تاريخ الإضافة : 14.07.2013 09:33

أنصار سوميلا سيسي: نحن الأقرب للجيش

الأخبار(باماكو) قال مدير حملة المرشح لرئاسيات مالي سومايلا سيسي، رئيس لجنة الأشغال العامة في البرلماني المالي والقيادي في حزب الاتحاد من الجمهورية والديمقراطية اغوانيون كوليبالي، إن حزبه قريب جدا من الجيش المالي، مؤكدا أنه لا أحد بوسعه أن يدعي إمكانية قيادة هذا البلد دون الجيش.

وأضاف اغوانيون كوليبالي في مقابلة مع الأخبار"هناك من يتباهى بقربه من الجيش، لكن لا أحد أقرب منا إليه. وأؤكد لكم أن مرشحنا على تفاهم تام مع كل قيادات الجيش. ومن هنا فنحن لسنا قلقين بالمرة من هذا ولا أحد أمامنا في القرب من الجيش الذي سنبني البلد إلى جانبه.

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: نشكركم على هذه الفرصة ونأمل أن تقدموا لنا مرشحكم لرئاسة جمهورية مالي السيد سومايلا سيسي والملامح العامة لمشروعه؟


اغوانيون كوليبالي: مرشحنا هو السيد سومايلا سيسي. لقد درس في داكار ثم في فرنسا حيث قام بالعديد من الدراسات العليا. عاد بعد ذلك وعمل في الشركة المالية للقطن. عمل وزيرا للمالية، وللتجهيز والنقل. لقد ترأس على مدى ثمانية أعوام مفوضية الاتحاد النقدي لغرب إفريقيا... فهو إذن ذو تجربة بالغة الأهمية في مجالات التنمية وتسيير الموارد والبلدان، لأنه عمل على ثمانية بلدان. وحين يتقدم شخص بمثل هذه الخبرة والتجربة لقيادة بلد فإن ذلك هو من أجل تنميته. وفي هذا المنحى فإن برنامجه سيعكس كل ما لديه من تجارب وما تعرف عليه في بلدان أخرى ولديه حلول لكافة المشكلات المطروحة للبلد.

فيما يخص النواحي الاقتصادية فقد عمل وزيرا للمالية وهو يدرك جيدا انتظارات بلدنا، كما أنه في تجاربه عايش المزارعين والمنمين ورجال الأعمال وهو يعرف ما هي مشاكل هذا البلد وما الذي ينبغي لتنميته؟ وقد صاغ مجمل هذه الرؤية في وثيقة تعبر عن برنامجه.

وفي برنامجه أعطى الأولوية الأولى للأمن والوئام والعيش المشترك. فبعد هذه الأزمة يجب أن يتحدث الماليون فيما بينهم وأن يتسامحوا ويتعاونوا من أجل تنمية البلد. بعد ذلك تأتي المدرسة. فمدرستنا تواجه صعوبات وقد أوضح رأيه في ذلك ووضع منهجية لإخراجها من حالة الموت السريري.
يتطرق برنامج أيضا للمسألة الاقتصادية فمع هذه الأزمة لدينا مشاكل منها ارتفاع الدين الخارجي وهذا يعرقل الإنتاج والشركات ويؤثر بسلبية شديدة على مناخ الاستثمار. ولابد ممن يعبئ التمويلات الخارجية والاستثمارات لكي تتمكن الدولة من الوفاء بالتزاماتها وهذا يمثل جزء من رؤيته.

إن الجانب الاجتماعي ذو أهمية خاصة في بلدنا، ومن هنا فقد خصص حيزا مهما لاقتراحات تتعلق بالمعاقين وكل الطبقات الهشة.

لقد ركز أيضا على التنمية الزراعية والحيوانية وكما تعلمون فمالي كانت تسمى "صومعة حبوب إفريقيا". وتضمن برنامجه أفكارا لتنمية هذه القطاعات الحيوية والقطاعات التصنيعية المرتبطة بها. وكل هذا نتيجة لتجربة حقيقية ومعايشة لبلدان أخرى.

