"أبو النشيد المدرسي في موريتانيا"
تاريخ الإضافة : 05.03.2010 10:25
محمد عبد الله ولد عمر : قصة غناها البراعم
المعلم لن ينجح إلا إذا كان طفلا" بهذه العبارة يختصر الخبير التربوي والكاتب للمشهور لأدب الأطفال محمد عبد الله ولد عمر نظرته لتربية النشء، نظرية تشكلت عبر خبرة ميدانية في التعليم وخبرة نظرية في المعهد التربوي الوطني بالإضافة لتجربته في كتابته لقصص الأطفال والأناشيد المدرسية.
محمد عبد الله ولد عمر أو "أبو النشيد المدرسي في موريتانيا" قرر ذات يوم أن لا يكتب إلا لبراعم موريتانيا الذين غنوا له "صاحبي يوسفا" و"خروفتي البيضاء" وهم يدلفون إلى عالم الكلمة وعاشوا خيالها الذي "يأنسن" الحيوان كما يقول ضاحكا.
محمد عبد الله ولد عمر أو "أبو النشيد المدرسي في موريتانيا" قرر ذات يوم أن لا يكتب إلا لبراعم موريتانيا الذين غنوا له "صاحبي يوسفا" و"خروفتي البيضاء" وهم يدلفون إلى عالم الكلمة وعاشوا خيالها الذي "يأنسن" الحيوان كما يقول ضاحكا.
محمد عبد الله ولد عمر مواليد 1958 بواد الناقة
تلقى تعليما محظريا درس فيه نصوص نحوية وفقهية
1974 حاز شهادة ابريفيه التي ترشح لها حرا
1974 اكتتب معلما مساعدا ودرس في المدارس الابتدائية حتى 1977
1977 ترشح لمسابقة لمنح إلى السعودية ونجح لكنها ألغيت ووجه الناجحون إلى الثانوية الوطنية
1979 ترشح لباكلوريا الآداب العصرية وحصل على منحة إلى المغرب ألغاها لأسباب عائلية
1980- 84 المدرسة العليا للأساتذة حيث تخرج مدرسا في التعليم الثانوي
84- 92 أستاذا في عدة ثانويات وطنية
1992 إطار بالمعهد التربوي الوطني/ قسم التدريبات
1997 رئيس قسم النشر بالمعهد مخولا صلاحية الأمر بالسحب
2007 ماستر في الدراسات الشرعية من جامعة نواكشوط الحرة
تلقى تعليما محظريا درس فيه نصوص نحوية وفقهية
1974 حاز شهادة ابريفيه التي ترشح لها حرا
1974 اكتتب معلما مساعدا ودرس في المدارس الابتدائية حتى 1977
1977 ترشح لمسابقة لمنح إلى السعودية ونجح لكنها ألغيت ووجه الناجحون إلى الثانوية الوطنية
1979 ترشح لباكلوريا الآداب العصرية وحصل على منحة إلى المغرب ألغاها لأسباب عائلية
1980- 84 المدرسة العليا للأساتذة حيث تخرج مدرسا في التعليم الثانوي
84- 92 أستاذا في عدة ثانويات وطنية
1992 إطار بالمعهد التربوي الوطني/ قسم التدريبات
1997 رئيس قسم النشر بالمعهد مخولا صلاحية الأمر بالسحب
2007 ماستر في الدراسات الشرعية من جامعة نواكشوط الحرة
روافد التجربة
قصة ولد عمر المباشرة مع الكتابة للأطفال بدأت حين مارس التعليم الأساسي منتصف السبعينات فوجد الأناشيد التي تقدم للأطفال لا تناسبهم (مثلا معلقة عنترة وهمزية البصيري) لذا لجأ أولا إلى الأناشيد العربية وأعجب على الأخص بالسوري سليمان عيسى والمغربي محمد النيفر قبل أن يقرر ولوج التجربة بنفسه فكتب أناشيد لتلامذته أصبحت فيما بعد جزء من المقررات المدرسية وتربى عليها أجيال من أطفال موريتانيا.
لكن ولد عمر يتلمس بداية هذه التجربة في لحظات قديمة في طفولته قائلا "تجربتي مع الطفولة بدأت منذ الطفولة" ويشرح ذلك في حديثه المسترسل مع وكالة "الأخبار "نشأت في أسرة أدبية تهم جدا بمشاعر الطفل فمثلا كان خالي محمد محمود ولد بلبلاه يساجل الأطفال وأذكر أنه كتب لي أبياتا في صغري وطلب مني أن أجيبها".
