تاريخ الإضافة : 13.02.2013 13:14
الملحفة ...شروط الصحة والوجوب
إن لكل أمة زي تعتز به ويشكل لها مصدر فخر واعتزاز ويتغير من محيط لآخر ومن بلد لآخر ومن قومية لأخرى ويكون إحدى ثوابت هذه الأمة ومن المعروف جليا أن الملحفة هي زي المرأة العربية الموريتانية ونظرا للأهمية التي تحتل في صدور الموريتانيين تستحق أن تكون موضع صيانة من موجات التغيرات والانحرافات التي تشهدها الأمم بفعل العولمة والمسخ الحضاري الضارب في الأفق ولمعالجة هذا الموضوع يجب أن نسلط الضوء على التحولات التي عرفها هذا الزى الجميل بين الماضي والحاضر .
لقد كانت المرأة الموريتانية في الماضي ترتدي ملحفة جد مختلفة عن الملحفة اليوم ويظهر ذلك في تجليات عديدة إذ أن ملحفة الأمس كانت فريدة العدد بالغة السترة طويلة العمر وحيدة الارتداء لأنها لا تصاحبها ملابس أخرى سواء كانت قميصا أو إزارا أو ملابس داخلية الشيء الذي أعطاها قيمة دينية لسترها جميع بشرة المرأة وقيمة اقتصادية نظرا لطول عمرها وهو مابين 6أشهر إلى عام حسب يسر أو عسر الأسرة وكانت كسوة لنساء حسان في غاية الجمال والعفة والوداعة وكانت يومها الغاية للتجميل وفيها يقول الشاعر محمد ولد أبنو:
لأن تصبحي يا أميم عريانة دخانا
عليك طريف أغبر اللون من "صفنا"
وفيك عن الغيدات معنا مشاهدا
وهل يستطيع الصبر من شاهد المغنا
(صفنا قماش معروف بقيمته لدى المجتمع الموريتانية الأصيل كانت ترتدي المرأة الموريتانية) والوسيلة لأداء واجب شرعي ألا وهو ستر البشرة فلم يكن لارتدائها شروط ولا واجبات ولا مناديب ولا مستحبات الشيئ الذي ساد اليوم .
أما ملحفة اليوم فلا تخفى على أحد وهي تعبر عن ذاتها لأنها محلية الصنع في مجمل حالها فهي التي تخاط بالإبرة وتطبخ في القدر وتعرض في السوق بعدد الصينيين لا يروج منها إلا ما غلى ثمنه وقل ستره وقصر عمره وكثر عدده وأصبحت تستوجب شروطا جديدة لارتدائها وهذه الشروط هي شروط وجوب وشروط صحة .
1ـ شروط الوجوب
هي أن تكون محدودة العمر محدودة السترة غالية الثمن في أغلب الأحيان متعددة الألوان وأن ترافقها ملابس أخرى تدعم سترها كالفستان والقميص النسائي (بودى).
2_شروط صحة
إن شروط صحة ارتداء الملحفة هي أن يرافق لونها, لون الملحقات كلون الأحذية ولون الفستان ولون القميص ولون المسحوق المستعمل للتجميل .
أما مستحباتها فهي أن تكون من الطراز الرفيع ومتماشية مع آخر موضة تعرض في السوق وهنا يظهر الألم كل الألم لما يفتح الباب أمام كل أشكال الإسراف والتبذير فلنحدد على سبيل المثال ما نحتاجه لتوفير ملحفة واحدة وملحقاتها : ملحفة حرير(أسوار)
معروف اليوم أن ثمنها الأدنى هو 120,000 أوقية 8_فستان نوع فرنسي 7000_حقيبة منكبية دلوية الشكل في أغلب الأحيان ا مريكية الصنع 40إلى 50.000 أقية _ساعة يدوية 50 إلى 180.000أوقية وبهذا تكون اللبسة الواحدة زهاء400.000 أوقية ناهيك عن ثمن العطور والمساحيق التي يصعب تصور ثمنها نظرا لتشعبها واختلاف أسعارها
إن المتأمل لهذه الوضعية يدرك وبجلاء حجم الإسراف والتبذير الشيء الذي يمنعه الدين الحنيف إذ يقول الله تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذالك قواما)
وقال أيضا ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) إننا في هذا المقال لسنا دعاة إلى الشح أو التقتير بل دعاة الوسطية والاعتدال والإنصاف ,وإن المقام ليتسع للكثير من الآيات والأحاديث, إننا نترك تبيان الموقف الشرعي من هذه الظاهرة لمن هم أهل لذلك :
العلماء والفقهاء أما من الجانب الاجتماعي فالانعكاسات السلبية بديهة للعيان فكم فككت من أسرة عجز أبوها عن توفير طلب عالي السقف لا تبرره شريعة ولا مصلحة ولا إمكانيات وكم شردت من أبناء بسبب هذا التفكك وكم تسبب في انحراف فتيان وفتيات لم يحظوا بالرعاية الأسرية, وكم أدخلت في السجن من أصدروا صكات بدون رصيد لتوفير هذه المستلزمات وكم تسبب في تسرب مدرسي لكثير من البنات عجز ذووها عن الصمود أمام هذه المصروفات غير المبررة من المنظور الشرعي وكم أدت إلى اختلالات مازالت عائقا دون النمو الاقتصادي للكثير من الأسر ما كانت لتكون كذلك لو لم تنجرف تحت تأثير هذه الظاهرة المتعددة المساوئ والتي يجب على الاجتماعيين والباحثين إنارة المجتمع أمامها عساه يفيق من نومه المضني له في شتى المجالات.
