تاريخ الإضافة : 06.03.2013 09:44
بوعماتو = 0.5 عزيز
لست محللا سياسيا، ولا سياسيا محنكا، ولا صحفيا مميزا.. لست أي شيء من ذلك، وإنما أنا مجرد مواطن بسيط، أفترش في منزلي فراشا مهترءا أخذ حظا من عاديات الزمن، ولست ـ ولله الحمد ـ متسولا ولا يتيما معدما، بل أعيش كفافا، ولدي فسحة من الوقت تتيح لي التأمل والتفكير بشكل جيد.
والدي لم ينتم لأي حزب سياسي ولا يؤمن أصلا بهذه الأشكال العصرية الحديثة، بما في ذلك الانتخابات والتلفزيونات والهواتف الذكية..
ليست لدي صلات بالجنود والضباط، ولم تكتحل عيني بأي من رجال الأعمال في موريتانيا، ولم أتطفل يوما على موائد الأدباء والمثقفين..
أمي العزيزة لا تملك محلا لبيع الملابس النسائية، ولم تدخل صالون تجميل قط، وليست لي أخت أبدا..
تسحرني كرة القدم وأرتاح للموسيقى الهادئة.. أحيانا تقفز إلى ذهني أشياء خطيرة فما أبرح أن أتذكر أن ظروفي الخاصة ما زالت تتطلب ترتيب الأولويات.. متسامح للغاية رغم أنني مزاجي الطبع حاد في بعض المواقف مثل أي جنرال جاهل..
لقد تسربت من التعليم النظامي مبكرا مما حرمني أخذ القسط الكافي من التعلم، ما رست التجارة والنجارة، غصت في البحر وسبحت في فيافي القفار، وخرجت من كل ذلك صفر اليدين..
صديقي المقرب يحمل شهادات عليا، ولا يترك فرصة دون أن يتحدث عن السياسية والساسة، وعن المال ورجال الأعمال، ويمتد به الحديث ليرسم صور مشوهة أحيانا ووردية حينا لمستقبل هذا الوطن المسكين..
أنا لست أكثر من مواطن يحب وطنه ويعتز به، حتى لو كان هذا الوطن اليوم بالنسبة لي مجرد قطعة جغرافية من عالم الطابق الأرضي، يسهل على اللصوص ممارسة لعبة "الغميضة" في أزقة بيوتاته الأرضية دون الحاجة إلى الصعود إلى فضاء قد يصبح ذات حلم مخططا لطابق أول في العالم الثالث..
رغم أنني لا أمتلك "آيباد" ولا "آيفون" فإنني مولع بجمع الصور ودمجها وتصديرها إلى شكل ثالث خارج الصورتين الأصليتن، هذا الشكل عادة ما يأتي قبيحا دميما خال من أي لمسة فنية تغري به، غير أنه رغم ذلك يسحر الناس ويأخذ من وقتهم جزءا في نقده وقراءة مكوناته الأصلية.. تماما كقصة الثلاثة الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يتركون هذا البلد بخير حتى تندق سافلته، وحتى لا يجبى إليه قفيز ولا درهم، وحتى لا تبقى به مقدار حبة خردل من ذهب ولا حديد إلا اكتنزوها لأنفسهم خالصة من دون المؤمنين.
ربما يكون خيالك _ أخي القارئ ـ قد سرح بعيدا، غير أني لا أتحدث عن فرعون وهامان وقارون.. ولا عن هاروت وماروت وإبليس، كلا فلا شيء من ذلك خطر ببالي..
أعلم أن غرا أعمى البصيرة لم تسعفه مواعيده في مستشفى "العيون" في إبصار الأشياء على حقيقتها، سيقول إنني فقير أعوزته الحيلة في امتلاك سيولة لشراء عود سيجارة أنا بأحوج ما أكون إليه الآن.. قد يكون ذلك صحيحا، وهل أنا إلا من رعية "رئيس الفقراء"؟!
موجبه وبيت قصيده أنني قرفت من بلاهة شارعنا السياسي والإعلامي في تعاطيه مع خلاف "بوعماتو" و "عزيز"، فقد أتعب الناس ركائبهم، وأراقوا حبر مدادهم في أمر لا يستحق، فمأساتنا مع رئيس "الفاشلين" مثلي، قد بدأت يوم كانت العلاقة تتوطد بين "معاوية" و "بوعماتو"، ففي ذلك العهد المدبر تزوجت السلطة بالمال زواج مثليين، وشهد على عقد قرانهما "علامتنا الجليل" و"فقيهنا الخباز".. كان العريس "معاوية" يسعى لطمس كل ما يرمز للفضيلة أو يشير إليها، فقد جلب العار لربوع شنقيط حين جاس الصهاينة في أرضنا التي اعتقدنا حينها أن "معاوية" ومصاصيه لم يتركوا شيئا يعشق فيها غير طهارة تاريخها، وبقية مآثر أتخمت بها كتبنا الصفراء، استعصى عليهم بيعها فقرروا تشويهها وتلويثها بعلاقات لم يتمعر لها وجه حارس القصر يومها..