هناك أيضا مجال البنى التحتية وهو يطمح إلى ربط باماكو بداكار بخط حديدي إضافة إلى ربطها بسكة حديد بوركينافاسو التي بدورها ترتبط بأبيدجان.

تطرق أيضا للبيئة وإنتاج الذهب فمالي هي ثالث منتج في إفريقيا للذهب لكن هذا الانتاج يضر بالبيئة. وقد اقترح حلولا لإنتاج الذهب وبقية الموارد دون حصول أضرار بالبيئة. ففي أي بلد اليوم، حتى لو حقق نموا جيدا، إلا أنه إذا لم تتم حماية البيئة فإن أضرارا بالغة ستلحق البلد والسكان والأجيال القادمة.

حين تم تقديم البرنامج أدرك الجميع فعلا أنه برنامج كامل وهو من قدمه بنفسه وهو من كتبه ولم يكتبه له أي متخصص.

وفيما يخص جانب الأمن لا يمكن نسيان عنصر مهم ألا وهو الجيش. لقد تطرق لهذا مؤكدا ضرورة المصالحة داخل الجيش، وهذا ما تم فعلا حيث رأينا المصالحة بين القبعات الحمر والزرق وهو أمر جيد. يجب أن يتم الاكتتاب بطريقة طبيعية وأن يتم تزويد الجيش كذلك بالوسائل المناسبة لكي يقوم بمهامه التي تخدم أمن واستقرار البلاد. كما تعلمون فالمجالات الترابية في الشمال شاسعة وتمثل على الأقل ثلثي مساحة البلاد، ولكي تتم تغطية هذه المجالات بشكل جيد –لأنها إذا تركت سائبة سيستقر فيها المجرمون- لا بد من جيش جيد التدريب والتجهيز، وهذا جزء من برنامج سومايلا سيسي.


الأخبار: على ذكر الجيش فإن الدور الذي لعبه -أو جزء منه- كان أحد أسباب الأزمة التي عصفت بالبلد فما الذي ستفعلونه من أجل تطبيع وضع الجيش خاصة في علاقته بالعملية السياسية؟


في الواقع لا علاقة للجيش بالسياسة. يجب أن يكون جيشا جمهوريا متمحضا لدوره في الدفاع عن الحوزة الترابية. ويجب أن يكون تابعا للسلطة السياسية وأن يتلقى منها التعليمات وأن لا يتدخل في اللعبة السياسية. ما رأيناه في 2012 كان تصادما (الانقلاب الذي أطاح بأمادو توماني توري) حصل والبلد يواجه مشكلات حقيقية، فقد كان الشمال يسقط شيئا فشيئا في أيدي الجهاديين، ولم تكن التحضيرات للانتخابات جيدة ولا مطمئنة. وكل فسر المشكلة بطريقته وحاول حلها. وبالنسبة للعسكريين فقد كانوا يرون رفاقهم يتساقطون دون عدة أو عتاد. ورأوا أن عليهم فعل ما فعلوا.

كلنا رأينا ذلك. لكن انقلابا لا يمكن أن يقدم بلدا، بل لقد تراجعنا كثيرا بسببه. لكن بالنسبة لهم كانت هذه محاولة من جانبهم للحل. الآن وقد خرجنا من كل ذلك، يجب أن نصفح عن كل ما مضى. حصلت مشاكل كثيرة وعشنا أوقاتا عصيبة... ولكن هذا طبيعي في حالة انقلاب أو تمرد أو نزاع. وقد وضعنا كل هذا وراء ظهورنا اليوم. حزبنا ومرشحنا ونحن جميعا نصفح عن كل ما حصل. ما يهم اليوم هو النظر للمستقبل، وأن يتصالح الجيش ويكون أفراده إخوة وأصدقاء ومواطنين، وأن نرسم طريقا لتنمية هذا البلد.

