تاريخ الإضافة : 21.03.2010 10:28

فاقدو السمع : مبدعون صامتون

رغم صمتهم الهادئ فإن لوحاتهم تجيش بالمعاني

رغم صمتهم الهادئ فإن لوحاتهم تجيش بالمعاني

في مركز تأهيل وتعليم الصم بنواكشوط انتظم عقد عدد من أبناء الوطن الذين وحدتهم الإعاقة وجمعتهم في صعيد واحد بعد أن كانوا في مناطق متنائية من خريطة هذه الأرض لا صلة بينهم.

الحبل بينهم أضحى موصولا في كنف هذا المركز الذي يدلفون إليه صباح مساء . هم لا يشعرون بمضاضة ولا أي ضعف ـ كما يقولون ـ ويوما بعد يوما من خلال الانخراط في التكوينات والدورات يحاولون أن يقطعوا أشواطا في سبيل الانتصار على الإعاقة الغلابة.


مبدعون رغم الإعاقة


العالم الافتراضي مجال آخر من مجالات إبحار هؤلاء المبدعين

العالم الافتراضي مجال آخر من مجالات إبحار هؤلاء المبدعين

يحمل الصم في المركز إلى جانب إعاقتهم مواهب خارقة وقد لاحظ القائمون على المركز عبقريتهم في الأمور البصرية والذهنية فمنهم من برع في الرسم والفن التشكيلي ومنهم من برع في التمثيل الدرامي ومنهم من برع في النحت وتصميم المجسمات من عجين الطين والإسمنت ومنهم الذي ما زال يكتم موهبته في دواليب نفسه في انتظار أن تظهرها الأيام .

حبيب ولد أحمد محفوظ رجل ثلاثيني يحمل إعاقته معه منذ الصغر. جاء إلى مركز الصم من أجل أن يتلقى فيه التعليم والتكوين إلى جانب استفادته من الالتقاء بزملائه وقد بهر أهل المركز ببراعته في التمثيل وإتقانه للمسرح عبر فلكلورات قدمها في بعض الأماسي.

وقد تم في وقت سابق تنظيم أمسيات مفتوحة في المركز للجمهور أنعشها ولد محفوظ وزملاؤه بتقديم مسرحيات كوميدية هادفة أثارت إعجاب الجماهير وانبهارها.


مستوى الإبداع عند هؤلاء ظهر أيضا من خلال الكومبيوتر فأظهر بعضهم عبقرية فائقة في استخدام الكومبيوتر في التصميم والبرمجة ، كما أن أغلب المنتمين للمركز يجيدون رسم اللوحات التشكيلية والتمثيل المسرحي.

ولهؤلاء حرف يجيدونها كحرفة الخياطة التي استقطبت عددا منهم. ولهم قابلية فائقة على الاستفادة من الحصص والدروس التي تقدم لهم فتراهم يشاركون ويتذوقون ويستوضحون في صمت وهدوء.


جلسة حول الشطرنج


معركة صامتة في أجواء صامتة سلاحها التفكير

معركة صامتة في أجواء صامتة سلاحها التفكير

في المساء يعقدون جلسة حول قطع الشطرنج الصامتة مثل صمتهم تماما فيلعبون في هدوء على طاولات مكتبية في غرف بالمركز أعدت لهم أصلا وقد علقت على جدرانها اللوحات الفنية التي رسمها الصم بريشاتهم الناطقة.

يتجاذبون أثناء لعبهم الشطرنج أطراف الحديث بلغة إشارية توافقوا عليها بينهم قد لا تكون علمية متعارفا عليها عند أهل اللسانيات ـ كما تقول مسئولة الإعلام بالمركز ـ و لكنها لغة تكفل لهم التفاهم وتسد حاجتهم والحاجة أم الاختراع..هكذا قالت لنا مسئولة الإعلام ـ وهي تشرح لنا ظروف هؤلاء ـ

وفي مشهد آخر مثير يتزاحم المعوقون عند صلاة المغرب على أداء الوضوء .. يقهقهون ويتداعبون ويطارد بعضهم بعضا من دون أن يفهم سواهم لغتهم الواضحة بالنسبة لهم وقد اعترض بعضهم على تصوير " الأخبار" لهم أثناء هذه المطاردات في حين رفض بعضهم التصريح لنا في انتظار أن تشرح له المترجمة ما هو الهدف من هذا العمل والتصوير.

الجاليات

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025