لم أنس يوم زارنا ضيف "معاوية" المقرب "شالوم"، كم كان وجه أرضنا مغبرا قبيحا، وكم كانت سماؤنا شاحبة كتاجرة شمطاء مسحت على وجهها بعض المساحيق الرديئة وهي في عجلة من أمرها، كان ذلك حين مرت من أمام عربتي المكسورة سيارة شرطة "ولد محمد فال" وهي تطارد بعض شياطين الإسلاميين العنيدين، حين أبوا إلا أن يعكروا صفو مزاجي ومزاج "شالوم".. لقد رحت أعطس وأفرك عيني رغم براءتي من الاحتجاجات التي بدت لي حينها هزلية ستمر ككل جرائم ضباطنا بحق إخوتنا الزنوج..
كان "العروس" بوعماتو بعيدا عن شظايا القنابل المسيلة للدموع.. كم هو محظوظ باستحواذه على قلب العريس "التواق للمجد"، لقد كان عرسا لم يرض الله ولا رسوله، فلا أحد من الفقراء والمعوزين أصابه من الوليمة ولا فرسن شاة..
ليس عجبا أن تدرك "العامة والدهماء" عقم الزوجين، رغم الانسجام لحد العشق والغرام بين العريسين، لكن الغريب أن كلا الزوجين سعى جاهدا بكل ما يمكن أولا يمكن، مستعينا بكل "ساحر عليم" يسنده "شيخ كريم" في أن ينجبا ولو "بيضة ديك"، فجاءا به مسخا دميما جمع في طباعه وخصاله كل جشع وحرص وبخل، غير قانع بالمال دون السلطان ولا بالسلطان دون المال، يعتلج في يومياته شبه الأبوين، فلا تشاء أن تراه في ميدان الجمع والمنع والتملك إلا وجدت اسمه لامعا، ولن تفتقده، بالتأكيد، في ساحة القمع والظلم والغطرسة، فحتى أيامه على فراش "النيران الصديقة" كان شبحه المتغطرس يخيم على "ثوار" المنسقية "العجزة"، فكانت ليالي الهرير "إذ فر صفوان وفر عكرمة"، و أكد "الابن غير الشرعي للسلطة والمال" أنه حاضر بطعمه ولونه ورائحته..
مخطئ "بوعماتو" حين تسول له نفسه ومعه "ولد محمد فال" وكل من تشفع وساهم في حصول الفاشل في دراسته على مركز تداعب مخيلته فيه حلم التغلب على كرسي الرئاسة، نعم مخطئون حين تصوروا أن صنيعتهم وابنهم "العاق" سيقبل بأي نوع من الشراكة معه في المال والسلطة..
لقد بلغ الفتى سن الأربعين وآن له أن يستلم التركة، ومعنى استلام التركة أن يكون أصحابها أمواتا أو في حكم الأموات.. فعلى مدى السنين العجاف التي خيمت علينا مع انقلاب "عزيز" لم نسمع أحدا من الشياطين الخرس تحدث بلغة الأفعال، فقد التزم "ولد الطايع" صمت القبور، وولد محمد فال "تكتك" بكلام أشبه بتخريف المشعوذين منه بكلام الرجال الموتورين.. سحقا له فهو لم ينفق من وقته ساعة في قراءة تاريخ الأمم والعصور، ولم يسبح في أمثال العرب وأقوال الحكماء، ولم تقرع أذنيه قولة الحكيم "اتق شر من أحسنت إليه"، تماما مثلما لم يسمع "بوعماتو" القول المأثور "من أعان ظالما سلط عليه"، ولا أظن إلا أنه قد ابتلع لسانه، بعدما استأجر من الأقلام من ينافحون عنه.
رغم أنني أكره "عزيز" لحد مفرط، إلا أنني أحيانا أدعو وأتمنى لو أن الله مكن له في رقاب أولئك الذين صنعوه وبوأوه مكانا قصر به عنه مؤهله العلمي..
قبل أن أختم فإن شظايا هذه الدردشة تأبى إلا أن تصيب أولئك الثوار العجزة، وأولئك الذين تهيأ لهم ـ ذات أصيل ـ أن الثورة يشعلها يمين أو قسم، فأقول لهم: أرجوكم وأتمنى عليكم أن تضعوا خمسا فوق خمس، وأن تكرمونا بهجرتكم لهذا البلد فأنتم جزء من المشكل ولن تكونوا يوما ما جزءا من صناعة الرخاء والازدهار، أنتم من تنفسون القدر حين يغلي ويهم بالانفجار، فاتركونا وشأننا، واتركوا البلد يغلي بصمت وهدوء، فالنار الهادئة وحدها هي القادرة على منحنا الخلاص حين تصل درجة الغليان حرارة حمم البركان..