بقلم المساعد أول:محمد فال ولد عبد الله الكورى
قائد الفرقة البحرية الخاصة للدرك بنواكشوط
نقلا عن العدد التاسع من مجلة الدرك الوطنى
لقد كانت المرأة الموريتانية في الماضي ترتدي ملحفة جد مختلفة عن الملحفة اليوم ويظهر ذلك في تجليات عديدة إذ أن ملحفة الأمس كانت فريدة العدد بالغة السترة طويلة العمر وحيدة الارتداء لأنها لا تصاحبها ملابس أخرى سواء كانت قميصا أو إزارا أو ملابس داخلية الشيء الذي أعطاها قيمة دينية لسترها جميع بشرة المرأة وقيمة اقتصادية نظرا لطول عمرها وهو مابين 6أشهر إلى عام حسب يسر أو عسر الأسرة وكانت كسوة لنساء حسان في غاية الجمال والعفة والوداعة وكانت يومها الغاية للتجميل وفيها يقول الشاعر محمد ولد أبنو:
لأن تصبحي يا أميم عريانة دخانا
عليك طريف أغبر اللون من "صفنا"
وفيك عن الغيدات معنا مشاهدا
وهل يستطيع الصبر من شاهد المغنا
(صفنا قماش معروف بقيمته لدى المجتمع الموريتانية الأصيل كانت ترتدي المرأة الموريتانية) والوسيلة لأداء واجب شرعي ألا وهو ستر البشرة فلم يكن لارتدائها شروط ولا واجبات ولا مناديب ولا مستحبات الشيئ الذي ساد اليوم .
أما ملحفة اليوم فلا تخفى على أحد وهي تعبر عن ذاتها لأنها محلية الصنع في مجمل حالها فهي التي تخاط بالإبرة وتطبخ في القدر وتعرض في السوق بعدد الصينيين لا يروج منها إلا ما غلى ثمنه وقل ستره وقصر عمره وكثر عدده وأصبحت تستوجب شروطا جديدة لارتدائها وهذه الشروط هي شروط وجوب وشروط صحة .
1ـ شروط الوجوب
هي أن تكون محدودة العمر محدودة السترة غالية الثمن في أغلب الأحيان متعددة الألوان وأن ترافقها ملابس أخرى تدعم سترها كالفستان والقميص النسائي (بودى).
2_شروط صحة
إن شروط صحة ارتداء الملحفة هي أن يرافق لونها, لون الملحقات كلون الأحذية ولون الفستان ولون القميص ولون المسحوق المستعمل للتجميل .
أما مستحباتها فهي أن تكون من الطراز الرفيع ومتماشية مع آخر موضة تعرض في السوق وهنا يظهر الألم كل الألم لما يفتح الباب أمام كل أشكال الإسراف والتبذير فلنحدد على سبيل المثال ما نحتاجه لتوفير ملحفة واحدة وملحقاتها : ملحفة حرير(أسوار)
معروف اليوم أن ثمنها الأدنى هو 120,000 أوقية 8_فستان نوع فرنسي 7000_حقيبة منكبية دلوية الشكل في أغلب الأحيان ا مريكية الصنع 40إلى 50.000 أقية _ساعة يدوية 50 إلى 180.000أوقية وبهذا تكون اللبسة الواحدة زهاء400.000 أوقية ناهيك عن ثمن العطور والمساحيق التي يصعب تصور ثمنها نظرا لتشعبها واختلاف أسعارها
إن المتأمل لهذه الوضعية يدرك وبجلاء حجم الإسراف والتبذير الشيء الذي يمنعه الدين الحنيف إذ يقول الله تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذالك قواما)
وقال أيضا ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) إننا في هذا المقال لسنا دعاة إلى الشح أو التقتير بل دعاة الوسطية والاعتدال والإنصاف ,وإن المقام ليتسع للكثير من الآيات والأحاديث, إننا نترك تبيان الموقف الشرعي من هذه الظاهرة لمن هم أهل لذلك :
العلماء والفقهاء أما من الجانب الاجتماعي فالانعكاسات السلبية بديهة للعيان فكم فككت من أسرة عجز أبوها عن توفير طلب عالي السقف لا تبرره شريعة ولا مصلحة ولا إمكانيات وكم شردت من أبناء بسبب هذا التفكك وكم تسبب في انحراف فتيان وفتيات لم يحظوا بالرعاية الأسرية, وكم أدخلت في السجن من أصدروا صكات بدون رصيد لتوفير هذه المستلزمات وكم تسبب في تسرب مدرسي لكثير من البنات عجز ذووها عن الصمود أمام هذه المصروفات غير المبررة من المنظور الشرعي وكم أدت إلى اختلالات مازالت عائقا دون النمو الاقتصادي للكثير من الأسر ما كانت لتكون كذلك لو لم تنجرف تحت تأثير هذه الظاهرة المتعددة المساوئ والتي يجب على الاجتماعيين والباحثين إنارة المجتمع أمامها عساه يفيق من نومه المضني له في شتى المجالات.
بقلم المساعد أول:محمد فال ولد عبد الله الكورى
قائد الفرقة البحرية الخاصة للدرك بنواكشوط
نقلا عن العدد التاسع من مجلة الدرك الوطنى