تاريخ الإضافة : 26.02.2013 11:02

حتى لاتغرق السفينة (2)

محمد يحظيه ولد عبد العزيز

عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم فزعا وهو يقول / لاإله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه/ قيل أنهلك وفينا الصالحون؟ قال/ نعم إذا كثر الخبث/ رواه البخارى وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم/ مامن نبي بعثه الله فى أمة قبلى إلا كان له من أمنه حوارييون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالايفعلون ويفعلون مالايأمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن و من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذالك من الإيمان حبة خردل/ رواه مسلم وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال /إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق منها أن تؤمن بالله ولاتشرك به شيئا وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن سلم على أهلك إذا دخلت عليهم وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم فمن نرك شيئا من ذالك فقد ترك سهما من الإسلام ومن تركهن كلهن فقد ولى الإسلام ظهره/ السلسلة الصحيحة للألبانى وعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /لايحقر أحدكم نفسه/ قالوا كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال/يرى أمر الله عليه فيه مقال ثم لايقول فيه فيقول الله عز وجل يوم القيامة مامنعك أن تقول في كذا وكذا ؟ فيقول خشيت الناس فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى/ رواه ابن ماجه بسند رواته ثقات وعن أبى بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال * أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية// ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم// وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول /إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك الله أن يعمهم بعقاب/ رواه أبوداود والترمذى وقال حديث صحيح وفى روايد أخرى/مامن قوم يعمل فيهم بالمعاصى ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لايغيروا إلا أوشك الله أن يعمهم منه بعقاب/ وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال /ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقركبيرنا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر/ رواه أحمد والترمذى وابن حبان فى صحيحه وقال أبوهريرة رضي الله عنه * كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة وهو لايعرفه فيقول مالك إلي ومابينى وبينك معرفة فيقول كنت ترانى على الخطإ أو على المنكر ولاتنهانى* ذكره الحافظ المنذرى قال ذكره رزين ولم أره. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم/ تعرض الفتن على القلوب كعرض العصير عودا عودا فأي قرب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتتة بيضاء حتى تكون القلوب على قلبين قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا ماأشرب من هواه وقلب أبيض مثل الصفاء لاتضره فتنة مادامت السماوات والأرض/ رواه مسلم. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله فى كتابه العظيم *إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان* فشبه عرض الفتن شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير وهي طاقاتها شيئا فشيئا وقسم القلول عند عرضها إلى قسمن –فلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها كمايشرب الإسفنج الماء فتنكت فيه نكتة سوداء فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حنى يسود وينتكس وهو معنى قوله/كالكوز مجخيا/ أي مكبوبا منكوسا فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران فترميان به إلى الهلاك أحدهما اشتباه المعروف عليه بالمنكر فلا يعرف معروفا ولاينكر منكرا وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة والحق باطلا والباطل حقا – الثانى تحكيمه هواه على ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم وانقياده للهوى واتباعه له .وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته. والفتن التى تعرض على القلوب هي أسباب مرضها وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات فإن الغي والضلال فتن المعاصى والبدع فتن الظلم والجهل فالأولى توجب فساد القصد والإرادة والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد قال ابن عبد البر* وقد أجمع المسلمون أن المنكر واجب تغييره على كل من قدر عليه وأنه إذا لم يلحقه بتغييره إلا اللوم الذى لايتعدى إلى الأذى فإن ذالك لايجب أن يمنعه من تغييره فإن لم يقدر فبلسانه فإن لم يقدر فبقلبه ليس عليه أكثر من ذالك وإذا أنكر بقلبه فقد أدى ماعليه إذا لم يستطع سوى ذالك. قال ابن رشد *الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم بثلاثة شروط-أحدهما أن يكون عالما بالمعروف والمنكر لأنه إن لم يكن عارفا بهما لم يصح له أمر ولانهي إذ لأيأمن أن ينهى عن معروف أو يأمر بمنكر الثانى أن يأمن أن يؤدى إنكاره للمنكر ‘لى منكرأكثر منه مثل أن ينهى عن شرب الخمر فيؤدى نهيه عن ذالك إلى قتل نفسه وماأشبه ذالك لأنه إذا لم يأمن لم يجز له أمر ولانهي- الثالث أن يعلمأو يغلب على ظنه على ظنه أن إنكاره المنكر مزيل له وأن أمره بالمعروف مؤثر فيه ونافع لأنه إذا لم يعلم ذالك ولاغلب على ظنه لم يجب عليه أمر ولانهي فالشرطان الأول والثانى مشترطان فى الجواز والشرط الثالث مشترط فى الوجوب*المقدمات الممهدات* قال الشوكانى فى *السيل الجرار*الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما العمادان العظيمان من أعمدة هذا الدين والركنان الكبيران من أركانه ومجمع على وجوبهما إجماعا من سابق الأمة ولاحقها لايعلم فى ذالك خلاف.

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025