سيدي الرئيس، أنا مواطنة من رعاياك مسكينة لا حول لدي ولا قوة، ولا ذنب لي سوى أن الله قدر علي أن أتزوج من رجل يدعى أبو يحي، واليوم أرفع إليك هذا التظلم آملة أن ترفع الظلم بعد أن اكتويت طويلا وصبرته على مضض، آملة أن يتدارك الحكماء أمري ويدركوا أن لا ذنب لي..آخر سلاسل ظلمي أنني حاولت أخيرا أن أأدي مناسك الحج؛ لكني فوضت في نهاية المطاف، وبعد أن اكتملت كل الإجراءات منعت من الحصول على جواز السفر رغم أنني كنت ذاهبة فقط لأداء ما افترضه الله علي.

سيدي الرئيس، إنني أتعرض لسلسلة من المعاناة يشترك فيها الكل، فأهلي قاطعوني منذ مدة طويلة، وأقاربي ربما يتعاملون مع الأمن لمضايقتي، الأمن الذي يراقبني على مدار الساعة، وكم مرة أهانني وعاملني بطريقة غير أخلاقية مطلقا ولا إنسانية، وكان مصدر آخر تلك الإهانات من مدير الأمن الذي أتيته في شأن تأدية مناسك الحج وسبب منعي من جواز السفر، فأجاب بكل سخرية أنني لم ألبي بعد! سيدي الرئيس: أذكرك بإهانة تلك المرأة المسلمة أيام الخليفة المعتصم واستغاثتها به، فغزا بسبب استغاثتها "عمورية "، وأنا أقول "وامحمداه" لي ولولدي وبنتي فكلنا أمانة في عنقك فلا تضيع الأمانة، فلقد غاب الوافد وأنت الرافد.

المواطنة: توت بنت عبد الرحمن