تاريخ الإضافة : 20.06.2010 11:40

الحوض الغربي: المحاظر "قلاع" تواجه تحديات، ودعم رسمي مخجل


بعثة الأخبار _ قرية ما كانت - شمال لعيون - الحوض الغربي (26)


طلبة المحظرة أثناء كتابة ألواحهم ضحى، حيث توضع "الدواة"، أو "الصمغة" بينهم ليأخذ كل واحد منهم بقلمه ما يكتب به، إنها عملية تتكرر خمس مرات أسبوعيا (الأخبار)

طلبة المحظرة أثناء كتابة ألواحهم ضحى، حيث توضع "الدواة"، أو "الصمغة" بينهم ليأخذ كل واحد منهم بقلمه ما يكتب به، إنها عملية تتكرر خمس مرات أسبوعيا (الأخبار)

"ما حصلنا عليها كان قليلا (يحتاج نزول البركة)، وقد بدأ منذ ثلاثة أعوام أو أربعة، ففي أحد الأعوام حصلنا على مبلغ غير مسبوق تمثل في 25.000 أوقية سنويا، وفي عام آخر حصلنا على 15.000 أوقية، أما في السابق فكنا نحصل أحيانا على 3000-3500 أوقية، من قطاع المحاظر في الوزارة الوصية".

هكذا وصف الشيخ أحمد ولد باهيم شيخ محظرة بقرية "ما كانت" بولاية الحوض الغربي وضع الدعم الرسمي للمحاظر في الولاية، وعلاقة القطاع بالمحاظر الموجودة في المنطقة وخصوصا محظرته.

أما باب ولد ألف شيخ محظرة الإمام مالك فيقول: "هذه المحظرة التي أشرف عليها لم تستفد من أي دعم"، مضيفا "لم نتلق أي دعم من قطاع المحاظر والمساجد، زارونا مرات وأعطونا الكثير من الوعود، ومع أن هناك مبالغ زهيدة تدفع مع نهاية السنة لكنها لا تذكر لقلتها".

وأشار ولد ألف إلى أنهم جاءتهم "الكثير من البعثات وأجروا معنا مقابلات وأخذوا صورا من المحظرة ومن تلامذتها وشيوخها، ولم نجد لذلك نتيجة حتى اللحظة".


أوضاع صعبة...

الشيخ أحمد ولد باهيم  شيخ محظرة في الحوض الغربي رأى أن الدعم المقدم قليل جدا، ولولا إخلاص شيوخ المحاظر وتجردهم لكانت المحاظر قد اختفت (الأخبار)

الشيخ أحمد ولد باهيم شيخ محظرة في الحوض الغربي رأى أن الدعم المقدم قليل جدا، ولولا إخلاص شيوخ المحاظر وتجردهم لكانت المحاظر قد اختفت (الأخبار)

شيوخ المحظرة وصفوا أوضاع المحاظر بالصعبة، مؤكدين أن المحاظر بحاجة "للدعم لكن من يقوم عليها يحتسب الأجر ولا ينتظر دعما من أحد، إذا وجده فبها ونعمت وإلا فهو لن ينتظر وعودا سمعها أكثر من مرة، شيوخ المحاظر يجاهدون بما يملكون، ويبذلون جهدهم الخاص للحفاظ عليها احتسابا للأجر عند الله تعالى" كما قال الشيخ أحمد.

وأضاف "طبعا تعاني المحاظر خلال الفترة الحالية من نواقص مادية كثيرة، لأنه أحيانا تكون المحظرة عاجزة عن استيعاب عدد الطلاب الوافدين، ويجد شيخ المحظرة نفسه مضطرا للامتناع عن استقبال طلبة جدد".

ولد باهيم أمام طلبته وبجانبه ابنه ومساعده في التدريس، لقد أصبح الإبن يعطي السند في القرآن كما قال والده للأخبار (الأخبار)

ولد باهيم أمام طلبته وبجانبه ابنه ومساعده في التدريس، لقد أصبح الإبن يعطي السند في القرآن كما قال والده للأخبار (الأخبار)

وقال ولد باهيم "طبعا تأثر التحصيل في المحاظر نتيجة وجود المدارس، فأغلب طلاب المحاظر –من الأطفال- يدرسون معها المدرسة في الوقت نفسه، وهذا ما يؤثر على تحصيلهم كثيرا، وأصبح الوقت المأخوذ للمدارس على حساب المحاظر والتحصيل فيها، كما أن التوجه والاهتمام بالمحاظر قل في الناس كثيرا للأسف".
أما باب ولد ألف فيقول "أنا مطمئن على مستقبلها لأن القائمين عليها يفعلون ذلك لوجه الله تعالى، ولذلك نحن مطمئنون، لو كنا نفعله لغيره لخسرنا، لقد اختفت الكثير من المحاظر وأدى ذلك لعودة طلابها إلى محظرتنا، وقد اضطررنا بسبب ذلك للعجز عن استقبال بعد الطلبة الوافدين، وبناء على ذلك تعود دون أن تجد مكانا فيه".

