تاريخ الإضافة : 21.08.2010 09:43

شنقيط تعانق الدوحة في ليلة موريتانية بالخيمة الخضراء*

تحت شعار "شنقيط تعانق الدوحة" استضافت الخيمة الخضراء بمركز أصدقاء البيئة في ختام أسبوعها الاول من برنامجها الرمضاني لهذا العام ابناء الجالية الموريتانية بقطر بحضور السفير الموريتاني بقطر سعادة محمد فال ولد بلال والدكتور سيف على الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة وأعضاء المركز وجمع غفير من أبناء الجالية الموريتانية بالإضافة لزوار الخيمة الرمضانية وتميزت الليلة بطابعها الشعري لاسيما أن موريتانيا تعرف ببلد المليون شاعر فقد كان الشعر حاضرا في الليلة الموريتانية على تلال الخيمة الخضراء بمركز أصدقاء البيئة.


وقد أكد الدكتور محمد مختار الشنقيطي في محاضرته القيمة عن الثقافة الموريتانية بان الثقافة الموريتانية تعتبر ثقافة عربية خالصة وقال: موريتانيا تعتبر قطعة من الجزيرة العربية منوها الى عشق الموريتاني للصحراء بجانب تمسكه بالقيم والمواريث الصحراوية التي اصبحت من اهم مميزات الشخصية الموريتانية، واضاف: الثقافة الموريتانية تكونت عقب دخول الاسلام في موريتانيا على يد عقبة بن نافع وتوافد القبائل الحسانية على موريتانيا لافتا إلى الاثر الكبير الذي احدثته الثقافة الاندليسية على الثقافة الموريتانية وتأثر انسان موريتانيا بالمنتج الثقافي والفكري في الاندلس الذي ابدعه ابن رشد وغيره في مختلف العلوم، مشيرا في الوقت نفسه الى الاثر الذي تركته المدرسة القيروانية في المجتمع الموريتاني منوها الى ان اكثر الكتب المنتشرة في موريتانيا في الادب والفقه وغيرها جاءت من مدارسة الاندلس والقيروان ومصر مثل رسالة القيرواني ومختصر خليل وغيرها.

على صعيد متصل اشار الشنقيطي الى ان الثقافة الموريتانية تعتبر ثقافة بدوية صحراوية خالصة وتمثل الصحراء لدى الموريتاني رمزا للشهامة والبطولة والمروءة وكافة المواريث التي يتمسك بها انسان الصحراء منذ القدم الى يومنا هذا، واضاف: كما تعتبر الثقافة الموريتانية ثقافة فقهية نحوية وقد شهدت موريتانيا العديد من المناظرات الثقافية في مجال النحو فعندما يخطئ شاعر من الشعراء في موضع نحوي تثور ثائرة النحويين وتدور معارك نحوية ضارية بسبب بيت واحد من الشعر مشيرا في خاتمة كلمته بان الثقافة الموريتانية ثقافة عربية اصيلة هاجرت من الجزيرة العربية الى موريتانيا واحتفظ بكل ملامحها الى يومنا هذا.

من ناحيته اشار محمد المختار ولد الدمين الى الملامح الثقافية التي تميز المجتمع الموريتاني وقال: الثقافة الموريتانية ثقافة شعرية عربية اسلامية تمثل الحلقة المفقودة في التراث العربي والتي مثلتها الحقبة الشنقيطية لافتا الى تأثر الشعراء الموريتانيين بالصحراء وعدد من المدارس الشعرية مثل مدرسة الاندلس وقال: فوز شعراء موريتانيا بجوائز في مجال الشعر يعتبر ذلك احد العلامات الدالة على تميز موريتانيا في مجال الشعر.

و في كلمة حول ثقافة "المحضرة" في موريتانيا قال الدكتور سيدي احمد: المحضرة هي المدرسة التقليدية في موريتانيا حيث طورها اهل موريتانيا في حلهم وترحالهم من اجل نشر العلم والمعرفة، مشيرا الى تسلسل ظهور المحضرة منذ دخول الاسلام في البلاد في العام 116هجرية على يد عقبة بن نافع الى ظهور دولة المرابطين والتي اسسها عبدالله بن ياسين الذي اسس الرباط وظهرت المحضرة وسط هذه الاجواء ويقوم عليها شيوخ لتدريس علوم اللغة والفقه وغيرها من العلوم التي يأتي الطلاب للنهل منها من اجل العلم لا من اجل الدنيا والعمل منوها الى انتشار الفقه المالكي وكتب التصوف مثل الفية بن مالك والكافية لافتا الى تميز علماء المحضرة في مجال التأليف وقد رفدوا المكتبة الاسلامية بعدد كبير من الكتب.


