تاريخ الإضافة : 17.05.2010 11:05

نص بيان السجين الطيب ولد السالك من السجن المركزي

السجين السلفي الطيب ولد السالك

السجين السلفي الطيب ولد السالك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
"أنا لن أتكلم، بل سوف أعمل"، هذا هو جواب وزير العدل عندما زارنا في سجن "اكواتنامو المركزي"، وكان مصحوبا بوفد كبير من قطاعه، والتقى بمناديب القواطع الذين أكدوا له أنه سبق وأن زارهم وزراء ولجان، وأعطوهم تعهدات بأن ظروفهم المزرية التي يعيشونها سوف تتحسن، ولكنها مجرد وعود.

وكأننا نطلب مستحيلا، إنها حقوق تولد مع ولادة أي شخص بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه، وتتمثل أساسا في الغذاء والدواء والخلوة الشرعية إلى آخر الحقوق الضرورية.

ولكن حقيقة الأمر أن القوم لا يحترمون ولا يعتنون بحقوق الإنسان وهو حر طليق؛ ناهيك عن سجين.

دخلنا في إضراب عن الطعام لمدة عشرين يوما، وكان الهدف من الإضراب هو إطلاع الرأي العام المسلم على ما نعانيه على أيدي سجانينا، وكذلك الضغط على الإدارة من أجل أن ترجع لنا حقوقنا التي لم نحصل عليها قط.

فإذا بنا نتفاجأ بقرار من إدارة السجن يمنع منعا باتا كل من ترتدي رمز العفة من زيارة السجن.

وبهذا القرار تمنع أمهات وزوجات وأخوات لنا بحجة أنهن منقبات، والنقاب غير مرغوب فيه، وكان إشعارهم لنا بمنع المنقبات من زيارة السجن متزامنا مع مصادقة البرلمان الفرنسي على تجريم النقاب، واعتباره مخالفا للقيم الجمهورية الفرنسية.
وفي الوقت الذي كان نتابع فيه بحزن شديد المضايقات التي تتعرض لها المسلمات في أووربا بسبب ارتدائهن الحجاب، إذا بنا في بلدنا نعاني ما يعانيه المسلمون في أووربا.

ماذا كان يعني الوزير بقوله "أنا لن أتكلم بل سوف أعمل"؟، هل كان يعني أنه سوف يعمل على تحسين ظروفنا التي هي في غاية الصعوبة؟، والتي -لحد الساعة- لم تتحسن، أم هو العمل على مصادرة ما تبقى لنا من حقوق؟، أين هي ديمقراطيتكم التي تتبجحون بها؟ ألا تنص هذه الديمقراطية على حرية المعتقد؟ والحرية الفردية والجماعية؟ أم أنكم تؤمنون ببعض ديمقراطيتكم وتكفرون ببعضها؟ تأبى الديمقراطية إلا أن تكون دينا في حقيقتها، رغم تلبيس المروجين لها بوصفها بأنها أحسن ما توصل إليه العقل البشري، (يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).

أين العلماء من هذه المحاربة الصريحة والواضحة للنقاب والعفاف في بلاد شنقيط؟ ما هو موقف محمد الحسن ولد الددو وأحمد ولد لمرابط والقائمة الطويلة من العلماء التي كانت تصبح وتمسي علينا بحجة الحوار؟.

أدعوا كل من في قلبه حبة خردل من إيمان، أن يسعى إلى رفع الظلم عن المنقبات سواء في بلاد أوروبا أو في بلاد شنقيط.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الطيب ولد السالك
اكوانتنامو – نواكشوط.

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025