ورأى ولد ألف في حيث مع بعثة الأخبار أن الأوضاع الجدية "قد تهدد المحظرة في ديمومتها"، ولهذا "أطلقت نداء قبل سنة يؤكد أن المحظرة وصلت إلى قمة طاقتها الاستيعايية ولم يعد باستطاعتها استقبال المزيد من الطلبة بسبب غياب الدعم"، مشيرا إلى أنه "لو وجد الدعم لاستطاعت المحظرة أن تستقبل الكثير من الطلبة، أما الآن فنحن من يقوم عليها، وطاقتنا تتوقف عند هذا الحد".

واعتبر ولد ألف أن "أوضاع المحاظر تحتاج تدخلا، وقد أصبحت عاجزة عن استقبال عدد من كبير من الطلاب بسبب غياب طريقة للإنفاق عليه، فشيخ المحظرة لا يمتلك الموارد الكافية للإنفاق عليهم، أما الدولة فلم تتدخل للدعم، وقد أدى هذا الوضع لتوقف الكثير من الطلبة عن الدراسة".


طريقة التدريس

شيخ محظرة الإمام مالك طالب بإشراف أهل المحاظر على قطاعهم، والقيام بتفتيش دوري يضمن وصول الحقوق إلى أهلها (الأخبار)

شيخ محظرة الإمام مالك طالب بإشراف أهل المحاظر على قطاعهم، والقيام بتفتيش دوري يضمن وصول الحقوق إلى أهلها (الأخبار)

الشيخ أحمد ولد باهيم أكد أن محظرتهم "تتبع الطريقة نفسها التي درسنا بها، لم يتغير إلا طريقة الإضاءة، حيث كنا قديما نستخدم الخشب للإضاءة أما اليوم فالطلاب يستخدمون وسائل أخرى للإضاءة"، مضيفا أنه "يرى أنه كانت هناك بركة في الإضاءة التي كانت موجودة آنذاك وفي الوسائل المستخدمة في تلك الحقب".

أما شيخ محظرة الإمام مالك باب ولد ألف فيقول هو الآخر لقد "درسنا في محاظر في المنطقة، وتخرجنا منها وحافظنا على نفس النمط الذي كان موجودا في هذه المحاظر"، لكنه يسترك قائلا "في الماضي كانت الرغبة أكثر آنذاك والمشاغل أقل، لكن المراجع أكثر ي الآن والعلم أكثر انتشارا".

تلميذ في محظرة الإمام مالك يقوم بغسل "لوحه" ايتعدادا للالتحاق بمزلائه في حلقة الكتابة من جديد (الأخبار)

تلميذ في محظرة الإمام مالك يقوم بغسل "لوحه" ايتعدادا للالتحاق بمزلائه في حلقة الكتابة من جديد (الأخبار)


وأضاف ولد ألف "آنذاك كانت مجموعة من التلاميذ تجتمع على مرجع واحد، أما اليوم فكل واحد منهم بإمكانه أن تكون عنده مراجع متعددة، والشواغل اليوم كثيرة، لكننا حافظنا من خلال المكان الذي اخترناه على مستوى أقل منها، وأكثر شيء منها هو قدوم سيارة، إو إحضار أحدهم هاتفا أو كاميرا تصوير فيؤدي ذلك لتجمع الناس وانشغالهم به لعدم رؤيتهم له من قبل".


أين الحل...

العريش الذي يدرس طلبة محظرة الشيخ أحمد ولد باهيم، لقد اضطر الشيخ لرد عدد من الطلبة لعدم توفر السكن، وغياب الدعم الرسمي (الأخبار)

العريش الذي يدرس طلبة محظرة الشيخ أحمد ولد باهيم، لقد اضطر الشيخ لرد عدد من الطلبة لعدم توفر السكن، وغياب الدعم الرسمي (الأخبار)

لحل مشكلة الدعم يقترح ولد ألف أن "يتولى أهل المحاظر أنفسهم الإشراف على قطاعهم، وأن يتم تفتشيشه بشكل دوري كل شهر أو شهرين، فأموال القطاع أحيانا تصرف لمحاظر وهمية لا وجود لها إلا على الورق، في حين يحرم أصحاب المحاظر الحقيقية، وهذا وضع ينبغي أن يتوقف".

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025