تاريخ الإضافة : 03.03.2010 11:47
النزوح...! قصة قصيرة
أغلقت باب العريش، الأطفال يغطون في نومهم، حاولت ان تنسى كل شيء... حتى الألم الذي بدأ يقطع أمعاءها تماما مثل ما كانت تسمع من سيدتها في وصف الموت.. حاولت أن تنساه..
لا أريد المزيد من الأطفال ،لقد أتعبتني تربيتهم ..دخلت مشاكل كثيرة بسببهم ...شتموا هذا ،واعتدوا على ذلك، واتهمتهم تلك بالنشل والسرقة..حتى التحاقهم بالمدرسة كان عبئا إضافيا يثقل كاهلي :
فاتيس،أريد قلما،وعلبة ملونات..أريد دفترا،امتلأت دفاتري سيدي سيضربني..فاتيس، وأنا....
طلبات الأطفال يتردد صداها في أذنها باستمرار..
آه! كم أتعبتني هذه الحياة...!
كم كان قراري بالنزوح خاطئا!لقد غرر بي "مولود"عندما صور لي حياتي مع الأسياد جهنمية،وحياة المدينة جنة فيحاء.
فعلا لقد اقتنعت بأفكاره،لأنها في الواقع كانت تلامس شغاف قلبها،لقد سمعت أن أمها رعت الغنم،وأن أباها جلب الماء من دون أجر وأنهما كانا يتعرضان لأصناف الإهانات والشتائم لأتفه الأسباب..الكل كان في عينها مجرما وعدوانيا..حتى أولئك الذين يظهرون لها التودد"تظحكلك السن التحته السم1"
فا تيس،الكل هنا يعتبرك أمة مهما حاولوا تغطية ذلك ، عليك أن ترحلي إلى العاصمة،حيث الكرامة والعمل الحر..فاتيس،أغلى ما يملكه الفرد هو الحرية،لا تقدر بثمن..هيا ارحلي عن هذه الأرض..
آه..!لقد غرر بي،هذا على الأقل لم أعشه كان في زمن آخر،ما شاهدته هو العمل مقابل أجر،وأكثر من ذلك كانوا يقدمون لي كل ما احتاجه..
ـ احمل هذا ل"افيطمة"
ـ"افيطمة"خذي تلك الحاوية فيها بعض الملابس للأطفال
ـ إطول عمرك وعل درجتك2
مشاهد كانت تتكرر كثيرا ،خاصة في الأعياد أو بمناسبة قدوم أحد..تزيد من تعلقي بالأسياد ،إنسانيها كلام "مولود"العذب وأبعدها عن ذهني شعوري بأني أقل شأنا ممن حولي،فأنا لا أقرأ ولا أكتب ،حاولوا معي في الصغر لكنني فشلت.
كانت أمي تأجرني لبعض الأسياد لرعاية الرضع بعد أن اختفت عادة رعي صغار الغنم..!
لازلت أتذكر أنه كلما مرض أحد أفراد أسرتي ذهبوا به إلى المتشفى ،كما لوكان من أفرادهم
عندما مرضت المرحومة أمي،لم تقبل سيدتها العجوز أن تذهب من دونها.
أما مولود فلم تعد لي به صلة سوى ذلك اللقب الذي غيربه حياتي واختفى...
لقد أطلق علي لقب "فاتيس"بدل "افيطمة"ليلةكنا في مناسبة أهل"عمر"
استهواني كلامه الذي يأسر الألباب،فقررت النزوح إلى العاصمة ..سكنت في هذا العريش المهترئ..في حي هامشي من أحياء الصفيح.
لم يعد مولود مهتما بي"لقد ذهب النور الذي كان معي إذن"..تسعة أطفال والعاشر في الطريق..أصبح مولود يتجنب النظر إلي في المناسبات التي تجمعنا نادرا.
لم يعد يلوح بيده،عندما يمر من أمامي في سيارته الفارهةوأناأبيع الكسكس..!
أصبحت أشعر بالدونية أمام رفاقي أكثر مما كنت أشعر به أمام الأسياد ...
لم يعد أحد يساعدني،نساني الأسياد وتخلى عني الرفاق..
عندما استعصت ولادة طفلي الثالث حتى علم الكل ممن حولي كنت أراهن أن مولود لن ينساني هذه المرة
وسيقدم مساعدة كبيرة.
ـ آه! هذه مشكلة فاتيس ماذا أفعل؟لم يبق ما أشتري به الضمادات...
ـ صديقتي، اقتربي هاتفي مولد وأشعريه بحالتي
لم يعبأ بتلك المهاتفة..
دخلت الكثير من المطبات دون أن يشعر أحد..حتى صديقاتي أخرجنني من التعاونية...
