة للمشاركة في المهرجان؟
أمل طنانة: هاتفني أخي وصديقي أمير الشّعراء سيدي محمّد ولد بمبا وأخبرني بالدّعوة، فقلت له: آتي ولو مشياً على قدميّ إلى موريتانيا...

11- الأخبار: ماهو شعورك وأنت في الطّريق إلينا؟
أمل طنانة: شعرت وكأنّني أعيش أوّل حبّ.. وفي طريقي للقاء الحبيب...
فرح لايمكن أن تحيطه الكلمات..
أشكرك جزيلاً أخي الكريم، وشكري لكلّ حبّة تراب في موريتانيا، ساهمت في تشكيل ذلك السّحر النّادر والعروبة الأصيلة في ذلك المكان...