تاريخ الإضافة : 13.05.2010 12:21

جامعيون يبحثون تراث " الجابري" في نواكشوط

الأمسية استمرت حتى وقت صلاة المغرب وقدمت فيها معلومات هامة عن الراحل

الأمسية استمرت حتى وقت صلاة المغرب وقدمت فيها معلومات هامة عن الراحل

هجمت حالة من التأثر النفسي على رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط الحسن ولد أعمر بلول بينما كان في ختام سرده لسيرة الراحل المغربي المفكر محمد عابد الجابري الذي توفي في المملكة المغربية الأسبوع الماضي فلم يستطع ولدبلول أن يكمل آية " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك .." بسسب حالة الرقة وحاول بتصبر أن لا تسقط منه الدموع.

إلى جانب رئيس قسم الفلسفة في الأمسية التي نظمت لتأبين الراحل المغربي بجامعة نواكشوط مساء أمس الأربعاء 12 فبراير 2010 ؛ نوه رئيس الجمعية الموريتانية للفلسفة موسى ولد ابن، بعطاء الجابري قائلا إن رحيله خسارة للأمتين العربية والإسلامية؛ لأنه أحد أعلام التجديد والنقد من أجل التحرر وأضاف أن الجابري كان مهتما بالتراث لكن ليس من أجل التاريخ بل من أجل نقد العقل واستكشاف العوامل المتحكمة في العقل العربي طوال مسيرته لكي يساعده ذلك على النهوض بالعقل العربي المعاصر فهو لا يرى أنه يمكن أن تكون نهضة إلا بآلة الإنتاج التي هي العقل.

محمد محمود ولد سيد يحي الباحث الاجتماعي والملحق الإعلامي برئاسة الجمهورية قال عن الجابري أنه " لحظة نادرة انتقل فيها الدرس الفلسفي من مجرد أقوال الفلاسفة ليصبح درسا يطرح القضية العربية ذاتها بهدف فهم إشكالات النهضة معتبرا أن الفلسفة معه أصبحت هما يرتبط بالكيان العربي" وأضاف ولد سيد يحي أن ميزة الجابري هي "تبسيط الأفكار المعقدة" فكتبه دائما تمكن إعادة قراءتها مرات عديدة لسهولتها وعذوبتها. وقال إنه في " نقد العقل العربي" درس أنظمة الفكر الإسلامي القديم على مختلف مراحلها باحثا عن أسباب الضعف والجمود ورأى أن هناك تشبثا بالنصوص هو " تشبث طقوس" أبدى رأيه في صيغة التعامل معه مؤكدا أننا " ينبغي أن نتحول من كائنات تراثية إلى كائنات لها تراث"

وقال ولد سيد يحي أن من بين أسباب الاهتمام بهذا المفكر كثيرا هنا في موريتانيا ربما يكون سببا طريفا يعد "ملح الطعام" هو" تعصبه للمغاربة ضد المشارقة"

ونبه ولد سيد يحي إلى أن الجابري يتصف " بصرامة منطقية" تؤدي إلى أن يهمل بعض الجوانب مثل ظلمه " لفكر الصوفية"

منسق مشروع نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية 2011 محمد الأمين ولد كتاب نوه هو الآخر بالراحل وقال إنه التقى به قبل فترة في عاصمة اليمن صنعاء أثناء مؤتمر دولي فسأله عن مسألة يريد التحقق منها وهي أن الأمازيغيين أصلهم من اليمن ويرجع إلى حمير فرد عليه المفكر الجابري " أشهد على ذلك" وقال ولد كتاب أنهم سيحرصون في فعاليات احتفالية عاصمة الثقافة على تنظيم " طاولة عن فكر ومؤلفات الجابري"


مداخلة ضد العاطفة

أما حماه الله ولد السالم الباحث في التاريخ فقد انتقد التركيز من لدن المتدخلين على مدح الجابري قائلا إن التأبين لا يقتضي المضي في الإطراء فقط والثناء وذكر المحاسن مستغربا بكاء رئيس قسم الفلسفة ورأى بأنه ينبغي أيضا في المقابل أن نشير إلى المسائل التي تؤخذ على الراحل. وانتقد ولد السالم لقب " المفكر" قائلا إنها كلمة تافهة فكل إنسان مفكر فلا ينبغي أن نمدح بها المؤلفين وإنما نقول لهم علماء أو شبه ذلك. حماه الله قال إن الراحل المغربي أمضى عمره في سبيل تحرير العقول من العواطف فلا ينبغي أن نتعامل معه بمنطق العاطفة وإنما بمنطق الأكاديمية واعتبر أن الجابري لم يكن أمينا في عزوه داخل مؤلفاته قائلا إنه كان يؤخذ من فكر الآخرين باحتراف وذكاء. وأخذ عليه أيضا قضيته مع الصوفية معتبرا أن موقفه المعادي منها هو خطأ لا يغتفر وقال أن مشكلته أنه كان ينظر من وجهة واحدة في جميع تآليفه واعتبر ولد السالم أن ذلك "حق منهجي وباطل تحليلي"

الأمسية التأبينية للراحل المغربي حضرها عميد كلية الآداب بالجامعة وعدد كبير من المثقفين والباحثين الموريتانيين الذين أبدوا إعجابهم بالرجل وتواضعه وحسن أخلاقه كما استمع الجمهور بإنصات واهتمام إلى المداخلات.

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025