كما تخللت الليلة العديد من النماذج الشعرية للدكتور عبدالرحمن الشيباني وسيدي محمود بجانب عرض لعدد من الانماط الشعرية السائدة بموريتانيا وقد تميزت الليلة الموريتانية بروح شعرية طاغية وكانت الليلة ذات طابع شعري بحت وكانما الخيمة الخضراء قد تحولت الى خيمة الصحراء وضربت اوتادها على ضفاف اصدقاء الصحراء بموريتانيا في ليلة شعرية رمضانية من ليالي الشعر البدوي ببلد المليون شاعر وشاعر في ليلة من ليالي الف ليلة وليلة.


وفي كلمته في فاتحة الليلة حيا الدكتور سيف على الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة أبناء الجالية الموريتانية بقطر على مساهمتهم الواضحة في النهضة التي تشهدها دولة قطر، وقال إن الجالية الموريتانية لها إسهامات كبيرة وواضحة في قطر كما تتميز الجالية بأنها تضم نخبة من أميز ابناء موريتانيا، مشيرا إلى أن الشعب الموريتاني من أكثر الشعوب فخرا بانتمائه للأمة العربية والإسلامية منوها إلى الاهتمام الكبير بالشعر في موريتانيا إلى درجة جعلت موريتانيا تشتهر ببلد المليون شاعر لافتا إلى تخصيص مركز أصدقاء البيئة لكرسي الشعر للجالية الموريتانية وقال: يأتي هذا كتكريم لموريتانيا لاهتمامها بالشعر ولفتح المجال لأبناء الجالية الموريتانية لاستعراض إشعارهم ومواهبهم الشعرية، مشيرا في الوقت نفسه الى أن مركز أصدقاء البيئة تبنى برنامج الخيمة الخضراء الرمضاني بهدف التقاء أبناء الجاليات العربية لتطوير أواصر المودة والإخاء متمنيا أن تنجح الليلة الموريتانية في تسليط الأضواء على موريتانيا وتكشف النقاب عن المجتمع الموريتاني وما يمور داخله من شعر وأدب وثقافة.

وأكد سعادة السفير الموريتاني في قطر محمد فال ولد بلال بان الجالية الموريتانية تعتبر جالية من النخبة. وقال: موريتانيا قد رمت قطر بأحسن ما عندها وهم السفراء الحقيقيون لموريتانيا وللموريتانيين جهود كبيرة في مجال نشر اللغة العربية والدين الإسلامي في أفريقيا في الماضي والحاضر كما للموريتانيين جهود في المجالات الحديثة مثل الطب والهندسة وغيرها، وأضاف: للموريتانيين أيضا جهود مقدرة في نشر اللغة العربية في غرب افريقيا مشيرا الى ان اهتمام الموريتانيين بالشعر والادب العربي جاء بسبب انفصالهم عن الوطن الام في الجزيرة العربية، وقال: ظل الموريتانيين متمسكين بالشعر والادب العربي لشعورهم بالعزلة وظلوا في حالة شعرية دائمة حتى اصبح الشعر العربي جزءا من نسيج الشخصية الموريتانية منوها الى الغربة التي يعيشها الموريتاني في وطنه وحالة الحنين التي تنتابه الى وطنه الام.
وحيا سعادته حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وحكومته الرشيدة على الدعم المتواصل للشعب الموريتاني في كافة المناحي، مشيرا الى ان الليلة الموريتانية بالخيمة الخضراء تعتبر احد التجليات الدالة على هذا الدعم والمؤازرة كما شكر مركز اصدقاء البيئة على استضافته للجالية الموريتانية في الوقت الذي تتوج فيه قطر كعاصمة للثقافة العربية 2010.


ويأتي برنامج الخيمة الخضراء لهذا العام في اطار برنامج طموح تبنته الخيمة الخضراء بمركز اصدقاء البيئة ويرمي لدعم الدوحة عاصمة الثقافة للعام 2010 بدعم من شركة قطر للبترول وقد سجل البرنامج نجاحا كبيرا في اسبوعه الاول حيث استضافت الخيمة في الاسبوع الاول جاليات مصر وفلسطين والسودان وموريتانيا، وتستضيف في بداية اسبوعها الثاني يوم غد الاحد الجالية السورية.

*عن الشرق القطرية بتصرف

الرياضة

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025