قصص كثيرة من هذا القبيل يذكرها المعلم والأستاذ والمستشار التربوي بالمعهد التربوي في ما بعد محمد عبد الله ولد عمر ويذكر كيف أثرت رؤيته التربوية وجعلته يكتشف أن عالم الطفولة عالم خاص وأن "المعلم لن ينجح إلا إذا كان طفلا".
فهو كتب مرة في صباه الباكر أبياتا ردا على طلب أحد المشايخ من أقاربه فنصب المضاف إليه في أحد هذه الأبيات (لكن الشيخ استحسن الأبيات ولم ينبهني مباشرة إلى الخطأ بل طلب مني أن اقرأ عليه نظم عبيد في النحو وحين وصلت إلى باب المضاف إليه أشار إلى الخطأ الموجود في الأبيات).
ويتحدث ولد عمر عن رافد ثالث لاهتمامه بأدب الطفل يتمثل في الندوات التي كانت تقام في المهرجانات الشعرية العربية التي شارك فيها مثل مهرجانات اتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي حضر مهرجانين له في المغرب وسوريا ومثل مهرجان الجنادرية السعودي (فعلى هامش هذه المهرجانات كانت تقام ندوات عن أدب الطفل سواء كان نشيدا أو قصصا أو غيرها وقد لاحظت من خلالها أن واقع أدب الطفل في موريتانيا يحتاج إلى مراجعة ).
لكن ولد عمر يتلمس بداية هذه التجربة في لحظات قديمة في طفولته قائلا "تجربتي مع الطفولة بدأت منذ الطفولة" ويشرح ذلك في حديثه المسترسل مع وكالة "الأخبار "نشأت في أسرة أدبية تهم جدا بمشاعر الطفل فمثلا كان خالي محمد محمود ولد بلبلاه يساجل الأطفال وأذكر أنه كتب لي أبياتا في صغري وطلب مني أن أجيبها".
قصص كثيرة من هذا القبيل يذكرها المعلم والأستاذ والمستشار التربوي بالمعهد التربوي في ما بعد محمد عبد الله ولد عمر ويذكر كيف أثرت رؤيته التربوية وجعلته يكتشف أن عالم الطفولة عالم خاص وأن "المعلم لن ينجح إلا إذا كان طفلا".
فهو كتب مرة في صباه الباكر أبياتا ردا على طلب أحد المشايخ من أقاربه فنصب المضاف إليه في أحد هذه الأبيات (لكن الشيخ استحسن الأبيات ولم ينبهني مباشرة إلى الخطأ بل طلب مني أن اقرأ عليه نظم عبيد في النحو وحين وصلت إلى باب المضاف إليه أشار إلى الخطأ الموجود في الأبيات).
ويتحدث ولد عمر عن رافد ثالث لاهتمامه بأدب الطفل يتمثل في الندوات التي كانت تقام في المهرجانات الشعرية العربية التي شارك فيها مثل مهرجانات اتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي حضر مهرجانين له في المغرب وسوريا ومثل مهرجان الجنادرية السعودي (فعلى هامش هذه المهرجانات كانت تقام ندوات عن أدب الطفل سواء كان نشيدا أو قصصا أو غيرها وقد لاحظت من خلالها أن واقع أدب الطفل في موريتانيا يحتاج إلى مراجعة ).
مقومات أدب الطفل
يرى ولد عمر أن الطفل "له مشاعر خاصة وخيال خاص وألوان خاصة وحركات خاصة" ولهذا يرى كذلك أن أدب الطفل لا بد له من مقومات خاصة "ففي مضمونه لا بد له من المميزات التالية:
- وضوح الفكرة ووحدتها وعلاقتها بالطفل ومحيطه
- سعة الخيال حتى ولو صادم المعهود في المنطق العقل
- الالتزام بمعنى أن يكون منسجما مع نظرة مجتمع الطفل
- وأن تكون فكرته قابلة للتمثيل".
أما المميزات الشكلية فيذكر ولد عمر منها:
- قصر الجمل والمفردات وسلاسة التركيب وخلوه من المتضايفات.
-الموسيقى والإيقاع حتى لو كان نثرا، وذلك بتواتر الجمل والحروف على نغمة ونظام موسيقي واحد.
- وضوح الفكرة ووحدتها وعلاقتها بالطفل ومحيطه
- سعة الخيال حتى ولو صادم المعهود في المنطق العقل
- الالتزام بمعنى أن يكون منسجما مع نظرة مجتمع الطفل
- وأن تكون فكرته قابلة للتمثيل".