وفي الوقت المناسب سيتحدث سومايلا سيسي مع الجميع بما في ذلك الجيش وسيتم التوصل لاقتراحات وتطبيقها. وفي المحصلة، سنكتتب أناسا وسنكونهم في مدارس جيدة، وسنبحث عن التجهيزات الملائمة ليقوم الجيش بدوره. لا ننسى أيضا أنه داخل الجيش هناك صعوبات كثيرة. فرواتب الجنود زهيدة جدا وظروف عملهم قاسية للغاية. ويجب العمل على تحسين ظروفهم من معيشة وسكن لكي يتمكنوا من العمل. فلكي يخدم المرء بلده يجب أن يعيش أولا وهذا ليس هو الواقع في حالة الجنود.


الأخبار: على مستوى حزبكم وعلى مستوى فريق الحملة، ألا توجد لديكم تخوفات من التسريبات التي تتحدث عن وجود مرشحين أو أحزاب أخرى قريبة من الجيش؟


- نحن أيضا قريبون من الجيش. ولا أحد بوسعه أن يدعي إمكانية قيادة هذا البلد دون الجيش. هناك من يتباهى بقربه من الجيش، لكن لا أحد أقرب منا إليه. وأؤكد لكم أن مرشحنا على تفاهم تام مع كل قيادات الجيش. ومن هنا فنحن لسنا قلقين بالمرة من هذا ولا أحد أمامنا في القرب من الجيش الذي سنبني البلد إلى جانبه.


الأخبار: ما هي رؤيتكم للعلاقات الإقليمية والدولية لمالي إذا ما وصلتم إلى السلطة؟


- مالي بلد مركزي في غرب إفريقيا. صحيح أنه ليس لدينا منافذ بحرية لكن لدينا منافع على كل البلدان. نحن إذا في مكانة مركزية. وإذا تمكنا من تطوير شبكات النقل سواء تعلق الأمر بالنقل الجوي، أو عبر سكك الحديد أو النقل الحضري فإن هذا سيفيد كل البلدان. مالي تحتاج إذن أن تكون على علاقة متناغمة مع كل هذه البلدان، سواء داخل الاتحاد النقدي لغرب إفريقيا أو خارجه. يجب أن نعمل مع كل الجيران يدا بيد وفي العالم اليوم لم يعد بمقدور أي بلد أن ينمو بمفرده. ومن هنا فنحن نعول على علاقتنا الطيبة بجيراننا لكي نتقدم ونجعلهم أيضا يتقدمون في نفس الوقت.


الأخبار: كيف تنظرون إلى مستقبل الوجود العسكري الأجنبي في مالي في ظل وجود قوات أممية إضافة إلى القوات الفرنسية التي ساعدتكم في طرد الجماعات الجهادية؟


- في الواقع نحن من دعوناهم. فقد دعا رئيس جمهورية مالي نظيره الفرنسي لإرسال قواته لحمايتنا والدفاع عنا. ومن هنا فالأمر لا يتعلق باحتلال لأننا دعونا أصدقائنا فرنسا واتشاد وبلدان الاتحاد النقدي وكل بلدان غرب إفريقيا... إلى الدفاع عنا أمام الجهاديين ومهربي المخدرات. ولم يكن الأمر سهلان بل كان الكل يعلم أن مالي ليس بمقدورها لوحدها مقاومة ميليشيات منظمة ومسلحة على النحو الذي رأيناه. اليوم هناك هدوء واضح على الأرض وهناك مشاكل أقل ولكننا مضطرون لأن نطلب استمرار تواجد القوات حتى يقوم جيشنا من كبوته لأنه اليوم ليس بمقدوره لوحده الدفاع عن حوزتنا الترابية الشاسعة. الحكومة الانتقالية بدأت فعلا تدريب الجيش وإذا وصلنا إلى السلطة فسنواصل التدريب والاكتتاب والتجهيز من أجل أن نصل في يوم من الأيام إلى السيطرة على أراضينا والاستغناء عن هذه القوات. ولكننا سنطلب من أصدقائنا مواصلة تواجدهم حتى نمتلك القدرات الضرورية وكلما حصل ذلك بسرعة فهو أفضل. لكن هذه القوات على أي حال ليست قوات احتلال بل هم ضيوف مدعوون.