والدي لم ينتم لأي حزب سياسي ولا يؤمن أصلا بهذه الأشكال العصرية الحديثة، بما في ذلك الانتخابات والتلفزيونات والهواتف الذكية..
ليست لدي صلات بالجنود والضباط، ولم تكتحل عيني بأي من رجال الأعمال في موريتانيا، ولم أتطفل يوما على موائد الأدباء والمثقفين..
أمي العزيزة لا تملك محلا لبيع الملابس النسائية، ولم تدخل صالون تجميل قط، وليست لي أخت أبدا..
تسحرني كرة القدم وأرتاح للموسيقى الهادئة.. أحيانا تقفز إلى ذهني أشياء خطيرة فما أبرح أن أتذكر أن ظروفي الخاصة ما زالت تتطلب ترتيب الأولويات.. متسامح للغاية رغم أنني مزاجي الطبع حاد في بعض المواقف مثل أي جنرال جاهل..
لقد تسربت من التعليم النظامي مبكرا مما حرمني أخذ القسط الكافي من التعلم، ما رست التجارة والنجارة، غصت في البحر وسبحت في فيافي القفار، وخرجت من كل ذلك صفر اليدين..
صديقي المقرب يحمل شهادات عليا، ولا يترك فرصة دون أن يتحدث عن السياسية والساسة، وعن المال ورجال الأعمال، ويمتد به الحديث ليرسم صور مشوهة أحيانا ووردية حينا لمستقبل هذا الوطن المسكين..
أنا لست أكثر من مواطن يحب وطنه ويعتز به، حتى لو كان هذا الوطن اليوم بالنسبة لي مجرد قطعة جغرافية من عالم الطابق الأرضي، يسهل على اللصوص ممارسة لعبة "الغميضة" في أزقة بيوتاته الأرضية دون الحاجة إلى الصعود إلى فضاء قد يصبح ذات حلم مخططا لطابق أول في العالم الثالث..
رغم أنني لا أمتلك "آيباد" ولا "آيفون" فإنني مولع بجمع الصور ودمجها وتصديرها إلى شكل ثالث خارج الصورتين الأصليتن، هذا الشكل عادة ما يأتي قبيحا دميما خال من أي لمسة فنية تغري به، غير أنه رغم ذلك يسحر الناس ويأخذ من وقتهم جزءا في نقده وقراءة مكوناته الأصلية.. تماما كقصة الثلاثة الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يتركون هذا البلد بخير حتى تندق سافلته، وحتى لا يجبى إليه قفيز ولا درهم، وحتى لا تبقى به مقدار حبة خردل من ذهب ولا حديد إلا اكتنزوها لأنفسهم خالصة من دون المؤمنين.
ربما يكون خيالك _ أخي القارئ ـ قد سرح بعيدا، غير أني لا أتحدث عن فرعون وهامان وقارون.. ولا عن هاروت وماروت وإبليس، كلا فلا شيء من ذلك خطر ببالي..
أعلم أن غرا أعمى البصيرة لم تسعفه مواعيده في مستشفى "العيون" في إبصار الأشياء على حقيقتها، سيقول إنني فقير أعوزته الحيلة في امتلاك سيولة لشراء عود سيجارة أنا بأحوج ما أكون إليه الآن.. قد يكون ذلك صحيحا، وهل أنا إلا من رعية "رئيس الفقراء"؟!
موجبه وبيت قصيده أنني قرفت من بلاهة شارعنا السياسي والإعلامي في تعاطيه مع خلاف "بوعماتو" و "عزيز"، فقد أتعب الناس ركائبهم، وأراقوا حبر مدادهم في أمر لا يستحق، فمأساتنا مع رئيس "الفاشلين" مثلي، قد بدأت يوم كانت العلاقة تتوطد بين "معاوية" و "بوعماتو"، ففي ذلك العهد المدبر تزوجت السلطة بالمال زواج مثليين، وشهد على عقد قرانهما "علامتنا الجليل" و"فقيهنا الخباز".. كان العريس "معاوية" يسعى لطمس كل ما يرمز للفضيلة أو يشير إليها، فقد جلب العار لربوع شنقيط حين جاس الصهاينة في أرضنا التي اعتقدنا حينها أن "معاوية" ومصاصيه لم يتركوا شيئا يعشق فيها غير طهارة تاريخها، وبقية مآثر أتخمت بها كتبنا الصفراء، استعصى عليهم بيعها فقرروا تشويهها وتلويثها بعلاقات لم يتمعر لها وجه حارس القصر يومها..