أما المميزات الشكلية فيذكر ولد عمر منها:
- قصر الجمل والمفردات وسلاسة التركيب وخلوه من المتضايفات.
-الموسيقى والإيقاع حتى لو كان نثرا، وذلك بتواتر الجمل والحروف على نغمة ونظام موسيقي واحد.
التجربة القصصية
لا يقتصر اهتمام ولد عمر بأدب الطفل على الأناشيد بل إنه أيضا يكتب قصص الأطفال وله مجموعة قصصية بعنوان "الطاووس الذهبي" ترجمت إلى الفرنسية.
يتذكر ولد عمر أن هذه المجموعة بالإضافة لحوالي مائة أغنية كانت حصاد تجربة المركز الوطني لثقافة الطفل ووجلة السنبلة التي تصدر عنه "أسسنا هذا المركز نهاية الثمانينات أنا ومجموعة من الباحثين هم كاتب الأطفال الأكبر محمد فال ولد عبد الرحمن والمرحوم سيدي بويا ولد عمر والدكتور عبد الودود (ددود) ولد عبد الله والأستاذ محمد المختار ولد سيدينا وكنا نريد أن يقدم برنامجا موازيا للمقرر الدراسي وفي هذا الإطار كتبت هذه المجموعة من القصص والأناشيد".
لكن ولد عمر يستغرب عدم إدراج قصص الأطفال في المقررات المدرسية ويرى أن المفتشية العامة للتعليم غاب عنها الاهتمام بالموضوع "وصار الكتاب المدرسي مربوطا بالمقررات يصعب إدخال بعض النماذج فيه دون تعسف".
ويعزو ولد عمر ضعف الثقافة القصصية والروائية في موريتانيا إلى غيابها من المقررات "فالقصاص عندنا يعدون بالخنصر إذا ما قورنوا بالشعراء بل إذا قورنوا بالكتاب".
يتذكر ولد عمر أن هذه المجموعة بالإضافة لحوالي مائة أغنية كانت حصاد تجربة المركز الوطني لثقافة الطفل ووجلة السنبلة التي تصدر عنه "أسسنا هذا المركز نهاية الثمانينات أنا ومجموعة من الباحثين هم كاتب الأطفال الأكبر محمد فال ولد عبد الرحمن والمرحوم سيدي بويا ولد عمر والدكتور عبد الودود (ددود) ولد عبد الله والأستاذ محمد المختار ولد سيدينا وكنا نريد أن يقدم برنامجا موازيا للمقرر الدراسي وفي هذا الإطار كتبت هذه المجموعة من القصص والأناشيد".
لكن ولد عمر يستغرب عدم إدراج قصص الأطفال في المقررات المدرسية ويرى أن المفتشية العامة للتعليم غاب عنها الاهتمام بالموضوع "وصار الكتاب المدرسي مربوطا بالمقررات يصعب إدخال بعض النماذج فيه دون تعسف".
ويعزو ولد عمر ضعف الثقافة القصصية والروائية في موريتانيا إلى غيابها من المقررات "فالقصاص عندنا يعدون بالخنصر إذا ما قورنوا بالشعراء بل إذا قورنوا بالكتاب".
ولد عمر الأب
سألت ولد عمر في ختام اللقاء معه عن تجربته كأب وهو الذي لونت الطفولة مسيرة حياته وعايشها وعايشته في كل محطاته فرد أنه يلتزم بثلاثة مبادئ في تربية أبنائه: المحبة الفائقة لأن أحوج ما يحتاجه الطفل هو إغداق المحبة عليه، والصرامة فعندما آمر أحدهم أو أزجره عن أمر ولا يطيع فإنه ينال عقابه، والمبدأ الثالث هو الأخوة "بمعنى أننا نتعامل كإخوة أو أصحاب فنتحدث في كل القضايا ولكن في حدود الأدب".
لكن أطرف ما في تجربة ولد عمر الأبوية هو أنه كما قال يراعي ارتفاع الأسعار في الجوائز التي يمنحها للأبناء "فأنا أعطي لكل من أكمل حفظ حزب من القرآن أو حل في المراكز الخمسة الأولى في الفصل جائزة معينة وحين ترتفع الأسعار فإني أزيد مبلغ الجائزة!!
لكن أطرف ما في تجربة ولد عمر الأبوية هو أنه كما قال يراعي ارتفاع الأسعار في الجوائز التي يمنحها للأبناء "فأنا أعطي لكل من أكمل حفظ حزب من القرآن أو حل في المراكز الخمسة الأولى في الفصل جائزة معينة وحين ترتفع الأسعار فإني أزيد مبلغ الجائزة!!







