بعثة الأخبار(نواذيبو) "كثيرة هي همومنا ومشاكلنا ومخجل هو دور الحكومة في تنظيم قطاعنا ومساعدتنا" بهذه الكلمات بدء الصياد التقليدي أحمد سالم ولد تكدي حكايته عن واقع الصيادين ومشاكلهم اليومية والمضايقات التي يتعرضون لها من حين لآخر.

يقول أحمد سالم – وهو يستعد لركوب أمواج البحر بحثا عن لقمة عيش- إن أوضاع الصياديين التقليديين بنواذيبو كثيرة ومتشعبة بل لا تكاد تحصى، مضيفا أن القطاع يعيش حاليا فترة أشبه بما سماه الموت السريري جراء الفوضوية وغياب التنظيم والرقابة وكثرة الوافدين للقطاع ممن فشلوا في الحصول على فرص عمل في قطاعات أخرى.

ويضيف أحمد سالم"أنا قادم من أقصى نقطة في شرق البلاد، بحثا عن فرصة عمل بعدما قضى الجفاف على قطيع غنم كنت أملكه، لقد تركت العائلة هناك زوجة وثلاثة أطفال، لكني أفكر في العودة إلى قريتي، لم استطع جمع نقود جراء المضايقات وضعف الدخل ومشاكل أخرى".

ويشكو البحارة التقليديون من ضرائب سنوية تثقل كواهلهم، وتضعف مشاريعهم الناشئة، فيما تحدثوا عن ضرائب غير مباشرة تفرضها السلطات وكبار رجال الأعمال يوميا على البحارة التقليديون.

وقال أحمد سالم"بصراحة الضرائب باهظة للغاية، كما تعلم الرحلة التي تستمر 15 يوميا تكلفنا 40 ألف أوقية ونحصد منها 150 ألف أوقية يهذب نصفها كضرائب غير مباشرة فيما يتقاسم أفراد الرحلة الستة المبلغ المتبقي وهو في المحصلة يكون زهيدا للغاية".

كما اشتكى البحارة من تراجع الطلب على عينات كثيرة من الأسماك مما انعكس سلبا على أسعارها في سوق الأسماك بالمدينة، مؤكدين أن العينات ذات الجودة الكبيرة لم تعد متوفرة سوى في الأعماق حيث تصاد السفن العملاق.

وأبدى البحارة التقليديون قلقهم من أن تتسبب المنطقة الحرة في إرباك القطاع وهيمنة الكبار على السوق، مطالبين الحكومة بحماية حقوقهم والدفاع عنها وعدم ترك السوق مفتوحة لسفن الصيد العملاقة، مؤكدين أن هذه السفن تضايقهم حتى على الشواطئ.
ــــــــــــــ
في بانوراما