الأخبار (نواكشوط) ـ قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إنها عثرت على وثيقة تعود لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتتضمن إستراتيجيته السياسية في منطقة إقليم أزواد بالشمال المالي.

وقالت الصحيفة إن الوثيقة التي عثر عليها في شهر فبراير الماضي بتمبكتو هي عبارة عن رسالة كتبها زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "عبد الملك دروكدال" الملقب بأبي مصعب عبد الودود في 2012، حين كان رجاله يسيطرون على شمال مالي، ويطالبهم فيها بالتخفي خلف حكومة من الطوارق كي يكسبوا تدريجيا تأييد السكان".

وأشارت "ليبراسيون" إلى أن الرسالة بمثابة "خارطة طريق" يشرح فيها "درودكال" لأتباعه الطريقة المثلى للسيطرة على شمالي مالي.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الرسالة المكتوبة باللغة العربية والذى نشرت "ليبراسيون" نسخة منها محتفظة بلغتها الأصلية تقع في ستة محاور وهي مطبوعة على الحاسب الالكتروني ومؤرخة بتاريخ يوليو 2012، وتحمل عنوان "توجيهات عامة بخصوص المشروع الاسلامي الجهادي بأزواد".

ويؤكد دروكدال في رسالته الموجهة إلى أمراء التنظيم أن "القوى الكبرى المهيمنة على الواقع الدولي رغم ضعفها وتراجعها نتيجة الانهاك العسكري والازمة المالية، الا انها ما زالت تملك الكثير من الاوراق التي تؤهلها لمنع قيام دولة إسلامية في أزواد يحكمها جهاديون او اسلاميون" وذلك قبل التدخل العسكرى الفرنسى فى يناير 2013.

وقال "دروردكال" قائد التنظيم فى رسالته إلى انه "من المتوقع جدا، وربما من المؤكد، ان يحدث تدخل عسكري سواء مباشر او غير مباشر او ان يفرض حصار اقتصادي وسياسي عسكري كامل وضغوط متعددة ستصب في النهاية اما الى اجبارنا على التراجع لقواعدنا الخلفية او اثارة الشعب علينا نتيجة التجويع وقطع الامدادات والرواتب او تأجيج الصراع بيننا وبين بقية الحركات السياسية المسلحة في الاقليم".

كما اقترح عبد الودود – بحسب الوثيقة - وبناء علي تلك التوقعات على اتباعه عدم الظهور في الحكم بل تعيين "سلطة صورية من الطوارق"، وكذلك ايضا عدم المسارعة الى التشدد في تطبيق احكام الشريعة والتساهل في تطبيق هذه الاحكام حتى لا ينقلب السكان على الحكم الجديد.