الأخبار: هل لنا أن نحصل على صورة مجملة عن مكونات التحالف الذي يدعم مرشحكم للانتخابات الرئاسية؟


- فيما يخص الشوط الأول هناك حوالي 15 حزبا سياسيا تؤيدنا. ومن ضمنها أحزاب كبيرة بعضها كان لديه مرشحوه في الانتخابات الماضية. هناك أيضا من تحدثنا معهم وبعضهم وقع معنا تفاهما للدعم في الشوط الثاني في حال حصوله. البعض لم يوقع ولكن بيننا تفاهم على الدعم. هناك أيضا حوالي 2000 من الجمعيات ونوادي الدعم التي تدعم المرشح. وبحمد الله هناك حماس كبير ونعول على الشعبية الكبيرة لمرشحنا ونشهد كل يوم انضمامات مهمة.


الأخبار: في إفريقيا هناك العديد من الاعتبارات المؤثرة في الانتخابات منها رجال الدين والقوى التقليدية فهل أنتم قلقون من أن لا تكون هذه العوامل في صالحكم؟


- كلا. مثلا أنا أنحدر من "كولوكاني" وأنا منتخب عن دائرة كاتي وقادم من عمق تقاليد البمبارا وأنا وأعي تماما ما أقول. فيما يخص الدين يجب الاعتراف أن هناك الكثير من المسلمين في مالي وهنا ما بين 4 و5% من السكان مسيحيون وهناك أيضا وثنيون. الكل يتعايش بسلام وكل يحترم إيمان الآخرين في ظل جمهورية علمانية. نحن كحزب وتيار لدينا مرشح –وهو مسلم ومن عائلة مسلمة كبيرة- لكننا لا نريد خلط الدين بالسياسة بل نرى الفصل بينهما وأن يظل الدين في فضائه الخاص أو في الفضاء العام المخصص له بعيدا عن السياسة. لسنا قلقين بهذا الشأن رغم أن بعض المرشحين يريدون وضع الدين ضمن الجدل الانتخابي ويستغلونه في البروباغاندا لجذب ناخبين، لكننا لا ندخل في هذه اللعبة...


الأخبار: ما رأيكم في تأجيل الانتخابات الذي ألمحت إليه اللجنة المستقلة وهل ترون أن تاريخ 28 عملي؟


- حتى يثبت العكس، نحن نعتقد أن الانتخابات يمكن أن تتم في 28 يوليو كما هو مقرر. وزير الإدارة الترابية أكد الجاهزية للاقتراع وأنه لا توجد عقبات. رئيس الجمهورية أكد قبل مدة أنه لا توجد مشكلة وكذلك وزير الخارجية. إذن كل من يشرفون على المرحلة الانتقالية يقولون إنهم جاهزون لتاريخ 28 يوليو فلما ذا لا نكون نحن جاهزين؟ على كل نحن في الاتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية وفي حملة المرشح سومايلا سيسي جاهزون لهذا التاريخ. إذا عبرت الحكومة عن وجود صعوبات سنرى ذلك، لكنها الآن هي من تؤكد جاهزيتها.


الأخبار: في حال وجود شوط ثان –وهو أمر يبدو واردا جدا- فمن هم المرشحون الأقرب إليكم وما هي تحالفاتكم المتوقعة؟


- نحن نتوقع الفوز من الشوط الأول ونتوقع أنه عبر العمل على الأرض الذي نقوم به سنتمكن من ذلك إذا جرى الاقتراع بشكل سليم. وإذا لم يحصل ذلك فسنرى حلينها ما ذا نحن فاعلون. عموما نحن لدينا مرشح هو الأنسب من حيث التجربة والقدرات... ولا نستبعد أن يصوت له الماليون بكثافة ليفوز بالشوط الأول وفي حال شوط ثان سندخل في تحالفات.
= شكرا لكم.

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025