لم أنس يوم زارنا ضيف "معاوية" المقرب "شالوم"، كم كان وجه أرضنا مغبرا قبيحا، وكم كانت سماؤنا شاحبة كتاجرة شمطاء مسحت على وجهها بعض المساحيق الرديئة وهي في عجلة من أمرها، كان ذلك حين مرت من أمام عربتي المكسورة سيارة شرطة "ولد محمد فال" وهي تطارد بعض شياطين الإسلاميين العنيدين، حين أبوا إلا أن يعكروا صفو مزاجي ومزاج "شالوم".. لقد رحت أعطس وأفرك عيني رغم براءتي من الاحتجاجات التي بدت لي حينها هزلية ستمر ككل جرائم ضباطنا بحق إخوتنا الزنوج..
كان "العروس" بوعماتو بعيدا عن شظايا القنابل المسيلة للدموع.. كم هو محظوظ باستحواذه على قلب العريس "التواق للمجد"، لقد كان عرسا لم يرض الله ولا رسوله، فلا أحد من الفقراء والمعوزين أصابه من الوليمة ولا فرسن شاة..
ليس عجبا أن تدرك "العامة والدهماء" عقم الزوجين، رغم الانسجام لحد العشق والغرام بين العريسين، لكن الغريب أن كلا الزوجين سعى جاهدا بكل ما يمكن أولا يمكن، مستعينا بكل "ساحر عليم" يسنده "شيخ كريم" في أن ينجبا ولو "بيضة ديك"، فجاءا به مسخا دميما جمع في طباعه وخصاله كل جشع وحرص وبخل، غير قانع بالمال دون السلطان ولا بالسلطان دون المال، يعتلج في يومياته شبه الأبوين، فلا تشاء أن تراه في ميدان الجمع والمنع والتملك إلا وجدت اسمه لامعا، ولن تفتقده، بالتأكيد، في ساحة القمع والظلم والغطرسة، فحتى أيامه على فراش "النيران الصديقة" كان شبحه المتغطرس يخيم على "ثوار" المنسقية "العجزة"، فكانت ليالي الهرير "إذ فر صفوان وفر عكرمة"، و أكد "الابن غير الشرعي للسلطة والمال" أنه حاضر بطعمه ولونه ورائحته..
مخطئ "بوعماتو" حين تسول له نفسه ومعه "ولد محمد فال" وكل من تشفع وساهم في حصول الفاشل في دراسته على مركز تداعب مخيلته فيه حلم التغلب على كرسي الرئاسة، نعم مخطئون حين تصوروا أن صنيعتهم وابنهم "العاق" سيقبل بأي نوع من الشراكة معه في المال والسلطة..
لقد بلغ الفتى سن الأربعين وآن له أن يستلم التركة، ومعنى استلام التركة أن يكون أصحابها أمواتا أو في حكم الأموات.. فعلى مدى السنين العجاف التي خيمت علينا مع انقلاب "عزيز" لم نسمع أحدا من الشياطين الخرس تحدث بلغة الأفعال، فقد التزم "ولد الطايع" صمت القبور، وولد محمد فال "تكتك" بكلام أشبه بتخريف المشعوذين منه بكلام الرجال الموتورين.. سحقا له فهو لم ينفق من وقته ساعة في قراءة تاريخ الأمم والعصور، ولم يسبح في أمثال العرب وأقوال الحكماء، ولم تقرع أذنيه قولة الحكيم "اتق شر من أحسنت إليه"، تماما مثلما لم يسمع "بوعماتو" القول المأثور "من أعان ظالما سلط عليه"، ولا أظن إلا أنه قد ابتلع لسانه، بعدما استأجر من الأقلام من ينافحون عنه.
رغم أنني أكره "عزيز" لحد مفرط، إلا أنني أحيانا أدعو وأتمنى لو أن الله مكن له في رقاب أولئك الذين صنعوه وبوأوه مكانا قصر به عنه مؤهله العلمي..
قبل أن أختم فإن شظايا هذه الدردشة تأبى إلا أن تصيب أولئك الثوار العجزة، وأولئك الذين تهيأ لهم ـ ذات أصيل ـ أن الثورة يشعلها يمين أو قسم، فأقول لهم: أرجوكم وأتمنى عليكم أن تضعوا خمسا فوق خمس، وأن تكرمونا بهجرتكم لهذا البلد فأنتم جزء من المشكل ولن تكونوا يوما ما جزءا من صناعة الرخاء والازدهار، أنتم من تنفسون القدر حين يغلي ويهم بالانفجار، فاتركونا وشأننا، واتركوا البلد يغلي بصمت وهدوء، فالنار الهادئة وحدها هي القادرة على منحنا الخلاص حين تصل درجة الغليان حرارة حمم البركان..