تحولت من فضاء يسكنه الموريتاني إلى ثقافة تسكنه
تاريخ الإضافة : 14.03.2010 10:17
"الخيمة" أيقونة الوجود الموريتاني
بين طنب هذه الخيمة ولد التاريخ الموريتاني البدوي وهو أمر غير غريبب ولكن المثير أنه حتى الدولة الموريتانية المعاصرة ولدت تحت خيمة
أم الموريتانيين التي بحضنها تربى تاريخهم، وفي ظلالها تكونت خصوصيتهم "الخيمة" رافقت الوجود الموريتاني من بدايته ويبدو أنها لا تراد مفارقته حتى لو تغير أسلوب الحياة البدوي الذي كان من أقام "الرباط المقدس" بين الخيمة والموريتانيين، لتكون "ايقونة الوجود الموريتاني" من نمط العيش المادي إلى المتخيل الثقافي.
من فضاء مادي إلى فضاء معنوي
هذا الحضور "الأزلي" للخيمة في وجدان الموريتاني ارتبط بحياة البداوة التي عاشها الموريتانيون غالب تاريخهم فالخيمة هي "البيت" الوحيد الذي يمكن للبدوي أن يطويه بسرعة الرحيل "ويستخفه يوم ظعنه" على طريقة :
ضربوا الطبل للرحيل ثلاثا واستمروا يقوضون الأثاثا
ولأن البدوي جياش المشاعر وفي "لرفقته" فقد نشأ بينه حب خاص مع الخيمة ككل عالم البادية حب أودعه بدوي موريتانيا شجنا ثقافيا ورثته الأجيال وأصبحت الخيمة فيه ليس مجرد فضاء مادي وإنما أيضا فضاء معنوي يكاد يكون وجودا ثانيا بالنسبة للموريتاني .
من طرائف الحضور المعنوي للخيمة عند الموريتانيين أنها ترادف أحيانا ساكنتها فتكون بمعنى "الأسرة" بل قد تستخدم بمعنى أسرة المتكلم "فخيمتنا " ترادف في بعض الأحيان "عائلتنا".
وسواء كانت بهذا المعنى أو ذاك تظل الخيمة صانعة حب ومثيرة عواطف كحال هذا الشاعر الشعبي فحين :
................ نزلت خيمة في أوخيمة
شك الخيمة: غلات شك الخيمة ذيك الخيمة
تماما كحال ولد أحمد يورة حين:
أقام عليه ذا البرق القياما وذكره المخيم والخياما
ضربوا الطبل للرحيل ثلاثا واستمروا يقوضون الأثاثا
ولأن البدوي جياش المشاعر وفي "لرفقته" فقد نشأ بينه حب خاص مع الخيمة ككل عالم البادية حب أودعه بدوي موريتانيا شجنا ثقافيا ورثته الأجيال وأصبحت الخيمة فيه ليس مجرد فضاء مادي وإنما أيضا فضاء معنوي يكاد يكون وجودا ثانيا بالنسبة للموريتاني .
من طرائف الحضور المعنوي للخيمة عند الموريتانيين أنها ترادف أحيانا ساكنتها فتكون بمعنى "الأسرة" بل قد تستخدم بمعنى أسرة المتكلم "فخيمتنا " ترادف في بعض الأحيان "عائلتنا".
وسواء كانت بهذا المعنى أو ذاك تظل الخيمة صانعة حب ومثيرة عواطف كحال هذا الشاعر الشعبي فحين :
................ نزلت خيمة في أوخيمة
شك الخيمة: غلات شك الخيمة ذيك الخيمة
تماما كحال ولد أحمد يورة حين:
أقام عليه ذا البرق القياما وذكره المخيم والخياما
خيمة على المسرح الحديث
ورغم أن العصر الحديث رمى بالموريتانيين إلى المدينة حيث "أبعدوا النجعة" عن مضارب الخيام إلا أن الخيام نفسها كانت جزء من المتاع الذي حملوه معهم؛ فحتى البيت الحجري الذي حاول أن يختطف الموريتانيين من الخيمة لم يتم له ما أراد وأخذت الخيمة مكانتها ضمن مكوناته منافسة الغرف في الباحات بل طاولتها من فوق الشرفات.
وفي تلاوين أخرى عديدة من الحياة المدنية في موريتانيا كانت الخيمة حاضرة في تشكل الدولة التي أعلنت ذات استقلال من تحت خيمة لتظل سياستها بعد ذلك رهينة (ديمقراطية الخيام) واقتصاد الخيام (عدة منشئات ومنتوجات اقتصادية تتسمى الخيمة).
وفي المشهد الثقافي لن نستغرب بعد هذا تلك الخيمة التي نصبت فوق خشبة المسرح لتعطي بعدا موريتانيا للمهرجان الشعري الذي انعقد قبل أيام وقبله ذلك المخيم المضروب عند كل مهرجان للقصيد في بلد المليون شاعر ففي البدء كانت الخيمة.
وفي تلاوين أخرى عديدة من الحياة المدنية في موريتانيا كانت الخيمة حاضرة في تشكل الدولة التي أعلنت ذات استقلال من تحت خيمة لتظل سياستها بعد ذلك رهينة (ديمقراطية الخيام) واقتصاد الخيام (عدة منشئات ومنتوجات اقتصادية تتسمى الخيمة).
وفي المشهد الثقافي لن نستغرب بعد هذا تلك الخيمة التي نصبت فوق خشبة المسرح لتعطي بعدا موريتانيا للمهرجان الشعري الذي انعقد قبل أيام وقبله ذلك المخيم المضروب عند كل مهرجان للقصيد في بلد المليون شاعر ففي البدء كانت الخيمة.