آه...! هاهو الألم يعتصرني من جديد..والولد يقترب و..آآ..ه يا ألله ..ياألله...ياقريب الفرج..يا..ياخير ما يرتجى...!!
الديماني ولدمحمديحي
لا أريد المزيد من الأطفال ،لقد أتعبتني تربيتهم ..دخلت مشاكل كثيرة بسببهم ...شتموا هذا ،واعتدوا على ذلك، واتهمتهم تلك بالنشل والسرقة..حتى التحاقهم بالمدرسة كان عبئا إضافيا يثقل كاهلي :
فاتيس،أريد قلما،وعلبة ملونات..أريد دفترا،امتلأت دفاتري سيدي سيضربني..فاتيس، وأنا....
طلبات الأطفال يتردد صداها في أذنها باستمرار..
آه! كم أتعبتني هذه الحياة...!
كم كان قراري بالنزوح خاطئا!لقد غرر بي "مولود"عندما صور لي حياتي مع الأسياد جهنمية،وحياة المدينة جنة فيحاء.
فعلا لقد اقتنعت بأفكاره،لأنها في الواقع كانت تلامس شغاف قلبها،لقد سمعت أن أمها رعت الغنم،وأن أباها جلب الماء من دون أجر وأنهما كانا يتعرضان لأصناف الإهانات والشتائم لأتفه الأسباب..الكل كان في عينها مجرما وعدوانيا..حتى أولئك الذين يظهرون لها التودد"تظحكلك السن التحته السم1"
فا تيس،الكل هنا يعتبرك أمة مهما حاولوا تغطية ذلك ، عليك أن ترحلي إلى العاصمة،حيث الكرامة والعمل الحر..فاتيس،أغلى ما يملكه الفرد هو الحرية،لا تقدر بثمن..هيا ارحلي عن هذه الأرض..
آه..!لقد غرر بي،هذا على الأقل لم أعشه كان في زمن آخر،ما شاهدته هو العمل مقابل أجر،وأكثر من ذلك كانوا يقدمون لي كل ما احتاجه..
ـ احمل هذا ل"افيطمة"
ـ"افيطمة"خذي تلك الحاوية فيها بعض الملابس للأطفال
ـ إطول عمرك وعل درجتك2
مشاهد كانت تتكرر كثيرا ،خاصة في الأعياد أو بمناسبة قدوم أحد..تزيد من تعلقي بالأسياد ،إنسانيها كلام "مولود"العذب وأبعدها عن ذهني شعوري بأني أقل شأنا ممن حولي،فأنا لا أقرأ ولا أكتب ،حاولوا معي في الصغر لكنني فشلت.
كانت أمي تأجرني لبعض الأسياد لرعاية الرضع بعد أن اختفت عادة رعي صغار الغنم..!
لازلت أتذكر أنه كلما مرض أحد أفراد أسرتي ذهبوا به إلى المتشفى ،كما لوكان من أفرادهم
عندما مرضت المرحومة أمي،لم تقبل سيدتها العجوز أن تذهب من دونها.
أما مولود فلم تعد لي به صلة سوى ذلك اللقب الذي غيربه حياتي واختفى...
لقد أطلق علي لقب "فاتيس"بدل "افيطمة"ليلةكنا في مناسبة أهل"عمر"
استهواني كلامه الذي يأسر الألباب،فقررت النزوح إلى العاصمة ..سكنت في هذا العريش المهترئ..في حي هامشي من أحياء الصفيح.
لم يعد مولود مهتما بي"لقد ذهب النور الذي كان معي إذن"..تسعة أطفال والعاشر في الطريق..أصبح مولود يتجنب النظر إلي في المناسبات التي تجمعنا نادرا.
لم يعد يلوح بيده،عندما يمر من أمامي في سيارته الفارهةوأناأبيع الكسكس..!
أصبحت أشعر بالدونية أمام رفاقي أكثر مما كنت أشعر به أمام الأسياد ...
لم يعد أحد يساعدني،نساني الأسياد وتخلى عني الرفاق..
عندما استعصت ولادة طفلي الثالث حتى علم الكل ممن حولي كنت أراهن أن مولود لن ينساني هذه المرة
وسيقدم مساعدة كبيرة.
ـ آه! هذه مشكلة فاتيس ماذا أفعل؟لم يبق ما أشتري به الضمادات...
ـ صديقتي، اقتربي هاتفي مولد وأشعريه بحالتي
لم يعبأ بتلك المهاتفة..
دخلت الكثير من المطبات دون أن يشعر أحد..حتى صديقاتي أخرجنني من التعاونية...
آه...! هاهو الألم يعتصرني من جديد..والولد يقترب و..آآ..ه يا ألله ..ياألله...ياقريب الفرج..يا..ياخير ما يرتجى...!!
الديماني ولدمحمديحي







