بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
أيتها العاملات، أيها العمال
تخلد بلادنا غدا على غرار المجموعة الدولية العيد الدولي للشغل، وبهذه المناسبة السعيدة يطيب لي أن أهنئ كافة أفراد الشغيلة الوطنية.
وأؤكد لكم إخوتي العمال عزم السلطات العمومية الجاد على المضي قدما في نهج سياستها الرامية إلى التحسين المتواصل لأوضاعكم المعنوية والمادية.

إخوتي العمال،
شهدت بلادنا السنة الماضية انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة نال خلالها البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ثقة الشعب الموريتاني ويولى هذا البرنامج، الذي تعكف الحكومة بإشراف الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف على تنفيذه، أهمية خاصة للطبقة العاملة وإلى التحسين المستمر لظروفها المعيشية.

وتجسد ذلك من بين أمور أخرى في :
ـ زيادة أجور عمال الوظيفة العمومية زيادة معتبرة تجلت في تعميم علاوتي النقل والسكن .
ـ العمل المتواصل على إنجاز خطة تمكن العمال من الحصول على قطع أرضية وقروض ميسرة لبنائها .
ـ العمل في القريب العاجل بإذن الله على توفير النقل العمومي في كبريات مدن البلاد .
ومن جهة ثانية ركز قطاعنا بتعليمات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز جهوده خلال هذه السنة على تعزيز قدرات ووسائل مفتشيات الشغل الجهوية حيث تم اكتتاب 40 ما بين مراقب ومفتش للشغل، وسينطلق قريبا بناء وتجهيز مبان لمفتشيات الشغل سبيلا إلى تمكينها من أداء رسالتها خدمة للجميع، ومحافظة على تطبيق قوانين الشغل وضمانا للسلم الاجتماعي .

ويدخل في هذا الإطار- كما تعلمون- ما يتم الإعداد له من دراسة وغربلة لنصوص مدونة الشغل ومراجعة للاتفاقية الجماعية، وذلك سعيا إلى إعطاء كل الضمانات للعامل في حقه في العيش الكريم في ظل ظروف صحية سليمة .

إن تعزيز قدرات ووسائل الإدارة المكلفة بالشغل وشركائها ضمن مواضيع أخرى متعددة يمثل محورا أساسيا في برنامج العمل اللائق الذي يتم إعداده بالتعاون مع المكتب الدولي للشغل .

وفى إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه قطاعنا للتدريب والتكوين المستمر، تم القيام بالعديد من الورشات والدورات والندوات التحسيسية والتكوينية لصالح الفاعلين في مجال الشغل من مفتشين وممثلين للمركزيات النقابية .

وقد حظيت المركزيات النقابية، بعناية وتقدير كبيرين من حيث التشاور معها بصفة دائمة حول كل القضايا التي تهم العامل ومساعدتها على القيام بالمهام التي أناطها بها العمال حيث استفادت من دعم مالي بلغ هذه السنة ما يناهز 40 مليون أوقية .

أيتها العاملات، أيها العمال،
إن قطاعنا عاكف الآن على دراسة إنشاء مجلس وطني يعنى بالمفاوضات الاجتماعية بين مختلف أطراف الإنتاج وذلك تجسيدا لما تم الاتفاق عليه في مفاوضات 2005 وإننا سائرون على درب التفاوض المثمر والبناء سعيا إلى التوصل إلى نتائج ترضى كل الأطراف وتضع المصلحة العليا للبلد فوق كل اعتبار .

وفى هذا السياق أصدر سيادة الرئيس أوامره إلى الحكومة باتخاذ كل الإجراءات من أجل الرفع من مستوى الطبقة العاملة .
ودعا المسؤولين كافة في أكثر من مناسبة إلى القطيعة مع الممارسات اللامسؤولة وحثهم على العمل الجاد سعيا إلى التغلب على آثار الفساد الذي عرفته البلاد في الحقب الماضية والتحلي بالمسؤولية والحكمة والمواظبة على العمل المنتج.

فبالعمل وحده تبنى الأمم، وقناعتنا راسخة بأن الثروة الحقيقية تكمن في توفر مصادر بشرية قادرة على الرفع من مستوى الإنتاج والإنتاجية وإن لبلادنا في هذا المجال طاقات لا تنضب .
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ..." صدق الله العظيم .
عاش فاتح مايو، عاشت الشغيلة الموريتانية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.